فقرات هل تعلم عن الاخلاق هي ما سنطرحه لكم هنا، فإنّ الأخلاق من أسمى ما يكُون ومن أسمى ما قد يحصُل عليه الفرد في حياته، هَذه المسألة واحدة من المسائل التي لا ننثنِي عن التعرّف عليها وملاحَقتها بشكلٍ روتيني مميز، ففي حين مكث ووقوف على الاخلاق نجدُ أنّها من السمات الحسنة والحميدة التي كان الرسول محمد صلّ الله عليه وسلم يأمر بها ويتحلى بها، وكيف لا يكون هَذا وتعداد الاهمية في هذا يطول ويطول، ولا يخفى أن مسألة الطرح الدنيا بما تسمى “هل تعلم عن الاخلاق” يمكن استخدامها في الإذاعة المدرسية أو في العديد من الأماكن الأخرى.
ما هي الاخلاق
الأخلاق هِي الخُلق الرفيع والصفات الحسنة التي من المُمكن أن يتناولها الفرد في شخصيته، ولعلّ النقِيض والمُضاد من هذا الخلق هو الرذيلة، حيث الخلق لغة هو السَّجيَّة والطَّبع والدِّين، وهو صورة الإنسان الباطنية، أما صورة الإنسان الظاهرة فهي الخُلق؛ لذلك كان من دعاء النبيِّ – صلى الله عليه وسلم -: ((… واهدِني لأحسنِ الأخلاق، لا يهدي لأحسنِها إلا أنت، واصرِفْ عني سيِّئَها، لا يصرِفُ عني سيِّئها إلا أنت))؛ [رواه مسلم]، كما ويوصَفُ المرءُ بأنه حسَنُ الظاهر والباطن إذا كان حسَنَ الخَلْق والخُلُق، والخُلق اصطلاحًا هو عبارة عن هيئة في النفس راسخةٍ تصدُرُ عنها الأفعالُ بسهولةٍ ويُسرٍ، من غير حاجة إلى فكرٍ ولا رويَّة، وهذه الهيئة إما أن تصدُرَ عنها أفعالٌ محمودة، وإما أن تصدُرَ عنها أفعالٌ مذمومةٌ، فإن كانت الأولى، كان الخُلُق حسَنًا، وإن كانت الثانية، كان الخُلُق سيِّئًا.
فضل الاخلاق
لعل الفضل الأمثل في هذا الأمر يتمثل بالاخلاق الحميدة والتي تحمل في فضلها الكثير من الإثباتات من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي تصف هذا الخلق بالقويم، حيث لم يعُدِ الإسلام الخلق سلوكًا مجرَّدًا، بل عده عبادةً يؤجر عليها الإنسان، ومجالاً للتنافس بين العباد؛ فقد جعله النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – أساسَ الخيريَّة والتفاضل يوم القيامة، فقال: ((إن أحبَّكم إليَّ، وأقربَكم مني في الآخرة مجلسًا، أحاسنُكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني في الآخرة أسوَؤُكم أخلاقًا، الثَّرثارون المُتفَيْهِقون المُتشدِّقون))، وكذلك جعَل أجر حُسن الخُلق ثقيلاً في الميزان، بل لا شيء أثقلُ منه، فقال: ((ما من شيءِ أثقلَ في ميزان المؤمن يوم القيامة مِن حُسن الخُلق)).
في هذا الخضم جُعَل كذلك أجرَ حُسن الخُلق كأجرِ العبادات الأساسية، مِن صيام وقيام، فقال: ((إن المؤمنَ لَيُدركُ بحُسن الخُلق درجةَ الصائمِ القائم))، بل بلَغ من تعظيم الشارع لحُسن الخُلق أنْ جعَله وسيلة من وسائل دخول الحنة؛ فقد سُئل – صلى الله عليه وسلم – عن أكثرِ ما يُدخِل الناسَ الجنَّةَ؟ فقال: ((تقوى اللهِ وحُسن الخُلق))، وفي حديث آخرَ ضمِن لصاحب الخُلق دخولَ الجنة، بل أعلى درجاتها، فقال: ((أنا زعيمٌ ببيت في ربَضِ – أطراف – الجنَّةِ لِمَن ترَك المِراءَ وإن كان محقًّا، وببيتٍ في وسَط الجنة لِمَن ترَك الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنَّة لمن حسُن خلُقه)).