يرجع تكون التضاريس والمظاهر السطحية البارزة على وجه الأرض لعوامل قد تكون داخلية أي من باطن الأرض، وربما تكون خارجية أي من خارج الأرض، تعتبر العوامل الداخلية عوامل بناء تساعد على بناء تضاريس لم تكن موجودة من قبل مثل الزلازل والبراكين والطيات بنوعيها المحدبة والمقعرة، وكذلك الصدوع، أما العوامل الخارجية فهي تعتبر عوامل هدم بحد ذاتها كونها تعمل على هدم تضاريس كانت قائمة وتغيير شكلها مثل : الرياح، ومياه الأمطار، والتغير في درجات الحرارة خلال اليوم، وأيضاً الكائنات الحية من إنسان ونبات وحيوان، وأكثرها تأثيراً الإنسان حيث يعمل على إنشاء قنوات وسدود وانفاق وجسور على سطح الأرض تسهم بدورها في تغيير معالم سطح الأرض، في هذا فهرس سنتعرف على أحد أهم التضاريس الطبيعية وهي الأغوار وكيف نشأت .
كيف تكونت الأغوار
أُطلق هذا الاسم الأغوار على المناطق المنخفضة جداً عن سطح البحر، حيث تعني كلمة الأغوار العمق الشديد، تمتاز الأغوار بانخفاضها الكبير عن مستوى سطح البحر، وكذلك شدة وعورتها بحيث يجد الإنسان صعوبة في الوصول إليها، كونها منخفضة يجعلها مناطق ذات ضغط مرتفع، ويعاني الإنسان عند انتقاله أو أثناء سفره إلى منطقة الأغوار من ارتفاع الضغط على جانبي الطبلة مما قد يسبب له آلام في الأذن لذلك يُنصح المسافرون إلى الأغوار بمضع العلكة أو الإكثار من الشهيق بين الحين والآخر وذلك لمعادلة الضغط على جانبي غشاء الطبلة لتلافي أي ضرر بالأذن، فيما تتميز منطقة الأغوار بأنها بقعة تحيط بها الجبال العالية من جميع الجهات، وتشتهر بالتربة الخصبة الغنبية بالأملاح والعناصر المعدنية الضرورية لنمو النباتات فيها، تتواجد هذه الظاهر الطبيعية النادرة ” الأغوار ” في مكان متوسط بين فلسطين والأردن بالقرب من البحر الميت الذي يعتبر أخفض بقعة على سطح الأرض، تمتاز منطقة الأغوار بطقس حار فهي تعتبر مشاتي يرتادها السياح في فصل الشتاء كونها ذات طقس حار طوال العام، وكذلك يتخللها الكثير من الينابيع الجوفية والبحيرة، كما تمتاز بتربتها الخصبة وذلك نتيجة انحدار جزء من تربة الجبال مع مياه الأمطار ووصولها لمنطقة الأغوار فتزيد من خصوبتها، كما أنها تشتهر بزراعة الحمضيات والموز الذي يحتاج إلى درجات حرارة عالية لنضوجها، وتصدر الأغوار الحمضيات إلى أنحاء العالم، لكن تعاني هذه المناطق من وقوعها على اطراف الصفائح الأرضية وحفر الانهدام فتكون أكثر عرضة للزلازل، لذلك تتعرض الأغوار لهزات أرضية متفرقة خلال العام إلا أنّها لم تتعرض لزلازل مدمرة منذ زمن بعيد .