لعلّ سؤال “كيف كان موقف ابن الهيثم من فكرة تخزين مياه النيل” ليس مُجرّد سؤال عابر، هو هو مجلد يُجيب على العبقرية التي كان يعتاشَها العرب والمسلمين لا سيما في طرق التخطِيط والاهتمام بكل ما هو مميّز وذُو مغزى، ولنجد أن ابن الهيثم كان له موقف حينَ رأى النيل ومِياهه المُنهمرة من هضبة أثيوبيا إلى مياه البحر المُتوسّط، وداعب رأسَهُ ومُخيّلته أن يستفِيد من تلك المياه المارّة من الجنوب المصري حتى الشمال الفرعوني، فما كان من حاكم تلك الفترة الشيعي إلا أنّ استقدم ابن الهيثم للتعرف عن قُرب على مشروعه ومن ثَمّ محاولة تطبيقه، فيا ترى كَيف كان موقف ابن الهيثم من فِكرة تخزين مياه النيل والتي كان لها وقع كبير في نفس موافقة السلطات على البدء والتخطيط بما يراه العالم ابن الهيثم.
موقف ابن الهيثم من فكرة تخزين مياه النيل
العالم المُسلم ابن الهيثم بما يخُصّ قضية تخزين الماء الخاص بوادي النيل قال: ” أنا لو كنتُ في جمهورية مِصر لَعَمِلْتُ شيء في نِيلِها مع الإعتبار أن يكون عملاً يعود بالنفع الفعلي والكثير على أفردها وسكَّانها بل والعالَم أجمعَ، كما وبذلك السيطرة على فَيَضَانات مِياهِ النيل كاملة”.
وبعد برهة وفترة قصيرة وَصَلَ هذا الكلامُ المرتبك إلى الحاكم في تلك الفترة وهو أمرِ الله الفاطِمِيِّ الشيعي والذي تولَّى الحُكْمَ فعلياً في دولة مِصر عام 996 ميلادية، فطَلَبَ شخصياً إبنَ الهيثَمِ ومن ثم قدَّمَ له كلَّ حفاوة وتكريم، وقد عهِد إليه بتنفيذِ مشروع ما كان يقولُه بخصوص مياه النيل ونهره، فأجرَى إبنُ الهيثم اللاز والإيجابي والتخطيط لدراسة سريان مجرَى النيل، حتى وصَل هذا العالم إلى أُسوان المصرية، فوجَد أن فيها المصريين قد قاموا بالعديد من الإنشاءات الكبيرة هناك، وليس في المقدور إضافةُ أي شيءٍ هناك في ظِلِّ تلك الإمكانيات الصعبة التي كانت غير متوفِّرة آنذاك في تلك المنطقة.
ننتهي من سردِ وتقديم الجواب الذي يخُصّ “كيف كان موقف ابن الهيثم من فكرة تخزين مياه النيل” والذي اردفناه لكم فيما سبق.