اللغة الأم في هذا العالم هي اللغة العربية التي لا تزال ترمي بحمم جمالها في كل آن، ومع إطلالة أبيات شعرية في مدح اللغة العربية نعلم بأن هناك الكثير من المتعلمين والمثقفين لا سيما رواد اللغة العربية ليختارون لوناً جديداً من أنواع المدح والغزل يتمثل في مدح اللغة العربية وما فيها، علماً بأن اللغة العربية هي اللغة التي نزل بها كتاب الله “القرآن الكريم” على نبيه المطهر محمد ابن عبدالله عليه من ربنا كل صلاوة وسلام، ولا نحيد عن الموضوع الأم وهو ما نطرحه فيما يلي من أبيات شعرية في مدح اللغة العربية.

أبيات شعرية مدح اللغة العربية

لنمدح اللغة العربية بالقدر الذي نحتاجه، ففي المحصلة سوف تبقى سطور تلك المدح من ابهى ما يكون ومن أجمل ما يمكن أن تحمله أبجديات المدح.

لغة القرآن يا شمس الهدى

صانك الرحمن من كيد العدى
هل على وجه الثرى من لغة

أحدثت في مسمع الدهر صدى
مثلما أحدثته في عالم

عنك لا يعلم شيئاً أبداً
فتعاطاك فأمسى عالما

بك أفتى وتغنّى وحدا
وعلى ركنك أرسى علمه

خبر التّوكيد بعد المبتدا
أنت علمت الألى أنّ النّهى

هي عقل المرء لا ما أفسدا
ووضعت الاسم والفعل ولم

تتركي الحرف طليقاً سيّدا
أنت من قومت منهم ألسنا

تجهل المتن وتؤذي السندا
بك نحن الأمة المُثلى التي

توجز القول وتزجّي الجيّدا
بين طيّاتك أغلى جوهر

غرّد الشادي بها وانتضدا
في بيان واضح غار الضحى

منه فاستعدى عليك الفرقدا
نحن علّمنا بك الناس الهدى

وبك اخترنا البيان المفردا
وزرعنا بك مجداً خالداً

يتحدّى الشّامخات الخُلَّدَا
فوق أجواز الفضا أصداؤه

وبك التّاريخ غنّى وشدا
ما اصطفاك الله فينا عبثاً

لا ولا اختارك للدين سدى
أنت من عدنان نورٌ وهدى

أنت من قحطان بذل وفدا
لغة قد أنزل الله بها

بيّنات من لدنه وهدى
والقريض العذب لولاها لما

نغم المدلج بالليل الحدا
حمحمات الخيل من أصواتها

وصليل المشرفيّات الصدى
كنت أخشى من شبا أعدائها

وعليها اليوم لا أخشى العدا
إنما أخشى شبا جُهالها

من رعى الغي وخلّى الرّشدا
يا ولاة الأمر هل من سامع

حينما أدعو إلى هذا الندا
هذه الفصحى التي نشدو بها

ونُحيي من بشجواها شدا
هو روح العرب من يحفظها

حفظ الروح بها والجسدا
إن أردتم لغة خالصة

تبعث الأمس كريماً والغدا
فلها اختاروا لها أربابها

من إذا حدّث عنها غرّدا
وأتى بالقول من معدنه

ناصعاً كالدُر حلى العسجدا
يا وعاء الدّين والدّنيا معاً

حسبك القرآن حفظاً وأدا
بلسان عربي، نبعه

ما الفرات العذب أو ما بردى
كلّما قادك شيطان الهوى

للرّدى نجاك سلطان الهدى

أنا لا أكتبُ حتى أشتهرْ

لا ولا أكتبُ كي أرقى القمرْ
أنا لا أكتب إلا لغة

في فؤادي سكنت منذ الصغرْ
لغة الضاد وما أجملها

سأغنيها إلى أن أندثرْ
سوف أسري في رباها عاشقاً

أنحتُ الصخر وحرفي يزدهرْ
لا أُبالي بالَذي يجرحني

بل أرى في خدشهِ فكراً نضرْ
أتحدى كل مَنْ يمنعني

إنه صاحب ذوقٍ معتكرْ
أنا جنديٌ و سيفي قلمي

وحروف الضاد فيها تستقرْ
سيخوض الحرب حبرا قلمي

لا يهاب الموت لايخشى الخطر
قلبيَ المفتون فيكم أمتي

ثملٌ في ودكم حد الخدرْ
في ارتقاء العلم لا لا أستحي

أستجد الفكر من كلِ البشرْْ
