بحث عن التعايش بين الاديان، لقد أنزل الله سبحانه و تعالى العديد من الرسالات السماوية، والتي من خلالها يهدي البشرية الى الطريق الصحيح، وفي أصل الرسالات السماوية جمعاً أنها صحيحة، ولكن البشر قاموا بتحريفها و تعديلها، وذلك بما يتناسب مع أهوائهم، وهذا كان السبب وراء تعدد الرسالات الدينية من الله سبحانه وتعالى، الى أن أنزل الدين الاسلامي كآخر الديانات السماوية و حفظه الله سبحانه و تعالى من التحريف و التغيير، وكانت الرسالات جميعها تدعوا الى السلام و التعايش بين العباد و حفظ الأرواح، و خصوصاً الدين الاسلامي، الذي كان يدعوا الى الاسلام بالحسنى حيث قال سبحانه و تعالى : ((لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) (البقرة 256)، فالدعوة الى الدين الاسلامي تكون بالحسنى و ليس عن طريق اجبار الناس و تهديدهم، فالدنيا ما هي الا دار ممر و اختبار للناس، من أجل الوصول الى دار الآخرة و الخلود.
موضوع تعبير عن التعايش بين الأديان
لقد انتشرت العديد من الحروب و الخلافات بين الناس الذين يتبعون الديانات المختلفة، و قد أدى ذلك الى ازهاق العديد من الأرواح و الحاق الضرر في مختلف الحضارات، حيث كانت تهدف العديد من الحضارات الى بسط نفوذها من خلال الدين في العديد من المجتمعات، و اضطهاد الأقليات الدينية التي تعتبر ضعيفة و لا حول لها و لا قوة، حيث كما شهدنا في بورما كيفية قتل العديد من المسلمين على يد البوذيين الذين حاربوا الدين الاسلامي و قتلوا و شردوا العديد من العائلات و الأسر البريئة، وهذا يتنافى مع ما دعانا اليه الله سبحانه و تعالى الى ضرورة احترام الأديان و التعايش السلمي بينها، وذلك في سبيل حفظ الأرواح و الحصول على مجتمعات آمنة و مستقرة.
تعريف التعايش بين الأديان و أهدافه
يهدف التعايش بين الأديان الى احترام كافة الديانات و ترسيخ المبادئ الخاصة بها عن طريق نبذ العنف و اضطهاد الأقليات الدينية، و توفير الأمن المعيشي الذي من خلاله تستطيع الأقليات أو أصحاب الديانات الأخرى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي و السماح لهم بأداء عباداتهم التي يدعوهم اليها الدين الذي يتبعونه، فالتعايش بين الأديان يهدف الى التعايش و التفاهم بين مختلف الطوائف الدينية، و نشر الثقافة التي تعمل على وجود الاحترام المتبادل بين مختلف الأطراف الدينية، و نبذ العنف و الحصول على مجتمعات مستقرة و آمنة في سبيل بناء الحضارات بما يتناسب مع توفير الحياة الكريمة للإنسان، حيث أكد الدين الاسلامي على أهمية وجود الاحترام المتبادل بين الديانات و عدم اجبار الناس على اتباع الدين الاسلامي، الا بالحسنى و اتباع الدين بكامل الارادة الشخصية التي تنبع من داخل الشخص، و نبذ العنف الذي يسبب اخراب و الدمار في مختلف الحضارات، ويعمل على اضعافها و ضرورة تبني المبادئ التي تدعوا الى التعايش بين الأديان.
فمن خلال بحث عن التعايش بين الاديان، يجب علينا التأكيد على أهمية احترام الديانات الأخرى و السماح لهم بممارسة الحياة اليومية الخاصة بهم، وتوفير الامكانية لهم التي من خلالها يمكنهم ممارسة العبادات الخاصة بهم، حيث هناك العديد من الاجتماعات الدولة و المنظمات التي تعمل على ترسيخ مبدأ التعايش بين الاديان، والذي من خلاله تسعى الى توفير الاستقرار في مختلف المجتمعات و خصوصاً التي تتكون من العديد من الأقليات الدينية.