أيّد الله تبارك وتعالى كل نبي ورسول بمعجزات لتدل على صدق رسالته ونبوته، وكانت معجزة كل نبي خاصة بقومه الذي بُعث إليهم، كما كانت مقترنة بزمان بعينه، أما معجزة الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – خاتم الأنبياء والمرسلين كانت خالدة إلى يوم يبعثون، وقد تميزت عن باقي المعجزات بأنها صالحة لكل زمان ومكان، فكانت معجزته القرآن الكريم حيث كان فيه من الإعجاز ما جعل الكفار يتهمون الرسول تارة بأنه شاعر، وتارة بأنه كاهن، وتارة بأنه مجنون، وقد تحداهم بأن يأتوا بمثل القرآن الكريم فلم يفلحوا، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله فكان مصيرهم الفشل، وأخيراً تحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله فلم ينجحوا، وبقي القرآن خالداً إلى يومنا هذا رغم كل محاولات التحريف وذلك امتثالاً لأمر الله بحفظ القرآن الكريم فقد قال تعالى : ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون “، وفي هذا فهرس سنتعرف على قصة أهل الكهف وما المدة التي مكثوها في الكهف نياماً .

كم سنة نام أهل الكهف

إن من أعجاز القرآن الكريم أنه تناول قصص الأمم السابقة لتكون حجة عليهم، وليأخذوا العبرة والعظة من نهاية الشرك بالله وارتكاب المعاصي، فقد أهلك الله الأقوام السابقين الذين لم يؤمنوا بالرسل والأنبياء، فيما بينت قصصاً تؤكد على نصرة الله لأولياءه الصالحين، وهذه قصة أهل الكهف مثالاً على قدرة الله على البعث، فقد هرب مجموعة من الفتية من الملك لأنهم رفضوا عبادة الأصنام، ولجأوا إلى كهف يبيتون فيهم فأنامهم الله ثلاثمئة وتسع سنين وقد وردت قصة أهل الكهف في القرآن الكريم في سورة الكهف حيث قال تعالى : “ولبثوا في كهفِهم ثلاثَ مائةٍ سنينَ وازداوا تسعاً”. أي أن أصحاب الكهف ناموا 309 سنين في الكهف .