بَعث اللهُ سبحانه وتعالى في النّاس شخصًا على يديه خرَج الناس من الظلام إلى النور، هُو محمد بن عبدالله علَيه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم، فما أسباب هجرة الرسول إلى المدينة المنورة إلّا واحدة من الأمور الدينية التي لا بُدّ لنا من التعرّف عليها ومُقارنتها بشبيهاتها من الهِجرات الأخرى، فقد كان هناك هِجرة إلى مكة المكرمة، وكان هُناك هجرة إلى الحبشة، وهجرة أخرى إلى المدينة المنورة، وكُل واحدة من تِلك الهجرات كان لها مقصِدُها الذي يختلف عمّن سواه، وتفاصِيل تشمل أسباب هجرة الرسول إلى المدينة المنورة في ثناياها نطرحها لكم فيما يلي.
الهجرة النبوية الشريفة الى المدينة المنورة
محمد بن عبدالله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ كان قَد تحمّل الكثير من الأذَى ليُحافظ على شرف هذا الدين الذي نحن الآن مُعتنقيه، لنعلَم أنّ الهجرة النبوية هي حدثٌ تاريخي وذكرى ذَات مكانة عِند المسلمين، ويُقصد بها هِجرة النبي محمد صلّى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى يثرب والتي سُميت بعد ذلك بالمَدينة المنورة؛ بسبب ما كانوا يلاقُونه من إيذاء من زُعماء قريش، خاصّة بعد وفاة أبي طالب، وكانت في عام 1هـ، الموافق لـ 622 للميلاد، وتمّ اتخاذ الهجرة النبوية بداية للتقويم الهِجري، بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب بعد استشارته بقيّة الصحابة في زمن خلافته، واستمرت هجرة من يدخل في الإسلام إلى المدينة المنورة، حيث كانت الهجرة إلى المدينة واجبة على المسلمين، ونزلت الكثير من الآيات تحث المسلمين على الهجرة، حتى فتح مكة عام 8 للهجرة.
ما هي أسباب هجرة الرسول إلى المدينة المنورة
نسدل الستار فيما يلي عَن أسباب هجرة الرسول إلى المدينة المنورة التي كانت رئيسية والتي على إثرها هاجر الرسول ـ صلّى الله عليه وسلم ـ إلى يثرب، وفيما يلي تفسيرات أكثر بهذا الأمر.
- مما لا شك فيه أن الهجرة فُرضت على الأنبياء والمُرسلين لضمان نشر الدَّعوة إلى الله، وحمايتها من بطش الظَّالمين، حيث كانت ضرورةً لتغيير حال وواقع المسلمين من مجموعةٍ صغيرةٍ إلى دولةٍ عظمى.
- ومن أسباب الهجرة إلى المدينة المنورة هو درء الأذى والعذاب عن النّبي صلى الله عليه وسلم
- كما وفي ذات السياق ومن أسباب الهجرة إلى المدينة المنورة هو تآمر كفار قريش على قتل النبي صلى الله عليه وسلم في مرقده خاصة بعد هجرة جميع المسلمين إلى المدينة، وبقاء الرسول صلى الله عليه وسلم مع نفر من الصحابة في مكة، وكان النّبي صلى الله عليه وسلم ينتظر الأمر الإلهيّ له بالهجرة، وحان هذا الأمر عندما اجتمع زعماء قريشٍ في دار النَّدوة للتَّشاور بشأن ما يفعلونه بصاحب الدَّعوة، وخاصةً أنّه وأصحابه وجدوا عند أهل المدينة النُّصرة والتَّمكين؛ فطرحوا العديد من الحلول كالطَّرد من مكّة، أو الحبس والسَّجن، إلى أنْ جاء أبو جهلٍ بفكرته وهي قتل النّبي صلى الله عليه وسلم.
- والسبب الأبرز الذي قاد بالنبي محمد صلّ الله عليه وسلم للهجرة هو دعوته أهل قريشٍ للإسلام استمرت عدّة سنواتٍ دون استجابةٍ تُذكر؛ فأصروا على الكفر والعناد، وفي المقابل رحّب أهل المدينة من الأوس والخزرج بالإسلام وعاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم على النُّصرة والمنعة له ولأصحابه.