بحث عن عقوق الوالدين يُوضّح أهميّة إنهاء مثل هَذه الظاهرة في المُجتمع والتي تكون بسَبب البعد عن الدين، فهذه الظاهرة من الظواهر التي انتشرت بشكلٍ كبير في مجتمعَاتنا العربية الحالية، الأمر الذي أصبح يُؤدّي إلى تفكّك المجتمع وقلة التربية، وكثرة الجرائم، فمِن المُهمّ إظهار ماهيّة عُقوق الوالدين وكيفيّة القضاء على هذه الظاهرة المُدمّرة التي تُؤدّي بالمجتمع الى الانحلال الأخلاقي المدمر، وفي موضوعنا هذا نظهر تعريف عقوق الوالدين وأهمّ أشكال عقوق الوالدين في مقالنا هذا بحث عن عقوق الوالدين.
ما هو عقوق الوالدين
العُقوق عكس البر، فإنّ عقوق الوالدين هُو عدَم طاعة الوالدين في الحياة وقطع العلاقة بالوالدين، وهو كُل قول أو فعل أو عمل يُؤذي الوالدين ويكون من أبنائه ما لم يكُن شركًا أو معصية، والفعل عقَّ يأتي من العقوق ومعقة، ففي حديث رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلم نهى عن عقوق الأمهات وهو ضد البر وأصله من العق أي الشق والقطع، فالعُقوق يعد من أكبر الذنوب والكبائر، حيثُ وعد الله أولئك العاقين بنار جهنم وبئس المصير، فقد قال تعالي في كتابه الكريم: “وقضى ربُكَ ألّا تعبُدوا إلّا إيّاهُ وبالوالِدين إحسانًا، إمّا يبلُغنّ عِندَك الكِبَر أحدهُمَا أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهُما وقل لهما قولاً كريمًا واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرًا” فهذه الآيات تُظهر اهتمام الاسلام بقضية البر بالوالدين، لأنّ البر والرحمة والرعاية واللطف هي حق من الولد للوالدين وقد قرنه الله تعالي بالاحسان، فالانسان البار بوالديه نجده سعيدًا في حياته وتظهر عليه مظاهر السعادة والفرح والحنان الغامر نظرا لقربه من والديه وبره لهما.
اشكال عقوق الوالدين
إنّ لعقوق الوالدين العديد من الأشكال التي تظهره بشكلِه ومضمُونه، فمنها أن يقُوم الإبن بلعن والديه، ولا يهتمّ بهما أو ينفق عليهما عند حاجتهما، كما ويرفض مساعدتهما ماديا ومعنويا، والقطيعة والهجران للوالدين، وعدم الاطمئنان عليه والسؤال عليهما وتركهما لفترات كبيرة دون تفقدهما، الصراخ ورفع الصوت عليهما، اظهار الضيق والانزعاج منهما ومن طلباتهما، والسخرية من افعالهما وعدم الابتسام في وجوههم، وضربهما وتفضيل الزوجة والابناء والاصدقاء والجيران على الوالدين، وتعد هذه من اكثر الاشكال المنتشرة التي تظهر عقوق الوالدين الذي يقوم به الكثير من الافراد في المجتمعات بالاخص العربية.
اضرار عقوق الوالدين
هُناك العديد من الأضرار التي تنعكس على حياة العاق لوالديه، ومن أهمّ هَذه الأضرار هو الشقاء في الدنيا والآخرة، فالإنسان الذي يعُقّ والديه فإنّه عندما يكبر أبنائه يعقوه كما عق والديه ويعاني عند سكرات الموت، كما كره الوالدين للابن العاق وصب الغضب عليه والدعاء عليه يكون مستجاب، فإن هذا الأمر ينعكس على الإبن عند الكبر ففي قصة قديمة عن عقوق الوالدين قال الأصمعي: “حدثني رجل من الأعراب قال: خرجت من الحيّ أطلب أعقَّ الناس، وأبرَّ الناس، فكنت أطوف بالأحياء حتى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبل يستقي بدلو لا تطيقه الإبل في الهاجرة والحرِّ الشديد، وخلفه شاب في يده رشاء (أي حبل) ملويّ يضربه به، قد شقّ ظهره بذلك الحبل، فقلت: أمّا تتقي الله في هذا الشيخ الضعيف؟ أما يكفيه ما هو فيه من هذا الحبل حتى تضربه؟ قال: إنّه مع هذا أبي. فقلت: فلا جزاك الله خيرًا. قال: اسكت فهكذا كان هو يصنع بأبيه، وهكذا كان يصنع”.
هذه القصة خير دليل على أضرار عقوق الوالدين التي يُمكن أن تنعكس على الإبن في كبره من أبنائه، لهذا من الضروري على العاقين أن يعوا ضرورة البر بالوالدين والاهتمام بهم.