من أجمَل العادات التي يتّبعها الأهالي الأكثرُ وعيًا هي قصص قبل النوم التي تُزيد من الترابط بين الأبوَين وأطفالهم بشكلٍ أساسي، كما أنّها تُزيد من المعرفة المكتسبة من خلال القصص الهادفة التي تُثري حصِيلة الأطفال من الكلِمات والعبارات التي تُفيدهم في مرحلة رياض الأطفال والمدرسة.

كما وتعمل على تعليمهم مجمُوعة من القيم والمبادء الجميلة التي تُعزّز من قدرات الطفل وتُنمّيها، وتُعدّ قصص قبل النوم من العادَات التي كان يتّبعها أجدادنا ليُساعدوا أطفالَهم على الدخول في النوم، لكِن كثير من الأُمّهات والآباء يُهملون هذه العادة الحسنة التي يجني الأطفال الكثير من ثِمارها في مرحلة الطفولة، والكثير من الأمور الهامة التي سنعرفُها من خلال هذا فهرس عن قصص قبل النوم.

قصص اطفال قبل النوم

نجنِي الكثير من الفائدة من قصص أطفال قبل النوم، فهي تُساعد الأطفال على الإسترخاء و الخمول إستعداد للنوم، وتضم هذه المجموعة قصصا ذات فوائد جمة حيث يتعلم منها الأطفال الكثير من الأخلاقيات الحميدة.

النملة و الصرصور 

كان ياماكان في أعماق الغابة، كانت نَملة في وقت الربيع والصيف تبحث عن ما تأكله، وفي وقت الشتاء، وكان صرصورًا في كل الوقت يلعبُ ويلهُو، وتوجّهت إليه النملة لتنصحه، فرد عليها قائلًا: لماذا أتعب وأبدأ بالجمع من الأن لم يحن الوقت بعد، فذهبت النملة من دون أن تعطيه أي رد و تركته، مرة الوقت ومازال الصرصور يلعب حتى مر الصيف، و دخل الخريف، و البرد قارس، و الصرصور لم يجد ما يأكله فتوجه إلى النملة لكي تعطيه القليل من ما يأكله، فقالت له عندما كنت أقول لك بأن تجمع ما تأكله كنت لا تعط أي إهتمامر فبدأ الصرصور بالطلب و يترجى النملة، و لم تستطع أن تراه يموت بالجوع و أعطته القليل، و قالت له تعد مرة أخرى فلن اعطيك شيئا.
قصة الغلام الكريم 
في يوم من الايام خرج شيخ كبير إلى مزرعته ،وهو يتمشى في الطريق مر على نخيل
جاره فأَبْصر فتى يعمل بهمه ، فحياهُ ، ثم جلس في ضل نخلة يستريح، بعدها أحضر الفتى طعامه وجلس ليأكل ، فاقترب كلب من الفتى فالقى إليه قطعة لحم ، فأكلها الكلب ثم رمى إليه الثاني والثالث فأكلهما الكلب والرجل الكبير ينظر فقذ ويتعجب.
فأقترب الرجل من الفتى وقال له :
يافتى .. ما طعامك كل يوم ؟
 فاجبه الفتى وقال: هو ما رأيت ياعم.
 فقال االرجل : لما فضلت به هذا الكلب ما السبب.
فقال الفتى / السبب هو انا هذا الكلب اتى من مكان بعيد جدا وهو جائع اكثر مني، فكرهت أن اشبع وهو جائع.
فقال الرجل : ومالذي ستفعله اليوم ؟
فقال الفتى : لا شيء ياعم.. أطوي يومي هذا حتى أرجع إلى المنزل .
فستغرب الرجل من كلام الفتى ، وقال :
والله هذا الفتى لأكرم مني …
قصة الاتحاد قوة 
دعا الشيخ كبير أولاده الست عِندما تمكن منه المرض، وأحسّ بقُرب موته، قال لهم :
آتوني بعدد من أعواد قصب السكر، فجاؤا بها، فامسك الشيخ باعواد السكر وربطها في حزمة، وقال لهم : فليتناول كل واحد منكم هذه الحزمة ويحاول حطمها.
فتناولها كل ابنائه وحاولو حطمها لاكن دون جدوى !
ثُمّ وزع عليهم الشيخ أعواد من الحطب، واعطاء كل واحد منهم عوداً وقال لهم / فلتحاولو كسرها.
فامسك الأبناء الست الأعواد واحداً وراء الآخر فحطموها كلها.
فقال لهم الشيخ : يا أولادي، هذه الأعواد مثلكم أنتم … إذا اتّحدتم كنتم قوة واحدة  وإذا تفرقتهم تبخرة قوتكم، ودب فيكم الضعف والوهن.
قصة الذئب والغنم 
في أيام خلافة الوليد بن عبد الملك كان أحد الرعاة يجلس وسط قطيع الأغنام فرحًا ومسرورًا، وكانت الخرفان تأكل بشجع، وتصوح بفرح، واتى غلام وحيا صديقه الراعي.
ثُم ألتفت وجهه نحو الغنم وهو يسأل صديقه بستغراب انه وقد راء شيئاً:
فقال ياالهي كل هذا الكلاب تعيش وتتغدى مع الغنم والخرفان؟
فرد عليه الراعي قائلاً:
ياصديقي انها ذئاب، ليست كلاباً  !!
فصرخ الغلام بأعلي صوت وهو يقول:
ذئاب تأكل مع الغنم، إنه لامر غريب ؟!
فقال له الراعي:
إن الشيخ يعدل بين الناس، لهذا لم يعد يخشى الذئب من الكلب ولا الغنم من الذئب وكل يأتيه رزقهُ.

