افضل الدعاء اخر الليل من الكتاب و السنة ،إن من أجمل علاقات العبد بينه و بين ربه هو الدعاء ،فالدعاء هو الصلة الوطيدة و الحبل المتين الذي ينجيك من المهالك و يفك عنك الكروب و يرفع عنك الضر و يزيل عنك البأس، ففي الدعاء يجلب لك النفع و يرفع شأنك و يحسن أمور حياتك ، و قد قيل في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة ألا و هي الأنس بالله،فالأنس بالله جنة لا يعرفها الكثير ، كن مع الله لا تبالي ، ناجِ الله في ليلك و نهارك ،في حلك و ترحالك ، في كل وقتك ،فالدعاء سلاح المؤمن ،و  هو مخ العبادة ، و يكفيك أن الله يحبك و يكون لك ما تريد حينما تطلب من الله كل أمورك و أشيائك و شؤونك في كل أوقاتك ،فالله يلبي لك ما تريد إذا كنت له ما يريد ،ينجيك الله من كل كرب و يستر عليك ذنوبك ويرفع شأنك بين العباد ما دمت مع الله و بالله.

افضل الدعاء اخر الليل من الكتاب و السنة

و لا بد للعبد الطائع أن يكون متصلا بالله في كل و قت و كل حين ، وإن الدعاء ليسير و سهل على الجميع و هو يسير أيضا على من يسره الله عليه ، فالعبد المؤمن والمطيع دوما ما يكون موقن بالاجابة لذا يدع الله بقلب مخلص ونقي لكي يستجيب له الله وحتى يستجيب الله عز وجل للإنسان فلا بد أن يكون الدعاء منطلقاً من قلب خالص النية إلى الله وحده ولا يكون مخلوطاً بأي نوعٍ من أنواع الرياء للناس، كما أنّه من المهم أن يتقرب إلى الله عزّ وجلّ في جميع الظروف فلا يدعوه في الكرب وينساه في الرخاء، هذا بالإضافة إلى محاولة انتقاء الألفاظ المناسبة للدعاء على قدر الاستطاعة بالإضافة إلى استغلال الأوقات التي يستجيب الله عز وجل فيها الدعاء أكثر من غيرها.

  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَنْزِلُ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْمَلِكُ.
  • مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ.
  • اللهم أرزقني إيماناً صادقاً، ويقيناً ليس بعده كفر، ورحمةً أنالُ بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة.
  • اللهم اجعلنا هاديين مهديين، غير ضالين ولا مضلين، حَرْباً لأعدائكْ وسِلْماً لأوليائك، نحب بحبك الناس ونعادي بعداوتك من خالفك مِنْ خَلْقِك.
  • وقال الرسول عليه الصلاة والسلام إن لله ملك موكل ممن يقول يا أرحم الراحمين فمن قالها ثلاثا قال له الملك أن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فسأل.
  • (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ.
  • ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ).

ففي الكتاب والسنة الكثير من الايات التي تدل على فضل الدعاء والطلب واللجوء الى الله عز وجل وقد بيّن الله عز وجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الدعاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقال الله تعالى في القرآن الكريم:” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”، فالله عز وجل هو أقرب إلى الإنسان من أي مخلوق في الكون فلذلك يكون طلب الإنسان الواعي إلى الله عز وجل وحده وليس لأي مخلوق آخر ففي هذه الآية بيّن الله عز وجل أنّه قريب إلى الإنسان أثناء الدعاء فهو يجيب الإنسان على الدوام عندما يقوم بدعائه بقلب خاشع متوجه إليه عز وجل، فالدعاء هو من أفضل أنواع العبادة التي من الممكن أن يقوم بها الإنسان فهي تؤنس المؤمن في أحلك الأوقات التي تمر على الإنسان خلال حياته فعندما يطلب الإنسان من الله عز وجل العون عن طريق الدعاء لا يكون هنالك وسيطٌ بينه وبين الإنسان فتأتي الإجابة من الله عز وجل بسرعة لا يمكن تخيلها، فيجيب بها المكروب ويستجيب منها الدعاء ويزيد من حسنات الإنسان عن طريق الدعاء حتى يتمنى الإنسان يوم القيامة أنّ الله عز وجل فضل الدعاء اخر الليل لم يستجب دعائه في الدنيا وأجلّه له كلّه إلى الآخرة.

