شرح قصيدة شباب الاسلام للصف السابع الجزء الثاني، القصِيدة التي تذكُر أمجاد القدماء وسيرتهم العطرة والعظِيمة التي سطّرها التاريخ لنَا في صحائفه، فهذه القصيدة ذكرت التّاريخ الحافل وعظيم الأعمال الجليلة التي خُلّدت في صفحات التاريخ، وفي داخل الأسطر الجميلة يظهر الشَّاعر عظمة الشوق الذي بداخله للماضي العريق مُتمنّي عودة ذلك التاريخ الذي فيه أمجاد الأجداد والطموح الكبير لشبابهم، الذي استطاعوا تذليل الصعاب للوصول للاعالي، إليكُم شرح قصيدة شباب الاسلام للصف السابع الجزء الثاني.

الشاعر هاشم الرفاعي

الشاعر المصري هاشم الرفاعي الذي ولد في قرية اشناص في محافظة الشرقية بمصر عام 1935 وهو من العائلات العريقة والمتدينة، عرف شعر الشاعر بالشعور الوطني المتدفق لا بشعر المناسبات، وقد شارك بالعديد من المظاهرات في الثورة واعتقل كثيرا، وقد كتب في جميع ابواب الشعر من مدح ورثاء وغزل وهجاء، وتوفى في عام 1959 بعدما تم الغدر به من اعدائه الشيوعيين حيث قاموا باستدراجه الى قريته وطعنه طعنة جبانة غادرة وصعدت روحه الى السماء.

قصيدة شباب الاسلام

هذه القصيدة الجميلة والرائعة التي فيها نرى امجاد الاجداد وتاريخ الاسلام العريق، التي يتغنى بها الشاعر بين ابياته الجميلة من قصيدة شباب الاسلام.

  • ملكنا هذه الدنيا قرونا*** وأخضعها جدود خالدونا
  • وسطرنا صحائف من ضياء*** فما نسى الزمان ولا نسينا
  • حملناها سيوفا لامعات***غداة الروع تأبى أن تلينا
  • إذا خرجت من الأغماد يوما***رأيت الهول والفتح المبينا
  • وكنا حين يرمينا أناس***نؤدبهم أباة قادرينا
  • وكنا حين يأخذنا ولي***بطغيان ندوس له الجبينا
  • تفيض قلوبنا بالهدي بأسا***فما نغضي عن الظلم الجفونا
  • وما فتئ الزمان يدور حتى***مضى بالمجد قوم آخرونا
  • وأصبح لا يرى في الركب قومي ***وقد عاشوا أئمته سنينا
  • وآلمني وآلم كل حر*** سؤال الدهر : أين المسلمون ؟
  • ترى هل يرجع الماضي ؟ فإني***أذوب لذلك الماضي حنينا
  • بنينا حقبة في الأرض ملكا ***يدعمه شباب طامحونا
  • شباب ذللوا سبل المعالي*** وما عرفوا سوى الإسلام دينا
  • تعهدهم فأنبتهم نباتا***كريما طاب في الدنيا غصونا
  • هم وردوا الحياض مباركات*** فسالت عندهم ماء معينا
  • إذا شهدوا الوغى كانوا كماة*** يدكون المعاقل والحصونا
  • وإن جن المساء فلا تراهم*** من الإشفاق إلا ساجدينا
  • شباب لم تحطمه الليالي***ولم يسلم الى الخصم العرينا
  • ولم تشهدهم الأقداح يوما***وقد ملأوا نواديهم مجونا
  • وما عرفوا الأغاني مائعات***ولكن العلا صيعت لحونا
  • وقد دانوا بأعظمهم نضالا ***وعلما، لا بأجرئهم عيونا
  • فيتحدون أخلاقا عذابا ***ويأتلفون مجتمعا رزينا
  • وما عرفوا الخلاعة في بنات*** ولا عرفوا التخنث في بنينا
  • ولم يتبجحوا في كل أمر***خطير، كي يقال مثقفونا
  • كذلك أخرج الإسلام قومي ***شبابا مخلصا حرا أمينا
  • وعلمه الكرامة كيف تبنى***فيأبى أن يقيد أو يهونا
  • دعوني من أمان كاذبات ***فلم أجد المنى إلا ظنوناً
  • وهاتوا لي من الإيمان نورا***وقووا بين جنبيَّ اليقينا
  • أمد يدي فأنتزع الرواسي*** وأبني المجد مؤتلقاً مكي

شرح قصيدة شباب الاسلام

نضع بين ايديكم القصيدة الجميلة والرائعة قصيدة شباب الاسلام وما تحمل من افكار وشروحات لتلك الابيات الجميلة التي حملت ذكريات وامجاد الاجداد في الاسلام.

  • في البيت الاول والثاني اشار الشاعر الى القرون السابقة التي اخضع فيها القدماء الاجداد الدنيا بالسيرة العظيمة المسطرة في الصحائف والتاريخ الكبير الحافل بالاعمال الجليلة، وهنا يظهر جمال البيت، فقد شبه السيرة الخيرة التي كانت بالاضي بالتاريخ المسجل على الصحائف من نور، وهنا وجه الشبه بين سيرة الاجداد والنور هو ما يدل على الهداية، لان النور يهدي الانسان للطريق الصحيحة والسليمة، وسيرة الاجداد هي الطريق السليمة، وهنا الشاعر يستذكر المجد والتخليد لذكرى القدماء وسيرتهم.
  • في البيت الثالث: يظهر الشاعر شوقه الكبير للماضي المجيد والعريق يتمنى ان يعود هذا التاريخ الذي كان لنا فيه المجد والخلود.
  • في الابيات من الرابع الى الثامن: يستذكر الشاعر امجاد الاجداد وعصرهم الذي كان فيه الشباب الطامحين، الذين استطاعوا ان يذللو الصعاب من اجل الوصول الى سبل المعالي، اولئك الشباب الذين وقفوا كالسد المنيع بوجه المعتدين على الارض والدين والعرض، فهم عرفوا الدين الاسلامي حق المعرفة، الامر الي جعلهم ذوو قوة ورفعة ومكانة كبيرة وعالية، وكان الشباب الحر الامين المخلص الكريم الذي لا يرضى الذل والمهانة ولا الركوع، فجباههم لا تركع للخصوم المستاسدة بقوتها عليهم، وهنا شبه الكاتب قوة الخصم بالاسد الذي يطغى بقوه على غيره، وتبقى تلك الصفات الجميلة والكريمة التي ملكوها هي سبب التمسك بالدين الاسلامي، لهذا حصدوا بذلك الكرامة التي تجلت في نفوسهم والتحلي بها ورفض الظلم والطغيان.
  • في البيت التاسع والعاشر والحادي عشر: يدعو الشاعر فئة الشباب لترك الامنيات الكاذبة الى العمل الجاد المخلص في نهوض الامم وبناء الحضارات مستعينين بالايمان والنور واليقين لتحقيق ذلك.