من هو الشاعر الذي قتله شعره سؤال لا بُد من التعرّف على إجابته، هُناك الكثير من الشعراء الذين تميزوا بإبداعهم وبَراعتهم في تأليف الأشعار وإلقائها، وهُناك أيضًا بعض الشعراء من ينظموا شعرًا في كُل شيء يروه ويُعجبهم.
في كثير من الأحيات قَد يتسبّب الشعر بإحراج صاحبه أو يُسبّب له المشكلات، وخصوصًا الشعر الغزلي فهُناك من الإناث من تتبل الأمر، ومنهُم مَن لا تتقبل ذلك، فلكل إنسان حدود واعتبارات لا يمكن أن يتجاوزها أو يسمح لأحد أن يتجاوزها معه.
هذا الأمر أصبح واضحًا وصريحًا عند شاعر تسبب شعره بقتله، وهُو أبو الطيب المتنبن هنا نطرح لكم كيف قُتل أبو الطيب المتنبي بسبب شعره.
كيف قتل الشعر ابو الطيب المتنبي
تتلخّص أحداث قصة مقتل الشاعر أبو الطيب المتنبي، حيثُ عِندما سافر إلى شيراز ومدح عضد الدولة البويهى، ثُمّ قرر أن يعود إلى الكوفة مسقط رأسه، اعترضه أعراباً من بني ضبة بقيادة فاتك الأسدي طريقه لأنه كان قد هجا ضبة بشعر مقذع، فدار قتال شديد بينهم وبين المتنبّي وابنه وغلامه، وأراد المتنبي أن يفر ولكن غلامه قال له: كيف تفر من المعركة، وأنت القائل: الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم فرجع الى القتال وقاتل في المعركة حتى قتل عام 354 هـ.
القصيدة التي تسببت بمقتل ابو الطيب المتنبي
ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه ……….. وَأُمَّهُ الطُرطُبَّه
رَمَوا بِرَأسِ أَبيهِ ……………… وَباكَوا الأُمَّ غُلبَه
فَلا بِمَن ماتَ فَخرٌ …………. وَلا بِمَن نيكَ رَغبَه
وَإِنَّما قُلتُ ما قُل …………. تُ رَحمَةً لا مَحَبَّه
وَحيلَةً لَكَ حَتّى ………….. عُذِرتَ لَو كُنتَ تيبَه
وَما عَلَيكَ مِنَ القَت ……….. لِ إِنَّما هِيَ ضَربَه
وَما عَلَيكَ مِنَ الغَد ……….. رِ إِنَّما هُوَ سُبَّه
وَما عَلَيكَ مِنَ العا ……….. رِ إِنَّ أُمَّكَ قَحبَه
وَما يَشُقُّ عَلى الكَل …….. بِ أَن يَكونَ اِبنَ كَلبَه
ما ضَرَّها مَن أَتاها ………. وَإِنَّما ضَرَّ صُلبَه
وَلَم يَنِكها وَلَكِن ………….. وَلا يَلومونَ قَلبَه
وَقَلبُهُ يَتَشَهّى ……….. وَيُلزِمُ الجِسمَ ذَنبَه
لَو أَبصَرَ الجِذعَ شَيئاً …….. أَحَبَّ في الجِذعِ صَلبَه
يا أَطيَبَ الناسِ نَفساً ………. وَأَليَنَ الناسِ رُكبَه
وَأَخبَثَ الناسِ أَصلاً ……… في أَخبَثِ الأَرضِ تُربَه
وَأَرخَصَ الناسِ أُمّاً ……… تَبيعُ أَلفاً بِحَبَّه
كُلُّ الفُعولِ سِهامٌ ……….. لِمَريَمٍ وَهيَ جَعبَه
وَما عَلى مَن بِهِ الدا ……….. ءُ مِن لِقاءِ الأَطِبَّه
وَلَيسَ بَينَ هَلوكٍ ………. وَحُرَّةٍ غَيرُ خِطبَه
يا قاتِلاً كُلَّ ضَيفٍ ………… غَناهُ ضَيحٌ وَعُلبَه
وَخَوفُ كُلِّ رَفيقٍ …………… أَباتَكَ اللَيلُ جَنبَه
كَذا خُلِقتَ وَمَن ذا ال ……… لَذي يُغالِبُ رَبَّه
وَمَن يُبالي بِذَمٍّ …………. إِذا تَعَوَّدَ كَسبَه
أَما تَرى الخَيلَ في النَخ ……… لِ سُربَةً بَعدَ سُربَه
عَلى نِسائِكَ تَجلو …………. فَعولَها مُنذُ سَنبَه
وَهُنَّ حَولَكَ يَنظُر ……….. نَ وَالأُحَيراحُ رَطبَه
وَكُلُّ غُرمولِ بَغلٍ ………… يَرَينَ يَحسُدنَ قُنبَه
فَسَل فُؤادَكَ يا ضَب ……….. بَ أَينَ خَلَّفَ عُجبَه
وَإِن يَخُنكَ لَعَمري ……….. لَطالَما خانَ صَحبَه
وَكَيفَ تَرغَبُ فيهِ ……….. وَقَد تَبَيَّنتَ رُعبَه
ما كُنتَ إِلّا ذُباباً ……… نَفَتكَ عَنّا مِذَبَّه
وَكُنتَ تَفخَرُ تيهاً ……… فَصِرتَ تَضرِطُ رَهبَه
وَإِن بَعُدنا قَليلاً ………… حَمَلتَ رُمحاً وَحَربَه
وَقُلتَ لَيتَ بِكَفّي ……….. عِنانَ جَرداءَ شَطبَه
إِن أَوحَشَتكَ المَعالي ……… فَإِنَّها دارُ غُربَه
أَو آنَسَتكَ المَخازي ……….. فَإِنَّها لَكَ نِسبَه
وَإِن عَرَفتَ مُرادي……….تَكَشَّفَت عَنكَ كُربَه
وَإِن جَهِلتَ مُرادي ……… فَإِنَّهُ بِكَ أَشبَه