قصة الراعي الكذاب، القصص التي يتمّ سردها للأطفال تغرُس في أنفسهم القِيم وتُنمّي جوانبهُم الشخصية، والرّوحية والحسيّة والعقلية، وعند سردِ القصة للطفل يلقي عناية شديدة لها، حيث يُعايش أحداثها ويتخيل نفسَهُ الشخصية التي تتحدث عنها القصة، خصوصًا إن كانت أحداثها واقعية، فهي تُحرّره من الحدود والواقع الذي يعيش به، ويتخيل نفسه يعيش في عالم مليئ بالأمراء والملوك والقادة.
وللقصص فاعليّة كبيرة في تنشئة وتربية الطفل، فهي تُصحّح له بعض الأخطاء التي لا يُلاحظها بالكلام وإنّما يُدركها نتيجة قصص واقعية يمارسها ويعيشُ أحداثها، تجذبَهُ أفكارها وحوادثها وتستثير إهتمامه وتُبيّن له الصواب من الخطأ، في هذا الطرح نسرد لكم قصة الراعي الكذاب من القصص الجميلة التي يستفيد منها الأطفال.
قصة الراعي الكذاب
يُقال أن ولدًا راعيا كان يقضي نهاره في حراسة قطيع الأغنام، فكان يرعى من بعيد ويراقب أغنامه، كان يحب عمله ويهتم به كثيرا، وأثناء عمله كان يجلس ويحنى ظهره على صخرة تقابل أغنامه وينظر إلى السماء ويتمعن بجمال النجوم والغيوم .
لكن هذا الولد الراعي كان شقيا يرتكب الكثير من الأخطاء والحماقات، وفي يوم من الأيام قرر أن يحتال على أهل قريته، فقال بأعلى صوت لديه أنجدوني هجم الذئب على قطيع الأغنام، ليهرع أهل القرية عندما سمعوا صوته مستلين من بيوتهم العصي والسكاكين لإنقاذ قطيع الأغنام والقضاء على الذئب لكنهم عندما وصلو لم يدوا الذئب .
ولكنهم وجدوا الراعي منبطحا على الأرض فارطا في الضحك ثم أفصح لهم عن مزاحه، ليغضب الناس وصرخوا عليه وحزروه أن يكررها ثانية، لكن الولد الراعي لم يرتدع حيث كرر نفس الأمر في الأسبوع التالي، وحضر الناس لكنهم عادوا غاضبين وساخطين .
بعد يومين من كذبته الثانية، جاء إلى القرية ذئب حقيقي كان جائعا لم يأكل من فترة طويلة، فوجد قطيع الأغنام وهجم عليه، وصاح الراعي الكذاب بأعلى صوت أقذوني هجم الذئب على القطيع، فلم يسمع أو يكترث له أحد ولم يصدقه أهل القرية، ليعتلي الراعي أعلى الشجرة وينظر إلى الذئب وهو يفترس الأغنام وليس بإستطعته فعل أي شئ .
بعد ذلك فهم الراعي الكذاب لما يشك الناس في الذي يكذب مرة، لأنه ممكن أن يكذب ألف مرة .