يتعرّض البعض لمُشكلة جفاف الحلق والتي تكُون بِسَبب نقص فِي إفراز اللعاب في الفم، الأمر الذي يلزم الشّخص بالبحث عن طريقة علاج جفاف الحلق وأهمّ أسبابه التي يُمكن للشخص الوقاية منها لعدم الوقوع في مشكلة جفاف الحلق التي تُؤدّي لحدوث عِدّة مشاكل منها نقص أداء عمليات الجهاز الهضمي، كما لها تأثير كبير على التكلم والأكل، ويُمكن أن يُصاب الشّخص بِعدّة أمراض بسبب هذه المشكلة التي تُؤلم الحلق والفم، ومن المُمكن أن يكُون لها أيضًا تأثير كبير على الأحبال الصوتية وتُسبّب حالة من القلق، لذا وجب علينا نشر أفضل طريقة لعلاج جفاف الحلق وذكر أهمّ أسبابه.

ما هو جفاف الحلق (Xerostomia)

هي ظاهرة تحدُث عندما ينتج فمِنها القليل من الّلعاب أو لا ينتُجه بتاتًا، واللعاب القليل المُنتج قد يكُون خيطي وكثيف، ولكن جَفاف الفم هُو أكثَر من مُجرّد الشعور بالعطش. فإنّ اللعاب يُساعدنا على تذوُّق الطعام والشراب وهَضم الطعام، واللعاب مسؤول عن غسل جزيئات الطّعام من الأسنان ومُوازنة درجة الحامضية في الفم وترطيبه، وبالتالي يساعد على منع تسوس الأسنان.

اسباب جفاف الحلق

هُناك العديد من الأسباب التي تُؤدّي لجفاف الحلق، وهذا الأمر يُظهِر أن جسم المريض يوجد فيه حالة من النّقص في كمية السوائل، مِمّا يُسبّب إجهاد، وذلك بسبب حدوث مُشكلة في جسم الإنسان كالتعرق المفرط أو الإسهال أو الاستفراغ أو حالة من القلق والعصبية التي يمُرّ بها الإنسان، كما هُناك عِدّة أسباب أخرى سنذكرها لكم هنا.

  • تناول أنواع مُعيّنة من الأدوية؛ إذ يكون جفاف الحلق عَرضاً جانبيّاً لها، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
    • مُضادّات الاكتئاب: ومنها فلوكسيتين، وسيتالوبرام، وفينلافاكسين، وميرتازابين، وكلومبيرامين.
    • مُضادّات الهيستامين: مثل أزيلاستين، وسيتريزين، وكلوفينرامين، ولوراتيدين، ودايفينهايدرامين.
    • الأدوية المُوسِّعة للقصبات الهوائيّة: إذ تُستخدم هذه الأدوية لعلاج الرّبو، ومن هذه الأدوية: ألبيوتيرول، وبيربيوتيرول، وليفابيوتيرول، وسالميتيرول.
    • الأدوية المُدرّة للبول: والتي تُستخدم لعلاج أمراض عدّة مثل: مرض ارتفاع ضغط الدّم، وفشل القلب، وأمراض الكِلى، وتليُّف الكبد، ومن هذه الأدوية تلك المُحتوية على مُثبّطات ألفا أو بيتا، وكذلك مُثبّطات قنوات الكالسيوم، ومُثبّطات الإنزيم المُحوّل للأنجيوتينسين.
    • أدوية أُخرى تُسبّب جفاف الحلق: مثل تلك المُستخدَمة لعلاج السّلس البوليّ، أو مرض باركينسون، أو الصّرع، وكذلك مُسكّنات الألم، ومُضادّات الحساسيّة، وأدوية الإسهال والسُّمنة.
  • الإصابة ببعض الأمراض أو العدوى: إذ قد يكون جفاف الحلق عرضاً مُصاحباً للإصابة بعدّة حالات مرضيّة منها:
    • مُتلازمة سوجرين: وهي حالة مرضيّة تنتج عن مهاجمة جهاز المناعة في الجسم للغدد اللُعابيّة والدمعيّة، ممّا يؤدّي إلى جفاف الفم والعينين. وقد يُصاب أيّ شخص بهذه المتلازمة، إلّا أنّ الإحصائيّات تُشير إلى ازدياد نسب الإصابة ضمن النّساء بيضاوات البشرة ممّن تتراوح أعمارهنّ بين الأربعين والخمسين عاماً. وسبب الإصابة بها غير معروف تحديداً، لكنّ من المؤكد أنّها وراثيّة، وقد تُصاحب أمراضاً مناعيّةً أُخرى.
    • الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعيّ البشريّ تحديداً في المرحلة الأخيرة منه والمُسمّاة بالإيدز (مُتلازمة نقص المناعة المُكتسَبة).
    • المُعاناة من مرض الزّهايمر: وهو مرض عصبيّ يُسبّب اضطرابات في الذّاكرة والتّفكير واتّخاذ القرارات. وبالإمكان علاج أعراض هذا المرض أو التّخفيف من حدّتها على الأقل، ولكن لا وجود حتى الآن لعلاج نهائيّ له.
    • الإصابة بمرض التليُّف الكيسيّ: وهو مرض جينيّ يُؤثّر على الغدد المُنتجة للمُخاط والعرق، جاعلاً بذلك هذه الإفرازات أكثر كثافة ولُزوجة ويصعب إخراجها من الجسم، ممّا يجعلها بيئة خصبة لتكاثر الميكروبات ونشوء العدوى، وفي معظم الحالات يتجمّع المُخاط في الرّئتين فيُصاب المريض بضيق التنفّس.
    • قد ينشأ جفاف الحلق عند المُعاناة من مرض ارتفاع ضغط الدّم، أو داء السكّري، أو مرض باركينسون، أو فقر الدّم، أو الرّوماتيزم.
  • إلحاق إيّ ضرر بالغدد اللُعابيّة قد يُسبّب جفاف الحلق؛ ويكون هذا الضّرر وارداً عند الخضوع لجلسات العلاج بالإشعاع، أو العلاج الكيميائيّ ضدّ مرض السّرطان.
  • قد تُساهم مُمارسات معيّنة في المُعاناة من جفاف الحلق، مثل التّدخين، أو مضغ التّبغ، أو التنفّس مع إبقاء الفم مفتوحاً.
  • حدوث ضرر للأعصاب المُغذيّة للغدد اللُعابيّة الموجودة في الرّأس والعنق جرّاء الإصابة بأيّ جرح، أو الخضوع لعمليّة جراحيّة في هذه المنطقة.
  • إجراء عمليّة جراحيّة لإزالة الغدد اللُعابيّة.

