تقوم المجتمعات والأمم والحضارات الناجحة على الأخلاق والفضائل الشمالة، وتتطور الشعوب و يزدهر تفوقها ورفعتها بنبع الأخلاق والشمائل الفاضلة فيها، حيث تترك أثرها فيتلاحم الناس وشيوع التعاون وروح الإنسان الصالح بينهم، مما يدفع دورة البيئة للتقدم والرفعة الباهي والنجاح الزاهي ، الذي يبدأ من الفرد وحده ثم يتصاعد ليعم المجتمع بأسره، من خلال المقياس الدقيق الذي يقاس به الفرد ويوزن به المجتمع وتتحدد قيمته الحقيقية من النوازع غير الصادقة، لذلك نضع لكم في موقع الفهرس بحث جميل عن الاخلاق والفضائل الحميدة.
أهمية الاخلاق والفضائل الحميدة
أمان المجتمع ككل والفرد على وجه أخص الأخلاق فهي صمام الحماية الاندثار والتلاشي بما فيها من شمائل التسامح والعدل، ونابذة الوقوع في المحرم والفتن التي قد تفسخ المجتمع ما يعني حلول الخريف فيه، فتذهب الأخلاق الطيبة بوجود غيرها من الأخلاق الفاسدة، لكن مع وجود نبتة الخير والعاء بالأخلاق البهية يتقدم المجتمع، ويتعالى شأنه.
الاخلاق والفضائل الحميدة والإسلام
الأخلاق الحميدة تعني أن ينتشر العدل ويزول الظلم، وتبين امتثال العبد لأمر الله ورسوله الذي جاء محرضاً على تلك الأخلاق الطيبة والشمائل الجميلة، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال:( لما بلغ أبا ذر مبعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني، فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر ، فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق ).
وقال صلى الله عليه وسلم : ( خياركم أحاسنكم أخلاقا ) وقال: ( إن من أحبكم إلىَّ أحسنكم أخلاقاً )، وقد مدح الله نبيه فقال (وإنك لعلى خلق عظيم) ، وقد حض الإسلام على محاسن الأخلاق وحرض عليها وجعلها الأساس الذي به يحكم على الإنسان، فهي أصل العقيدة التي تخلص الإنسان من الأمور السيئة كالغرور والتكبر والغش والحسد والكذب والكفر وغيرها إلى خصال التواضع والصدق وتمني الخير للناس، والإيمان وشمائل الفضيلة، بما يرفع قدر الإنسان ويجعله مسوداً في قومه وأهله وناسه، مفتخراً بما هداه الله إليه من الصواب.
الاخلاق والفضائل الحميدة عند الشعراء
ولأهمية الأخلاق والفضائل الحميدة اهتم بها الشعراء والأدباء، ومن بين الشعراء الذين اهتموا بها الشاعر المتنبي وأبا تمام وشوقي والرصافي وغيرهم الكثير، ونضع قبسا من ذلك:
قال المتنبي في نظمه :
وما الحسن في وجه الفتى شرفا له * إذا لم يكن في فعله والخلائق
وقال أبو تمام في قصيدته:
فلم أجد الأخلاق إلا تخلقا * ولم أجد الأفضال إلا تفضلا
كما اشتهر عن شوقي أبياتاً معروفة:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقال أيضا:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما وعويلا
وقال أيضا :
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه * فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
ويقول معروف الرصافي في منظومته “هي الأخلاق تنبت كالنبات ” :
هي الاخلاقُ تنبتُ كالنبات * إذا سقيت بماء المكرمات
تقوم إذا تعهدها المُربي * على ساق الفضيلة مُثمِرات
وتسمو للمكارم باتساق * كما اتسقت أنابيبُ القناة
وتنعش من صميم المجد رُوحا * بأزهارٍ لها متضوعات
ولم أر للخلائق من محلّ * يُهذِّبها كحِضن الأمهات
فحضن الأم مدرسة تسامت * بتربية البنين أو البنات
وأخلاقُ الوليد تقاس حسنا * بأخلاق النساءِ الوالدات
وليس ربيب عالية المزايا * كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنان * كمثل النبت ينبت في الفَلاة
أخيراً وبعد وصولنا لنهاية بحث جميل عن الاخلاق والفضائل الحميدة من أبحاث كثيرة صنفت ومقالات كتبت ينبغي عليك أيها القارئ الحرص على فضائل الأخلاق ونبذ سيئها.