نعلمُ أنّ انشودة تحية الشاب كَانت من كلمات الشاعر عبدالله ابن عمر بلخير، وقَد توفّي في وقتٍ سابق رحمه الله، حيثُ تَندرج هذه القصيدة تحتَ القصائد القومية والوطنية التي تزرعُ الأمل في نفوس الأفراد، وقد كان مِن المهم أن نجدَ إقبالًا على انشودة تحية الشباب في كل مكان، خاصّة وأن العديد من المناهج الدراسية والمساقات التعليمية في الدُول العربية العديدة لتحوي في ثناياها على هذه القصيدة التي ترجع إلى عبد الله بالخير، وقد تم إصدار عدة دواوين من تأليف هذا الشاعر العربي الكبير الذي توفي ولكن أعماله لا تزال حاضِرة في كل مكان.

كلمات انشودة تحية الشباب

الكلمات التي تخُصّ هَذه القصيدة والأنشودة هي تلك التي تَلاصقت فيما بينها وأنتجت فِي النهاية الأبيات على مختلف الأوزان والبُحور الشعرية.

غضّ الشباب و أن تلن عذباته

خلقت لإدراك المنى عزماته

الله أكبر للشباب صليبة

للغامزات من الخطوب قناته

الله أكبر للشباب جلاله

ملء العيون و حسنه و سماته

لا يجزع الوطن المدلّ بحقّه

ألباسمون مع الشباب حماته

في ذمّة الفتيان رابة مجده

إنّ الشباب وفيّة ذمّاته

خلّوا الأناة و أسرعوا لمناكم

عار الشباب العبقريّ أناته

تاج الجزيرة و هي مهد جدودكم

نزل القضاء فنكّست راياته

يشكو و أنتم سامعون فماله

لا يستجاب ، و للشباب شكاته

إنّي لتبكيني الجزيرة . ما نوى

عنها العدوّ و لا ونت غاراته

و إذا الحزين بكى و لم يك شاعرا

فالشعر ما نطقت به عبراته

نفحات لبنان الأشمّ عليلة

و حمى الجزيرة عذبة نفحاته

تشتاق ناضرة الشام رماله

و تحبّ خضرة أرزكم فلواته

يشكو جراحته إلى أعدائه

اين الشفاء و جارحوه أساته

هيهات ينجح في القضيّة مدّع

و خصومه يوم الحساب قضاته

واضيعة الوطن الصغير . تعدّدت

أديانه و عروشه و لغاته

و لربّ مختال تناساه الرّدى

ووددت لو بكرت عليّ نعاته

صلّى لتفريق الشعوب فبغّضت

عندي الديانة والتقى صلواته

هذا أسيرك يا مذاهب ملّه

عضّ القيود ، ألم يئن إفلاته ؟

هيهات بعد اليوم يهدم مذهب

صرح العروبة و الشباب بناته

إنّي عبدت الله ، لا نيرانه

سرّ التقى عندي و لا جنّاته

و العقل دلّ عليه لا قرآنه

في آية الكبرى و لا توراته

الدين دين الحبّ فهو عقيدتي

و لو أنّه في الشرق قلّ دعاته

و الأفق أقرأه كتابا منزلا

نعم الكتاب نجوم آياته

بيت العروبة حين أسجد قبلتي

لا طوره قصدي و لا عرفاته

من بعض أسماء العروبة أرزه

يوم الفخار و نيله و فراته

كالروض ملتفّ الخمائل ناضرا

ما ضرّه لو نوّعت زهراته

حسبي إذا ذكر القريض و أهله

شعر شباب الغوطتين رواته

أنا جمرة الغمرات ، ملء جوانحي

همم الشباب تثيرها نزواته

سكروا و قد أنشدت غرّ قصائدي

فهي الرّحيق طهورة رشفاته

قالوا : الجديد فقلت : من أنصاره

قلم الحكيم وزقّه ودواته

فيه هنات لا أقول ذميمة

بعض الملاحة في الجمال هناته

وأرى القديم يحول حسناته

فتضيع بين ذنوبه ، حسناته

لا تتركوا المرأة غير صقيلة

الشعب روح شبابه مرآته