أروع قصص الصحابة للاطفال التي يُمكن أن نجدَ فيها العِظات والعبر الجميلة والرّائعة التي يُمكن أن تُرينا حياة الصحابة الكرام، لكي نتعلّم من الصفات التي يمتلكها أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورضيَ الله عن أصحابه الكرام، فإنّ صاحبة رسول الله كان لهم الكثِير من القصص التي وصلّت لنا مِن التابعين، وكَانت هذه القصَص تحمل الكثير من القيم الأخلاقية الكبيرة التي جعلتها تُسطّر في التاريخ وتجعَل من هؤلاء الصحابة مخلّدين بسيرتهم العطرة، لهذا سوف نضعُ لكم قصص الصحابة للاطفال والتي فيها الكثير من العبر والعظات المهمّة.

قصة الصحابي خباب بن الارت

خباب بن الارت العبد المملوك لسيدة قريشية اسمها أُمّ أنمار، وقد كان يعمَل خباب في صناعة السوف أي بالحدادَة ويبيعها لرجال مكة ويعطي ثمن البيع لام انمار، وكان خباب بن الارت لا يتاخر في صناعة السيوف او يغيب عن دكانه، في يوم من الايام جاء الرجال لاخذ سيوفهم فلم يجدوه في المحل، وقد انتظر الرجال في الدكان طويلا، فلما عاد خباب سالوه عن السوف ولم يجبهم وكان في عينيه فرح غريب، وكان يناجي نفسه بأمر غريب وعجيب واستغرب منه الرجال وسالوه مرة اخرة اين سيوفنا يا خباب هل قمت بصناعتها أمّ لا.

ولكن خباب بن الارد لم يُجبهم ولم يجب اسئلتهم أو يسمع لهم، وكان يقُول لهم هل رايتموه هَل سمعتم كلامه إن أمره لعجيب، وقد انتبه أحد الرجال لهذا الأمر وأحس أن هناك شيئا ما فساله وهل رايته انت يا خباب، ومن ثم رفع يديه الى السماء وقال بكل ثقة وعمق اجل رايته وسمعته لقد رايت الحق في عينيه والنور يتلالا حوله، ولم يكد خباب يتم جملته حتى فهم الرجل قصده فهب به صائحا قال اتعني محمد، فقال نعم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ارسله الله ليخرج العباد من الظلمات الى النور.

ولم يكمل خباب كلامه ولم يدري مذا حدث أو قيل، وهجم عليه الرجال واوسعوه ضربا بالايادي والارجل وهم يقولون لم يبقى إلّا أنت ايها العبد الحقير حتى تؤمن بدين محمد هذا .. عبد حقير.. وغاب خباب بن الارت عن الوعي وتركه الرجال ملقى على الارض وذهبوا الى ام انمار التي كانت قوية وتستغل عبدها ابشع استغلال، ولا ترحمه في الليل او النهار وجاءها الرجال يشكون هذا العبد التي تجرأ على الدين الوثني واسياد قريش.

وقامت ام انمار بتعذيب الخباب بيديها وحمت الحديد في محلها وكوت جسد خباب وراسه واطرافه، ومن ثم حولت الحديد الى سلاسل وقيود لكي تقوم بربط الخباب وتكويه بالنار في كل صباح ومساء وذلك لكي تثنيه عما قال، وصبر خباب ولم يصدر عنه اي الم او صرخة عذاب كان فقط يتلوى ولحمه يتساقط وصامد ومحتسب ذلك في سبيل الدين الاسلامي، وحين مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكوى بالحديد وفوق راسه فطار قلبه رحمة وحنانا واسى ولكن الرسول لم يكن يملك شيئا لحماية خباب والمستضعفين الا الدعاء ورفع اكفه الى السماء وقال اللهم انصر خبابا اللهم انصر خبابا.

وبعد ايام عديدة نزل بأُمّ أنمار مرض غريب ارتمت على الفراش واخذت تصرخ وتولول واصابها الم في راسها حتى كاد ان ينفجر وتغير كلبها ما يشبه نباح الكلب، وعندما جاءها الطبيب يداويها وجدها مصابة بمرض السعار الذي يجعل المريض يعوي كالكلاب وان العلاج الوحيد لها هو الكي بالنار، وقد ذهل الجميع من هذا المرض وقالوا انه انتقاما لخباب بن الارت وهو انذار لمن تسول له نفسه تعذيب المستضعفين والمساكين من المسلمين، وبدا الطبيب يحمي الحديد ويكوي به راس ام انمار كل صباح ومساء، وقد مضت هذه الأيام وتم حفظ خباب القرآن الكريم، حيثُ أجاد ترتيله وتجويده بالاحكام.

وكان يذهب لبيوت المسلمِين لتعليمهم القرآن وقد طلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يذهب الى بيت سعيد بن زيد زوج فاطمة بنت الخطاب ويعلمها القرآن ولم يكد خباب يقرأ أول سورة من سورة طه حتى سمع الجميع طرقًا كبيرًا على الباب فنظرت فاطمة فرات اخاها عمر قد امسك سيفا وقادم بغضب وعادت الى خباب خائفة تريده ان يختبئ، وقالت له انه عمر اخي جاء ليقضي علينا جميعًا.

وقال خباب بكل هدوء غريب لا تخافي لعل الله يهديه فلقد سمع رسول الله صلى الله عليه سلم يقول ” اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك: أبي الحكم بن هشام وعمر بن الخطاب”، وعندما دخل عمر وضرب اخته فاطمة على وجهها وتناول الصحيفة وقرأ

(طه ما أنزلنا عليك القران لتشقى*إلا تذكرة لمن يخشى* تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى*الرحمن على العرش استوى).صدق الله العظيمو صاح عمر صيحته المشهورة والخالدة : دلوني على محمد، وعندا اضاء القران قلب عمر واخرجه من الظلمات الى النور فسال خبابا اين اجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عند الصفا في دار الارقم بن ابي الارقم، ومضت الايام واصبح خبابا حفيظ على الاسلام وعبادته وصيامه.

وهاجر مع المهاجرين الى المدينة المنورة، وقد شهد جميع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، ونشر الاسلام وحفظ القران وصنع السيوف وتوفى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو راض عنه.

وفي يوم كانت الدموع تنزل من عينيه ويذكر اخوانه المسلمين الذين مضوا ولم ينالو من ترف الدنيا شيئا، كان يقول باكيا: انظروا هذا كفني قد أعددته لموتي .أما حمزة عم رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يوجد له كفن يوم استشهد إلا بردة ملحاء قصيرة، اذا و ضعت على رأسه قلصت عن قدميه، واذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه!!.