في الدين الإسلامي الحنِيف الكثِير من المُباحات والمحظُورات التي لابُدّ من التعرف عليها، ولعلّ شرح حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن واحد من أهمّ الوقفات الدينية التي لابُّد من الوقوف عليها للتعرّف على ما تحمله من مقاصد للشريعة الإسلامية الغراء، ومن المعلوم أن الزنا هو أن يُمارس الذكر الرذيلة والجنس مع أنثى لا تحل له، أي أنّها ليست بزوجته، وهذا يُعدّ بحد ذاته من المحرمات التي أمر الله عز وجلّ بإجتنابها، وفيما يلي تعمق في شرح حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن للوقوف على ما يقصده هذا الحديث.
حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، وقد تمّ تناقل هذا الحديث من مكان غلى آخر، وتم تصحيحه وهُو يَعُود بأصله إلى الرسول الأطهر محمد “صلّ الله عليه وسلم”، في ذات الوقت ثبت بأنه ليس من الأحاديث الموضوعة أو من تلك الإسرائيليات التي تم دسها للنيل من الإسلام والمسلمين.
شرح حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ابن عثيميين
إبن عثيميين قدم التوضِيح الكامل لحديث رسول الله “صلّى الله عليه وسلم” الذي يقول فيه (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، حيث ويدُل على أنّ الإيمان يرتفع بهذه المعاصي الكبيرة، ويبقى أصله فقط وأن أصله باقٍ مع المسلم، لكِن كماله وتمامه يرتفع بهذه الكبائر: كالزنا والسرقة وشرب الخمر، وأكل أموال الناس ونحو ذلك؛ لأن هذا ينافي الإيمان الواجب، ويرتفع الإيمان الواجب الذي يمنعه مما حرم الله، ومن كون إيمانه كاملاً، ومن كون إيمانه الواجب حاضرًا: لمنعه من هذه المعاصي، ومن هذه الكبائر، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، فدل ذلك على أن الإيمان يضعف وينقص ، حتى لا يمنع من الزنا، وحتى لا يمنع من شرب الخمر، وحتى لا يمنع من السرقة، وحتى لا يمنع من أكل أموال الناس، في ضعفه وما خالطه من شهوة جامحة، ورغبة في الدنيا وشهواتها، ومن موافقة النفس وهواها، على الوقوع فيما حرم الله عز وجل، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة، ليس المعنى أنه يكفر كما تقول الخوارج، لا ولكنه يرتفع منه الإيمان الكامل، ويرتفع منه الإيمان الواجب، ويبقى معه أصل الإيمان الذي كان به مسلمًا، فيرتفع هذا الإيمان الواجب، ويزول هذا الإيمان الواجب بما يفعل من الفواحش والمنكرات.