افضل ما قاله صلاح جاهين عن مصر يبحث عنه الكثير من المصريين المحبين لوطنهم،  حيثُ يُعتبر صَلاح جاهين هو الفنان المُعاصر لِجميع الاجيال، وصلاح جاهين هُو محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، ويُطلق عَليه اسم الشّهرة صلاح جاهين، ويُعتبر من الشّعراء الذِين استَخدمو أسلُوب الضّحك والسّخرية فِي أشعَاره لأجل إضفَاء طَابع الفرح علي القارئ، وكَانت أشعاره من أفضل وأجمَل الأشعَار فِي تِلك الفترة وكانت تحظي بنسبة شِراء كَبيرة وإعجَاب المصريين والقرّاء من الدول العربية حيثُ أبدع الشاعر المصري صلاح جاهين في كتابة الاشعار بالاضافة الي الرّسومات الكاركاتيرية وعمل ايضاََ مُحررا فِي بعض من الصحف والمجلات المصرية وهو من مواليد مدينة شبرا في العام 1930 وكانت يتبع لأسرة راقية وغنية جداََ وكان أبوه يعمل في سلك القضاء برتبة مستشار قضائي، تُوفي الشاعر المصري صلاح جاهين في العام 1986، في هذه السطور الشّعرية نورد لكم اهم اعماله الشعرية والفنية والتي تعتبر من افضل ما قاله صلاح جاهين عن مصر .

أبدع في حق مصر وقال

النخل في العالي والنيل ماشي طوالي
معكوسة فيه الصـور .. مقلوبة وانا مالي
يا ولاد أنا ف حالي زي النقش في العواميد
زي الهلال اللي فوق مدنة بنوها عبيد
وزي باقي العبيد باجري على عيالي
باجري وخطوي وئيد من تقل أحمالي
محنيه قامتي .. وهامتي كأن فيها حديد
وعينيا رمل العريش فيها وملح رشيد
لكني بافتحها زي اللي اتولدت من جديد

على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء

أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب
وباحبها وهي مرميه جريحة حرب
باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب

مصر .. التلات أحرف الساكنة اللي شاحنة ضجيج

زوم الهوا وطقش موج البحر لما يهيج
وعجيج حوافر خيول بتجر زغروطة
حزمة نغم صعب داخلة مسامعي مقروطة
في مسامي مضغوطه مع دمي لها تعاريج
ترع وقنوات سقت من جسمي كل نسيج
وجميع خيوط النسيج على نبرة مربوطة
اسمعها مهموسة وإلا اسمعها مشخوطه
شبكة رادار قلبي جوه ضلوعي مضبوطة

وترن من تاني نفس النبرة في وداني

ومؤشر الفرحة يتحرك في وجداني
وأغاني واحشاني باتذكرها ما لهاش عد
فيه شيء حصل أو بيحصل أوح يحصل جد
أو ربما الأمر حالة وجد واخداني
أنا اللي ياما الهوى جابني ووداني
وكلام على لساني جاني لابد أقوله لحد
القمح ليه إسمه قمح اليوم وأمس وغد
ومصر يحرم عليها .. والجدال يشتد

ولما زماني رماني عليل

نسيت كل شيء عن حبيبي الجميل
لكن هو أبداً
انا مانساهوش
نسيت مشيته وصوته كان شكله إيه
ورسمة شفايفه
ولمسة إيديه
نسيت نظراته
نسيت لون عينيه
وقوس الحواجب وسهم الرموش
لكن هو أبداً
أنا ما انساهوش
نسيت إسمه وحكايته وعرفته فين
وعشنا سوى العمر
والا يومين
وكان م البشر
والا طير بجناحين
نسيت حتى كان له وجود أو مالوش
لكين هو أبداً
أنا ما انساهوش
قطعوا الأغاني وطارت نشرة الأخبار
دارت على كل دار في الكوكب الدوار
يا حاضرين اعلموا الغايبين بأنه في مصر
اتغير الاسم منذ الآن فأصبح .. مصر
ضحك التاريخ ضحكته المشهور بها واندار
ودخل مناقشة مع الجغرافيا عما صار
هل نعترف بالبيان اللي أذيع العصر
أم ننتظر مصر تطرد اسرائيل بالقسر
وساعتها تحصل بكل جدارة يوم النصر

مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل

ومرايه بهتانة ع القهوة .. أزورها .. واطل
القى النديم طل من مطرح منا طليت
والقاها برواز معلق عندنا في البيت
فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل
المصري باشا بشواربه اللي ما عرفوا الذل
ومصر فوق في الفراندة واسمها جولييت
ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت
ومسحت دموعي في كمي ومن ساعتها وعيت

رحـيـلاً رحـيـلاً بغيـر هـوادة

رحـيلاً فإن الـرحـيل سعـادة
عبادة
إرادة
سيادة
ولادة
رحـيـلا .. إلى أين لـيس يـهـم
ولـيس يـهـم بأي وسيـلة ..
أجيـراً بلقمـتـه في البـواخـر ..
عـلى واحـد من جيـاد القبيلة ..
على مقعـد في ذرى الجـو فـاخـر
وتمـلأ الكـأس بنت جمـيلة ..
على قدمي .. أو بفكري .. أهاجر
أبادر
أغادر
أخاطر
أسافر
ولـكـن إلى أيـن .. لـيس يـهـم
إلى حيث لا تعبـر الأفـق شمس
إلى القـطب .. أو حلقة الاستواء ..
إلى حـيث يـسمـع لـلجـن همس
إلى بـاطـن الأرض أو في الـفضـاء
إلى مـرفـأ الغـد .. أو أرض أمس
أرى كل شيء ومن أين جاء
وافعل ما قاله القدماء
من الفقراء
أو الحكماء
أو الأمراء
أو الأشقياء أو البلهاء فليس يهم
لقد قيل وهو الكلام المهم
اللي يعيش ياما يشوف
واللي يمشي يشوف اكتر
شفت الجبرتي بحرافيش الحسين وبولاق
بان البلد ماشي زي النمس في الأسواق
بالفلاحين ع المداخل من بعيد وقريب
بالأرنؤوط بالشراكسة بكل صنف عجيب
مترصصين سور رهيب مزراق في ريح مزراق
كأنهم لا بشـر ولا خلقـة الخـلاق
ومصر فلاحة تزرق بين رقيب ورقيب
من غير أبو الهول ما ينهض ناهضة شايله حليب
والصبح بدري الجبرتي ينام وقلمه يسيب

مصر اللي عمر الجبرتي لم عرف لها عمر

وطلع لقاها مكان مليان عوام وزعر
جعيدية غوغاء يجيبوا تملي وجع الراس
وخليط أفارقه هنادوة روم ملل أجناس
والترك في القلعة والمماليك خدودهم حمر
كان عمرها ستلاف سنة .. كلها سنين خضر
بس الزمان يختلف زي اختلاف الناس
ناس تبني مجد وحضارة وناس بلا احساس
وناس تنام لما يزحف موكب الأحداث