بداية استجابة الدعاء والطرق الموصلةإليه :

وكلّما تقرّب المسلم إلى ربّه جلّ جلاله وأدّى الذي افترضه عليه الله سبحانه وتعالى، كان سائراً على طريق المحبّة والهدى، وإنّ الله جلّ جلاله كما قد وصلنا في الحديث القدسيّ، أنّ الله يحبّ أن يؤدّي العبد ما افترضهُ الله عليه، والفرائض هي الأولى أن تؤدّى، وما يزال العبد يتقرّب إلى الله بالنوافل حتّى يُحبّهُ الله سبحانه وتعالى، وإذا أحبّ الله عبداً كانَ هذا العبد من أوليائه، وكان الله يؤيّدهُ بسمعهِ وبَصرِه ونصرِهِ وفتحهِ وتأييده فضل الدعاء اخر الليل .

اسباب استجابة الدعاء :

  • فهناك اسباب كثيرة لكي يستجيب الله لدعاء العباد وهو امر مهم في حياة كل فرد عليه ان يعلمه ويعلم اسباب الاستجابة للدعاء ويكون المسلم قريباً من ربّه حينَ يتوجّه إليه بالدعاء، فالله سبحانه وتعالى يُحِبّ أن يسمعَ صوتَ عبده بالدعاء والالتجاء إليه، وتكون الاستجابة من الله سبحانه وتعالى للدعاء حينَ يأخذُ العبد بأسباب الدعاء من حُسن الاتجاء إلى الله سبحانه وتعالى، والإقبال عليه بالصلاة، فإنّ العبد يكون أقرب إلى الله عزّ وجلّ حينما يكون ساجداً، وكذلك ينبغي على الواحد منّا أن يُكثر من الدعاء ولا يملّ من الدعاء، وأن يستفتح الدعاء بالحمد والشكر لله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، فتكون هذهِ كأنّها مقدّمة للدعاء الذي بإذن الله محلاًّ للإجابة والقبولفضل الدعاء اخر الليل .
  • ومن أسباب استجابة الدعاء أن يكون الداعي صالح الحال مع الله عزّ وجل، فلا ينبغي لهُ أن يأكل حراماً وأن يُطعمَ نفسَهُ حراماً من ربا أو سرقة أو أكل مال الأيتام بوالناس بالباطل والإثم، فقد أخبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سعدَ بن أبي وقّاص بأن يُطِب مطعَمَهُ يَكُن مستجاب الدعوة، فكانَ سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنهُ مُستجاب الدعوة بإذن الله. وينبغي أن يكون اليقين بأن الله سيستجيب دعائك إذا دعوته، فإنّ الله يكون مع ظنّ العبد بهِ، فليظنّ العبد بالله ظنّاً حسَناً، وكذلك ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، وأن يلتمس المسلم أوقات استجابة الدعاء، بأن يدعو له الوالدين والمسافر وأن يدعو لنفسه حين نزول المطر وحين صعود الخطيب على المنبر يوم الجمعة، وبين الأذان والإقامة، فبإذن الله ستكون كلّها مجتمعة من أسباب استجابة الدعاء.

متى يكون الدعاء في قيام الليل

لا ملجأ لنا إلا الدعاء ، ولا مفر لنا إلا لله عز و جل “ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين “، فأكثروا من الدعاء بقدر حاجتكم و حاجاتنا كثيرة و مطالبنا أكثر ، و الإلحاح على الله عز و جل من أعظم ما يلبي الدعاء و هو أدعى للاستجابة .