مسجد الحسن الثاني هو من أهم المعالم الإسلامية بمدينة الدار البيضاء في المغرب، بل وعلى الصعيد العالمي، ويُعتبر من أكبر المساجد مساحةً في أفريقيا، وواحداً من أكبر المساجد مساحةً في العالم.

يتخذ من ساحل مدينة الدار البيضاء المغربية موقعاً له، فهو من أجمل المساجد في العالم، فلا تكتمل الجولة السياحية في عاصمة المغرب الإقتصادية من دن زيارة هذا المعلم الديني السياحي المعماري.

يظهر للناظرين غليه كأنه قريب منهم، في حين أنه يبعد عنهم الكيلومترات، وكلما اقتربوا أكثر منه استشعر مقدار ما بُذل فيه من جهد في تدشينه، فقد ساهم في إتمام بناؤه 2500 عامل، بالإضافة إلى 10 آلاف حرفي تقليدي.

فهو واحداً من التحف الفنية المعمارية في المغرب، لذلك يحرص السياح على زيارته واكتشافه عندما يحلون ضيوفاً بمدينة الدار البيضاء.

التكلفة الضخمة لتدشين المسجد

تم افتتاح المسجد في العام 1993م، وهذا بعد اتمام بنائه في ست سنوات تقريباً، وقد كلف ملايين الدولارات، وقد أوضحت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وقتها أن المغاربة قد شاركوا في حملة الإكتتاب الوطني، التي استمرت 40 يوماً، التي كان من خلالها مجموع مساهماتهم التي فاقت 300 مليار سنتيم.

يمنح المسجد الزائر الفرصة للاستمتاع بالإنجاز المعماري المغربي، سواءاً في مئذنته التي يصل طولها إلى مئتي متراً، أو على جماليات الزخارف، والتي تُزين الجدران، وأيضاً الأعمدة الرخامية الضخمة، التي يقوم عليها المسجد بأكمله.

ست سنوات في بنائه

فقد وضع الملك الحسن الثاني حجر الأساس في اشارة لإنطلاقة بداية الأشغال في بناء المسجد، وقد كان ذلك في الحادي عشر من هر يوليو من العام 1986م، استمرت الأشغال لمدة الست سنوات تقريباً، وتم تدشين المسجد في 30 أغسطس من العام 1993.

المسجد يُجسد حرفية الصنع المغربي في جميع المجالات، كالخشب والجبس والفسيفساء والرخام وغيرها الكثير، وتُبرز التطور التكنولوجي بوجود التقنيات التي تم توظيفها في بناء المسجد الذي يطفو جزء منه على الماء.

تم الإشراف عليه من قبل مهندس معماري فرنسي ” ميشيل بانسو”، بالتعاون مع مجموعة كبيرة من صناعٍ وحرفيين وعمال مغربيين، والتي بلغ عددهم تقريباً 12500 شخص.

يضم المسجد قاعة الصلاة التي تبلغ مساحة 20 ألف متر مربع، وتتسع ل 25 ألفاً من الأشخاص، وقد خُصص شرفتان للنساء مساحتيهما 3550 مربع، والباحات الخارجية تستوعب ما يُناهز 80 ألفاً من الأشخاص.

المعالم التي ضمها المسجد

لا يقتصر المسجد على الصلاة والتعبد فقط، بل تم تخصيص الجانب الشرقي منه ليضم مدرسة لعلوم القرآن، التي تهدف إلى تخريج جيل جديد متعلماً العلوم الشرعية واللغوية، على النهج المتبع في جامعة القرويين.

وقد ضم المسجد مكتبة عامة تُقدم الخدمات للقراء بمختلف فئاتهم العمرية، لنشر الوعي ومدة أهمية  ثقافة القراءة، ويضم المتحف الذي هو من المنشآت الصناعية التقليدية التي تم اعتمادها في تدشين المسجد.

وفي العام 2012م تم استحداث أكاديمية الفنون للصناعة التقليدية في المسجد لتخريج المهندسين المختصين في المجال التراثي المعماري المغربي، لضمان بقاءه وتمريره للأجيال.

بلغ طول مئذنته 200 متر، وتنبعث من أعلاها أشعة ليزر تصل إلى 30 كيلو متر في اتجاه القبلة، ويتميز المسجد بالسقف الذي يفتح ويُغلق آلياً.

وهذه الجوهرة المعمارية تُشكل النقطة السياحية الجذابة للسياح والمغاربة على حد سواء، فتتحل خلال شهر رمضان إلى قبلة لكثير من المصلين، الذين يكونون بمثابة الحجاج إليه من كل فجٍ عميق لتأدية الصلاة فيه، في أجواء خاشعة يعمها الطمأنينة.