طرق علاج جفاف الحلق

يوجَد الكثير من الطرق التي يُمكن استخدامها في علاج جفاف الحلق الذي يُعانِي منه عدد كبير من الناس، ويُمكن القيام بمِثل هذه الطرق بسهُولة في المنزل لحل هذه المشكلة المرضية.

  • تناول الماء بكثرة : يُمكن علاج مشكلة جفاف الحلق بعِدّة طرق لعل أهمّها هُو كثرة تناول المياة والسوائل للحفاظ على رطوبة الجسم، حيث تساعد المياه في انتاج المزيد من اللعاب بداخل الفم والتخلص من أعراض الجفاف خاصة بالفم، كما يمكن امتصاص قطع صغيرة من الثلج في حالة عدم القدرة على تناول كميات كبيرة من المياة خلال اليوم، او اكل قطع مثلجة مِن الفواكه والخضروات مثل الاناناس والخيار والفراولة والبطيخ خاصة في فصل الصيف.
  • العصائر الطبيعية والشاي الأخضر والشوربة : يُنصح أيضًا بشرب كميات كبيرة من العصائر الطبيعية على مدار اليوم، ويساعد الشاي الأخضر ايضًا على ترطيب الفم كما يمكن تناول شاي البابونج أيضًا لحل تلك المشكلة، وينصح بتناول الاطعمة اللينة والانواع المختلفة من الشوربة أو الحساء.
  • بذور الشمر : تستخدم بذور الشمر في علاج مُشكلة جفاف الفم لأنّها غنية بمادة الفلافونويد والتي تعمَل على تحفيز إفراز اللعاب ليبقى الفم رطبًا، ولعلاج تلك المشكلة يتم تناول بذور الشمر عِدّة مرات خلال اليوم.
  • العسل : يمكن إستخدام العسل في عِلاج مشاكل جفاف الفم بفاعلية، حيثُ أكّدت الكثِير من الدراسات على قُدرة العسل في التخلص من جفاف الفم والحلق كما يمكن استخدامه لعلاج السعال بفعالية.
  • تجنُّب تناول المشروبات الكُحوليّة، أو تِلك المُحتوِية على الكافيين، وكذلك الامتناع عن التّدخين؛ إذ قد تزيد هذه المُنتَجات جفاف الحلق سَوء.
  • مضغ العلكة الخالية من السكّر أو مصّ الحلوى، وذلك يعمل على زيادة إنتاج الغدد اللُعابيّة من اللُّعاب، وقد يُساعد كذلك مصّ مُكعّبات الجليد التي قد تعمل عند ذوبانها على ترطيب الفم والحلق.
  • إاخيرا ذا لم تنفع الإجراءات السّابقة، يَنصح بَعض الأطبّاء باستخدام بدائل اللُّعاب في محاولةٍ لإبقاء رطوبة الفم والحلق، وقد تأتي تلك البدائل على شكل رذاذ أو مرهم أو أقراص للمصّ. أمّا إذا كان السّبب وراء جفاف الحلق الخضوع لجلسات العلاج بالإشعاع، أو الإصابة بمُتلازمة سوجرين فيتّم في الكثير من الحالات إعطاء دواء يُسمّى بايلوكاربين، ويعمَل هذا الدّواء على تحفيز الغدد اللُعابيّة لإفراز المزيد من اللُّعاب، ويؤخَذ على شكل أقراصٍ لعدّة مرّات في اليوم، وقد لا يكُون هذا الدّواء مُناسباً للجميع بسبب أعراضه الجانبيّة المُتمثلّة بالإصابة بالصُّداع وفرط التعرّق.