بعد صراع إستمر تسع سنوات مع مرض السرطان ودعت اليوم السبت 24 مارس 2025 الفنانة الفلسطينية ريم بنا الحياة تاركةً خلفها حُزناً عميقاً وألماً جارحاً في قلوب مُحبيها من عائلتها وأبناء شعبها، التي أتحفتهم كوال مسيرتها الفنية بباقة من الأغاني الوطنية والحماسية والأشعار التي غرست جذور أصالتها الأرض الفلسطيينة الطاهرة، تميزة ريم بنا بإرتباطها بأرضها، وشغفها بمقدساتها وآثارها، وأرجاء حاراتها وأزقتها، فألفت وكتبت عن كل مكان نظرت إليه أعينهان وأبدعت بوصف جماله، ورائحته المُقتبسة من عطر الأرض الفلسطينة.
رغم قضاءها مُعظم حياتها خارج بلادها، إلا ان غربتها صنعت منها شاعرة وفنانة أحبها الجميع رغم إبتعادها بالمسافة عنهم، لكنا كانت قريبة على قلوبهم بأغانيها الوطنية وأشعارها التي قاومت بكلماتها المُحتل الغاصب، وكان أثرها زفعلها كالحجر والسكين الذي يُقاوم به الشبل الفلسطيني من أجل الحفاظ إسترجاع أرضه التي سرقت منه.
من هي الفنانة ريم بنا
ريم بنا عي فنانة ومُغنية وملحنة وموزعة موسيقية وناشطة فلسطينة من مواليد مدينة الناصرة بفلسطين المُحتلة عام 1866، هي إبنة الشاعر الفلسطينية المَعروفة زهيرة الصباغ، درست ريم الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى بأوكرانيا وأنهت دراستها بعد 6 سنوات، وألفت العديد من الألبومات الغنائية التي تتسم بطابع الوطنية، ولديها عدد من ألبومات أغاني للأطفال، وشاركت في كثير من الإحتفالات والمهرجانات والمُناسبات الوطنية، مزجت بأسلوبها الموسيقي التهاليل والتراث الفلسطيني.
حياة ريم بنا
أحبت ريم بنا الغناء منذ نعومة أظافرها، وكانت حريصة على المُشاركة في المهرجانات والفعاليات الوطنية التي كانت تُقام في مسقط رأسها بمدينة الناصرة، إلى حانب الفعاليات في مدرسة المعمدانية حيث تلقت تعليمها، بعدها إزداد شغف ريم بنا بالموسيقى والغناء وقررت السفر إلى أوكرانيا بعد إنهاء دراستها الثانوية، للإلتحاق بالمعهد الموسيقي العالي، وأنهت دراستها الأكاديمية بعد 6 سنوات، باشرت بعدها مسيرتها الموسيقية برفقة زوجها الأوكراني ليونيد إليكسيانكو الذي كان زميل لها في المعهد وقدم لها الدعم، حيث أنجبت منه ثلاثة أطفال، لكمن عُلاقتهما تدهورت بعد ذلك وقررا الإنفصال، وعادت ريم إلى مسقط رأسها في الداخل المحتل.
سبب وفاة ريم بنا
توفيت ريم بنا بمرض سرطان الثدي بعد تسع سنوات من صراعها له، وقد نجحت في مواجهة المرض للمرة الأولى، لكنه باغتها مرة أخرى وأعلنت على أثره توقفها عن الغناء في العام 2025 بعد تدهور حالة اوتارها الصوتية.
آخر ما كتبته ريم بنا على صفحتها بفيس بوك
قبل أسبوعين من وفاتها كتبت ريم بنا لأولادها على حسابها بموقع فيس بوك رسالة مُعبرة ومؤثرة قالت فيها: سأجري كغزالة إلى بيتي، سأرتب البيت وأشعل الشموع، وأنتظر عودتكم في الشرفة كالعادة، أجلس مع فنجان الميرمية، أرقب مرج ابن عامر، وأقول هذه الحياة جميلة .. والموت كالتاريخ فصل مزيّف، وكأنها كانت تشعر بِقُرب رحيلها!.