الدُّعاء مِن العِبادات المُهِمّة الّتي أنعَم بِها الله علينا كيف اخشع في الدعاء فلقد هدانا الله الى الصلاة التي نقيمها وجَعل العَبد أقرب مَايَكون إلى الله وهُو سَاجد فجمِيع الصّلاة مِن رُكوع وسجود وَرفع تَتكوّن مِن أدعية وَتكبِيرات بَين الأركَان وتسبيح وتحمِيد لله عز وجَل فَهُناك دُعاء استِفتاح الصّلاة وَدُعاء بَين السجدتين ودعاء في التسليم والكثير مِن الادعِية والانسَان فِي صَباحه أَو مَسائِه هُناك أذكار لِلمسَاء والصباح والنوم والاستيقاظ والخروج من البيت والخلاء والمسجد والسّفر وَالسوق وغيره وهناك الكثير من الامور الحياتية التي نستعمل فيها الدعاء في شدة ورَخَاء لِذا من المهمّ أنْ نَقوم بمعرفة شروط الدعاء، لكي تعرف كيف تخشع في الدعاء صدق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ” الدعاء هو العبادة ” وفي روايات ” الدعاء مخ العبادة ” . .

إذا أردت أخي الحبيب أن يعينك الله تَبَارك وَتَعالى عَلى الخُشوع في الدعاء فتسلّح بما يلي :

  • أولا : لا يأخذنك العجب بنفسك والكبرياء بها لعبادة هداك الله لها، فهذا مما يحرمك لذة الخشوع في الدعاء، وهل الخشوع سوى الخضوع الذي ينافي العجب والكبر ؟
  • ثانيا : تحيّن مَواطن استجابة الدعاء، واستحضر عظمتها وإليك طرفاََ منها :
  1. السحر وهو ما قبل الفجر بساعة أو اثنتين .
  2. في السجود .
  3. ما بين الأذان والإقامة .
  4. ما بعد كل صلاة من الصلوات الخمس .
  5. بعد التشهد وقبل التسليم من الصلاة .
  6. عند نزول الغيث .
  7. عند التقاء الصفوف _ الحرب بين الحق والباطل _ .
  • ثالثا : لتكن أخي على طهارة .
  • رابعا :إذا استطعت أن تقدم دعاءك بركعتين لا تحدث بهما نفسك فافعل .
  • خامسا : أطب مطعمك، وبر والديك، تكن مستجاب الدعوة .
  • سادسا : عند الدعاء توجه للقبلة، واستحضر معنى ما تقول، وما يقتضيه من خشوع، والتفت عن دنياك إلى أخراك، وعن المخلوقين إلى خالقك .
  • سابعا : ابدأ دعاءك بحمد الله والثناء عليه، وأطل في ذلك، ثم صل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأطل ما استطعت، ثم اشرع في حاجتك كيف اخشع في الدعاء .
  • ثامنا : بعد ذلك استغفر ربك، فلعل ذنبا أذنبته يحول بين دعائك والإجابة، وبين قلبك والخشوع .
  • تاسعا : لتكن همتك عالية في الدعاء، فلم تطلب الجنة وبمقدورك طلب الفردوس الاعلى منها، وادع للجميع، وليكن للإسلام والمسلمين شطر من دعائك، لعل الله يستجيب دعاءك ويعود للأمة عزها .
  • عاشرا وأخيرا   : ليكن دعاءك بالغفران والرحمة، للجميع وخص من تريد من أهل، ووالدين وأساتذة، وعلماء، وأصحاب فضل عليك وعلى الامة، ثم اختم دعاءك بحمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

لا تنس قول النبي صلى الله عليه وسلم : ” يستجاب لاحدكم مالم يستعجل ” قيل كيف يستعجل يا ر سول الله ؟ قال: ” يقول : دعوت ولم يستجب لي ” وما تلك النصيحة اخي إلا لأن دعاء المؤمن على ثلاثة أ حوال :

  • إما أن يعجل له ثمرته في الدنيا .
  • وإما أن يعتلج مع قضاء نازل فيرده، كما هو معلوم من الحديث .
  • أو أن يدخره الله لك حسنات يوم القيامة، وما أعظمه من شرف ! وكم يتمنى العبد يوم القيامة لو أخر الله جل في علاه كل دعائه له ليوم القيامة، وليس هذا إلا للمؤمن، أما الكافر إن دعا الله كما في الاضطرار فإن الكريم جل وعلا يترفع عن أن يرد يديه صفرا، فيعجل له ثمرته في الدنيا أو يرد عنه قضاء كتبه عليه كيف اخشع في الدعاء .

بهذا أخي تنعّم بِدعَاء خاشع، ولسان ذاكر، وقلب نقي، وحياة هنية، وميتة سوية، ومرد غير مخز ولا فاضح . أسأل الله جل في علاه أن يحشرنا مع سيد الدعاة ومصطفاه في جنته ودار مقامته، إنه ولي ذلك ومولاه .