علاج الوسواس القهري بالقرآن الكريم، ليسَ بالأمر الصّعب فبعض الأذكار التي سنُوردها لكم هي كفِيلة بإزهاق وسوَاس الشَّيطان، لكِن الحالة المرضية المعروفة بإسم الوسواس القهري فهي تحتاج لتدخل طبي ليتمّ علاجها، فعلينا أن نتعرّف على الفرق بين وسواس الشيطان والوسواس القهري الذي سنتعرّف عليه من خلال هذا فهرس الذي سنذكُر فيه القرق بين كُل من أنواع الوساوس، وقد تعرض الصحابة لوسواس الشيطان كما يتعرض له الكثير من أمة محمد، وسنتعرف أكثَر على علاج الوسواس القهري بالقرآن الكريم.
علاج الوسواس القهري
في حقيقَة الأمر يخلطُ الكثير من الناس بين كُل مِن وسواس الشيطان والوسواس القهري وسوَاس النّفس، فإنّ الأعراض متشابِهة إلى حدٍ ما لكن طرق العلاج تختلف من واحد لأخر وتم ذكر علاج كل من الوسواس القهري و وسواس النفس في مجال آخر تمّ توضيح كل اعراضه وطرق علاجه.
- أمّا وسواس الشيطان فهو ما سنتحدث عنه، ووسوسة الشيطان هي لتزيِين وتجميل الباطل باسلوب الغواية وهو يعرف بإسم الخناس وهو يختفي بمُجرّد ذكر الله سبحانه وتعالى.
- أما وسوسة النفس فهي ما تشتهيه النفس وترغبه من الشهوات.
- أما الوسواس القهري فهو عبارة عن أفكار تسلطية لا يقدر المريض بها على أن يدفعها عن مخيلته أو أن يتحكم بها حيث لا يستطيع أن يوقفها وهي تكون مزعجة ومنفرة وتثير الكثير من القلق والخوف، وهي بعيدة كل البعد عن طبيعته وميوله ومبادئه وتتسبب في معاناة وعذاب كبير له.
علاج الوسواس القهري نهائيا
لكن الكثير مِن الناس يخلطُون بين الحَالة المرضية ووسواس الشيطان، حيث يتشابه الأسم في كلمة الوسواس لكن الحالة المرضية لا تعالج بالقران و يتوجّب الذهاب إلى الطبيب المختص على وجه السرعة، والحالة المرضية لا تذهب بمُجرّد الإستعاذة من الشيطان وعلينا أن نأخذ بالأسباب والذهاب للتداوي دون أن تأخُذنا العزة بالإثم فلا نذهب للتداوي فتتفاقم المشكلة فيصبح علاجها صعبا بعد ذلك.
تعرّض الصحابة رضوان الله عليهم إلى وسواس الشيطان فجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال: وقد وجدتموه قالوا: نعم قال: ذاك صريح الإيمان.
وجاء في أحاديث أخرى أنّ رجلًا قال: إني أجد في نفسي شيئًا لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ذاك صريح الإيمان .
وفي رواية أخرى : ( إنا نجد في أنفسنا شيئا ما يسرنا نتكلم به وإن لنا ما طلعت عليه الشمس قال : أوجدتم ذلك ، قالوا : نعم ، قال : ذاك صريح الإيمان) .
وعلاج وسواس الشيطان يتمّ مِن خلال جملة من الأفعَال التي نستعين بها على طرد الشيطان وإسكات وساوسه وهي على النحو التالي:
- أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في كُل أوقات الفراغ.
- أن يقول آمنت بالله ثلاث مرات ويكررها على مدار اليوم.
- أن يهدئ نفسه ولا يزعجها بتفسيق نفسه وتكفيرها، بل يريحها بتذكر أن غضبه وحزنه بسبب تلك الأفكار ومدافعته إياها إنما هو صريح الإيمان ، وأن هذه الوساوس غير مقصودة بل هي من الشيطان
- أن يعلم علما يقينا أنه غير آثم وغير مؤاخذ بهذه الأفكار لما يلي :
أ- لقوله تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) .
ب – ولما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال : إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل
ج – ولقوله عليه السلام : ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) ، ولا يخفى على أحد من الموسوسين أن هذه الأفكار تأتي رغما عنه ولا يستطيع دفعها .
- تجاهل هذا الوسواس ويشغل نفسه بالذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار ويبدأ بالإنشغال بما يفيده من أعماله الدنيوية .
- علم اليقين أن هذه الوساوس لو كانت صحيحة ما كانت نفسك او الشيطان توسوس لك بها، لأن الشيطان ونفسك أعدائك فكيف يريدون مصلحتك بل يريدون إضلالك، ولا يمكن أن تجد نفسك توسوس لك وتلح عليك بطاعة.
كانت هذه الطرق التي يمكن من خلالها علاج الوسواس القهري بالقرآن الكريم كما وردت في الكتاب والسنة والتي قدمناها لكم على النحو الذي تفضلتم بقراءته في الفقرات السابقة في موضوعنا علاج الوسواس القهري بالقرآن الكريم.