قصة ليلى و الذئب

ليلى فتَاة صغيرة جميلة ونشيطة، تُطيع أمها في كل ما تطلبه منها ؛ لذلك فأمها تحبها كثيراً،وكل الناس تحبها أيضاً ؛ لأنها ذكية جداً وطيبة، في أحد الأيام حضرت أم ليلى الكعك،وطلبت من ليلى أن تذهب به إلى جدتها العجوز في الغابة، فقالت ليلى: “سمعاً وطاعة يا أمي”، وأخذت الكعك من أمها، وذهبت إلى الغابة، وكانت ليلى فرحة ومسرورة؛ لأنها ستزور جدتها التي لم تراها منذ فترة طويلة، وكانت ترقص وتغني وهي في الطريق،وبينما هي في منتصف الطريق سمع الذئب صوتاً في الغابة، فذهب لاستكشافه، فوجد ليلى، فقال لها الذئب: “أين تذهبين؟”، فقالت ليلى: “أنا ذاهبة إلى بيت جدتي الذي في آخر الغابة”، قال لها الذئب: “ولما تذهبين إلى هناك؟”، قالت ليلى: “لأعطيها الكعك الذي حضرته أمي لها”، ففكر الذئب بسرعة، وقرر أن يسبق ليلى إلى بيت جدتها، فسلك طريقاً مختصراً، ووصل إلى بيت جدة ليلى قبل أن تصل ليلى، ودق الباب، فجاء صوت الجدة الضعيف من الداخل: “من على الباب؟”،فقام الذئب بتنعيم صوته،وقال: “أنا ليلى يا جدتي،أحضرت لك الكعك”، فقالت لها: “أنا لا أستطيع النهوض منالسرير، قومي يا ابنتي بسحب الحبل الذي بجوار الباب،وبذلك تستطيعين فتح الباب”، ففتح الذئب الباب، ودخل إلى البيت، وقام بأكل جدة ليلى،ولبس ملابسها، وجلس محلها في السرير، وعندما وصلت ليلى إلى بيت جدتها قامت بدق الباب،فقام الذئب بتقليد صوت جدتها، وقال لها: “من بالباب؟”، أجابت ليلى: “أنا ليلى يا جدتي، أحضرت لك بعض الكعك،الذي صنعته أمي لك”،فقال الذئب -مقلداً صوت الجدة- : “أنا لا أستطيع النهوض،قومي بسحب الحبل الذي بجوار الباب”،فسحبت ليلى الحبل،وفتح الباب ودخلت.