خطبة صلاة الاستسقاء مكتوبة قصيرة لمن يودّ أن يَزداد من نبعِ العلم والمعرفة الإسلامية، كثيرة هي تعاليم الدين الإسلامي التي تطالُ جميع مناحي الحياة سواء للفرد أو للأسرَة أو للجماعة، ويُمكن لهذه التعاليم أن تكُون أساسًا متينًا لبناء الدول وقيامها وصمودها أمام العولمة والتخلّف السياسي وغيره من أسباب إنحطات الدول، والدعاء هو أحَد أهَمّ هذه التعالِيم التي تُوثّق وتوطِّد العلاقة بين العبد وربه، فقَد كان الأقوام السابقون يذهبُون لنبيهم ليدعوا لهم بقضَاء حوائجهم وتفريج كربهم لكن الله سبحانه وتعالى أخصّ أمة محمد بهذه العلاقة المباشرة بين العبد وربه، وسنتعرف على المزيد من خلا خطبة صلاة الاستسقاء مكتوبة قصيرة.
خطبة صلاة الاستسقاء مكتوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم الأنبياء والمرسلين سيد الخلق محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم.
أما بعد إخوتي في الإسلام إن الله شرع الشرائع السماوية للتعريف بوحدانيته سبحانه وتعالى و وجوب عبادته وطاعته، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى أبانا أدم على هذه الأرض ليكون في مرحلة إعداد وختبار، ومن واجبنا أن نعمرها ونقتات من ثمارها لنتمكن من المسير قدما في هذا الإختبار الإلهي الذي وضعنا فيه ليميز الخبيث من الطيب، وقد وفر لنا من رحمته كل سبل العيش من تربة صالحة للزرعاة ومن أنهار وجبال و ثروات في باطن الأرض تعيننا على قضاء حوائج الدنيا الفانية، ومن رحمته يقف متربصا بنا ليمد يد العون لمن تعثر وضاقة به الدنيا بما رحبة، فقال عز وجل في علاه أدعوني أستجب لكم لكن بعض الحوائج تحتاج للتأدب في طلبها إستعطافا لرب العباد، ومن هذه الحوائج هي الإستسقاء طلبا من الله أن يهطل المطر بعد جفاف وعطش، فيتوجب على من يطلب الإستسقاء أن يأدي صلاة الإستسقاء لينال الغيث الذي هو على شفا الغيوم تنقله الرياح إلينا بإذه الملكك القوس ليمطرنا بغيث يروي الأرض وينبت الزع واليحيي البش لقوله سبحانه وجعلنا من الماء كل شيء حي.
وسنأتي على ذكر شروط وتفاصيل صلاة الإستسقاء ليتمكن المسلمون من أدائها بشكلها الصحيح دون خطء أو نقصان.
تؤدى صلاة الإستسقاء مثل صلاة العيد تماما فصلى الإمام ركعتين ويكبر في الأولى سبعا وفي الثانية خمسا يكبر تكبيرة الإحرام وستا بعدها ثم يستفتح ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرأن الكيريم ثم يركع ثم يرفع ثم يسجد سجدتين ثم يقوم للثانية ويصليها مثل صلاة العيد يكبر خمس تكبيرات إذا اعتدل ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها ثم يقرأ التحيات ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو ثم يسلم مثل صلاة العيد تماما لأن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم صلاها كما كان يصلي في العيد ثم يقوم ويخطب الناس خطبة يعظهم فيها ويذكرهم ويحذرهم من أسباب المعاصي ومن أسباب القحط ويحذرهم من المعاصي لأنها أسباب القحط وأسباب حبس المطر وأسباب العقوبات ويحذر الناس من مغبة المعاصي التي تكون سببا في حبس الغيث عن الناس، من ثم يدعو ويأمم الناس من روائه فيقول اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً غدقاً مجللاً صحا طبقاً عاماً نافعاً غير ضار تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله يا ربِّ بلاغاً للحاضر والباد.
وكان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، وأسقنا من بركاته ويلح في الدعاء، ويكرر بالدعاء: “اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين”، مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يستقبل القبلة في أثناء الدعاء، يستقبل القبلة وهو رافع يديه ويكمل بينه وبين ربه وهو رافع يديه، ثم ينزل، والناس كذلك يرفعون أيدهم ويدعون مع إمامهم، وإذا استقبل القبلة كذلك يدعون معه ويستقبلون القبلة بينهم وبين أنفسهم ويرفعون أيديهم، والسنة أن يحول الرداء في أثناء الخطبة، عندما يستقبل القبلة يحول رداءه فيجعل الأيمن على الأيسر، إذا كان رداء، أو بشت إن كان بشت يقلبه وإن كان ما عليه شيء سوى غترة يقلبها.