نُقدم بحث عن معركة الكرامة كامل فهرس على العناصر والأفكار، ومُناسب لجميع الصفوف الدراسية، تُعتبر معركة الكرامة من المعارك التي سجلها التاريخ، لما شهدته من أحداث ووقائع ساخنة، ووسميت المعركة بهذا الإسم نسبةً إلى التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء الشعب الأردني ضد جيش الإحتلال الصهيوني، وإستبسالهم في الدفاع عن أرضهم، ووقعت معركة الكرامة في تاريخ 21 آذار عام 1968 مـ، وحينها حاول الجيش الصهيوني إحتلال نهر الأردن، لأسباب إعتبرتها إسرائيل إستراتيجية، وعبرت حينها النهر من عدة محاور، وكانت مُساندة بغطاء جوي، وتصدى الجيش الأردني لمحاولات الإحتلال السيطرة على نهر الأردن وواجهوهم بإستبسال على طول جبهة القتال بقوة من أقصى شمال المملكة الأردنية حتى جنوب البحر الميت.

وإشتبك الجيش العربي برفقة الفدائيين  في قرية الكرامة بقتال قوي جداً مع الجيش الإسرائيلي، وإستمر الإشتباك قُرابة الخمسون دقيقة، ثم إستمر الجيش الأردني بمعركته مع جيش الإحتلال قُرابة الـ16 ساعة، وحينها إضطر جيش الإحتلال إلى الانسحاب بشكل كامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم. وتمكن الجيش الأردني من الانتصار على القوات الإسرائيلية وطردهم من أرض المعركة مخلفين ورائهم الآليات والقتلى دون تحقيق إسرائيل لأهدافها.

اهداف معركة الكرامة

عللت إسرائيل هجومها على نهر الأردن، بأنه يعود إلى أسباب إستراتيجية، وقامت إسرائيل بهجمات عدة، وإستخدمت القصف المدفعي والجوي، على طول الجبهة الأردنية، قبل بداية المعركة بأسابيع عديدة، وكانت أهداف معركة الكرامة على النحو الآتي:

  • القضاء بصورة نهاية على الفدائيين الفلسطينيين وكانوا من تشكيلات فتح العاصفة بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات “أبو عمار” والجبهة الشعبية بقيادة جورج حبش .
  •  لم يمض وقت طويل على هزيمة الجيوش العربية و الشعور بأن جيشهم لا يهزم.
  • لم يتسن الوقت للجيش الأردني إعادة تسليح قواته أو تعويض خسائره التي مني بها في الحرب الماضية.
  • لم تمكن الأردنيين من تعويض طائراتهم في سلاح الجو مما يحرم القوات الأردنية من الحصول على غطاء جوي.
  •  افتراض أن الاختلافات السياسية بين فصائل المقاومة والحكومة الأردنية لن تحقق أي تعاون بينهم وبين القوات الأردنية.
  • قد أعلنت إسرائيل أنها قامت بالهجوم لتدمير قوة المقاومة الفلسطينية، و القضاء على حلم العودة لدى الشعب الفلسطيني.
  • محاولة وضع ولو موطئ قدم على أرض شرقي نهر الأردن باحتلال مرتفعات السلط وتحويلها إلى حزام أمنى لإسرائيل تماما كما فعلت في مرتفعات الجولان ، و كما حدث بعد ذلك في جنوب لبنان. بقصد المساومة عليها لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها.
  •  ضمان الأمن والهدوء على خط وقف إطلاق النار .
  • زعزعة الروح المعنوية والصمود عند السكان المدنيين وارغامهم على النزوح من أراضيهم ليشكلوا أعباء جديدة وحرمان المقاومة من وجود قواعد لها بين السكان وبالتالي المحافظة على الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية في حزيران 1967 مـ.

مقتربات معركة الكرامة

أما عن مقتربات المعركة والطرق التي سلكتها إسرائيل، في خطتها لإحتلال نهر الأردن، والتي باءت بالفشل بسبب بسالة الجيش الأردني، ومساندة الفدائيين الفلسطينين، من عدة محاور، أضعف قوة جيش الإحتلال وحاصروه في أكثر من جبهة، وأفشلوا خطة سيطرته، وكان ذلك من خلال هذه المقتربات.

  • أولاً: مقترب العارضة – ويأتي من جسر الأمير محمد إلى مثلث المصري، إلى الطريق العارضة الرئيسي إلى السلط.
  • ثانياً مقترب وادي شعيب – ويأتي من جسر الملك حسين، إلى الشونة الجنوبية إلى الطريق الرئيسي بجانب وادي شعيب، ثم إلى السلط.
  • ثالثاً: مقترب سويمة – ويأتي من جسر الأمير عبد الله إلى غور الرامة إلى ناعور، وصولاً إلى عمان.
  • رابعاً: محور غور الصافي ويأتي من جنوب البحر الميت إلى غور الصافي، وصولاً إلى الطريق الرئيسي حتى الكرك.

نتائج معركة الكرامة

فشلت جولة الإحتلال الصهيوني فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها من المعركة، وجرت ذويل الهزيمة من ورائها وعادت أدراجها بعد ما تكبدت خسائر فادحة، من الجيش الأردني، والمقاومة الفلسطينية،ولم تُحقق أياً من أهدافها على جميع المحاور، وخرج الجيش من هذه المعركة خاسراً معنوياً ومادياً خسارة لم يكن يتوقعها أبداً، حيث صدرت الأوامر الإسرائيلية بالانسحاب، بعد أن رفض الملك حسين الذي أشرف بنفسه على المعركة، وقف إطلاق النار رغم كل الضغوطات الدولية، وإستغرقت عملية الإنسحاب آنذاك قُرابة التسع ساعات نتيجة للصعوبة الكبيرة التي واجهها الإسرائيليون في الإنسحاب.