تكثُر في حياتنا أمراض القلوب الغل والحسد والتي تُعتبر مِن الأمراض التي تُفتك بالمُجتمعات، فما الفرق بين الغل والحسد الذي نراه كثيرًا في مجتمعنا وكيف نفرق بينه، فهذه الأمراض لها دور كبير في هَدم المُجتمع وتفكِيك ونشر الحقد والضغينة بَين الأهل والأقارب والمجتمع بشكلٍ كَكُل.
لذلك مِن المُهم معرفة التفريق بين الغل والحسد، فالإسلام العظيم حذّرنا من هذه الأمراض التي يكُون مكانها في القلب وتُؤثّر على من حولنا بشكلٍ كبير لذلك سنشرح لكم الفرق بين الغل والحسد وما تحمل من دمار للمجتمعات.
تعريف الغل
الغِلّ يحمِل العَديد من المَعاني التِي تُعتبر صفات سَيّئة جدًا، حيثُ يُقَال بأنّها الحقد الكامن والعدواة والضّغينة التي تكُون بداخل قلب الإنسان لإنسان آخر وهذه الصفة تاكل الحسنات وتزيد السيئات فقد قَال الله تعالي في كتابه الكريم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} ويُقال أيضًا: غلّ فلان: أي خان في المغنم أو مال الدولة وأخذ الأشياء في خفاء،{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، وغلّ في البلاد أي ذهب فيها.
تعريف الحسد
الحسد مِن الصفات السيئة جدًا والتي لها قُدرة كبيرة على تدمِير المُجتمعات والصداقات للإنسان، وهي تعني تمنّي زوال النعمة عن صاحب النعمة، وهو تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم يحصل الحاسد عليها، ولها نوعان كراهه للنعمة على المحسود مطلقًا وهذا هو الحسد المذموم ، أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه وهذا الغبطة.
الفرق بين الحسد والغل
هُناك العديد من الفروق بين الحسد والغِلّ والتي نعرض بعضها لمَعرفة الفروق الصحيحة التي توضح لنا الحقيقة الكاملة لهَذا الخلقان السيئان، أنّ الحسد لا يكون له مُسبّب أو إساءة بل بسبب نعمة المحسود، أما الحِقد فيكون بإساءة وأكثر مَا يكُون بإساءة متخيلة تجرح الكبرياء، فإن الحقد هو الغل الشديد، وأما الحسد فهو تمنى زوال النعمة عن الغير. فقد يكون التصرف الذي لقيه عادلًا أو كلامًا صريحًا حقيقيًا، ومع ذلك يسميه الحاقد إساءة، من يجمع الأحقاد ستشغله أحقاده عن التقدم والبناء وتطوير الذات، فالحسود لا يسود وليس كبير القوم من يحمل الحقد.