أنا كالطير أغني ألمي

وقصيدي عازفٌ لحن الوترْ

لا تقل عن لغتي أم اللغاتِ

إنّها تبرأ من تلك البنات
لغتي أكرمُ أمٍّ لم تلد

لذويها العُرب غيرَ المكرمات
ما رأت للضّاد عيني اثراً

في لغاتِ الغربِ ذات الثغثغات
إنّ ربي خلق الضادَ وقد

خصّها بالحسنات الخالدات
وعدا عادٍ من الغرب على

أرضنا بالغزواتِ الموبقاتِ
ملك البيتَ وأمسى ربَّه

وطوى الرزق وأودى بالحياة
هاجم الضّاد فكانت معقلاً

ثابتاً في وجهه كلَّ الثباتِ
معقلٌ ردَّ دواهيهِ فما

باءَ إلا بالأماني الخائباتِ
أيها العُربُ حمى معقلَكم

ربُّكم من شرّ تلك النائبات
إنّ يوماً تُجرح الضّاد به

هو واللَه لكم يومُ المماتِ
أيها العربُ إذا ضاقت بكم

مدن الشّرق لهول العاديات
فاحذروا أن تخسروا الضّاد ولو

دحرجوكم معها في الفلوات

مالـي خَلَعْـتُ ثيابي وانْطَلَقْـتُ إِلى

سِـواي أَسـأَلهُ الأثـوابَ و الحُـلَلا
قَـدْ كانَ لـي حُلَلٌ أزْهو بِبْهجَتهـا

عِزّاً وَيزْهو بِها مَنْ حَـلَّ وارْتحَـلا
أَغْنى بِها ، وَتمدُّ الدفْءَ في بَدَنـي

أَمْنـاً وتُطْلِقُ مِنّي العـزْمَ والأَمَـلا
تمـوجُ فيهـا الـّلآلي مِنْ مآثِرهـا

نوراً وتبْعَـثُ مِنْ لآلاِئهـا الشُّعَـلا
حتى أفاءتْ شُعوبُ الأرْضِ تَسألُهـا

ثـوباً لتستُرَ مِنْها السُّـوءَ و العِـلَلا
مـدَّت يَدَ الجودِ كَنْزاً مِنْ جَواهِرهـا

فَزَيَّنتْهُـم وكانـوا قبـلـها عُطُـلا
جـادتْ عليهم وأوفَـتْ كلَّ مسْألـةٍ

بِـرّاً تَوالى، وأوْفَـتْ كلَّ مَنْ سَـألا
هذا البيـانُ وقـدْ صاغتْـهُ معْجِـزةً

تمضي مع الدّهرِ مجْـداً ظلَّ مُتَّصلا
تكسو مِنَ الهـدْيِ ، مِنْ إعجازِهِ حُللاّ

أو جَوْهَراً زيَّنَ الأعطافَ والـعُطَـلا
نسيجُـه لغـةُ القَرآنِ ، جَـوْهـرُهُ

آيٌ مـنَ اللهِ حقّـاً جَـلّ واكْـتَمـلا
نبعٌ يفيـضُ على الدّنيـا فيملـؤُهـا

رَيّـاً وَيُطلـقُ مِنْ أحواضِهِ الحَفَـلا
أو أنه الروّضُ يُغْني الأرْضَ مِنْ عَبَقٍ

مِـلْءَ الزَّمانِ نديّـاً عـودُهُ خَضِـلا
تَـرِفُّ مِنْ هَـدْيِهِ أنـداءُ خـافِقَـةٍ

معَ البكـورِ تَمُـدُّ الفَيْءَ و الظُّـلَلا
وكـلُّ مَنْ لوّحتْـه حَـرُّ هـاجِـرةٍ

أوى إلـيه ليلْقـى الـرّيَّ و البَـلَلا
عجبتُ !! ما بالُ قومي أدْبَروا وجَرَوْا

يرْجونَ ساقطـةَ الغايـاتِ والهَمَـلا
لمْ يأخذوا مِنْ ديارِ الغـرْبِ مكرُمـةً

مِنَ القناعـةِ أوْ علمـاً نَمـا وَعَـلا
لكنّهـمْ أخـذوا لَـيَّ اللّسـانِ وقـدْ

حباهُـمُ اللهُ حُسْنَ النُّطْـقِ مُعْتـدِلا
يـا ويحهمْ بـدَّلوا عيّـاً بِفصحِهـمُ

وبالبيـانِ الغنيِّ استبـدلـوا الزَّلَـلا
إن اللّسـانَ غـذاءُ الفكـرِ يحْملُـهُ

عِلْمـاً وفنّـاً صواباً كانَ أو خَطَـلا
يظلُّ ينسـلُّ منـه الـزّادُ في فِطَـرٍ

تلقى بـه الخَيْرَ أو تلقى بِهِ الزَّلـلا
الأَعْجَمِـيُّ لِسـانٌ زادُهُ عَـجَــبٌ

تَـراهُ يَخْلـطُ في أَوْشابِـهِ الجـدَلا
لمْ يَحْمِلِ الهدْيَ نـوراً في مَصـادِرِهِ

ولا الـحقيقـة إلا كـانت الـوَشـلا
فحسبُنـا مِنْ لِسانِ الضّـادِ أنّ لـه

فيضاً من النّور أو نبعاً صَفا وجَـلا
وأنه اللغة الفصحـى نمـت وزهـتْ

تنزّلـتْ وبـلاغـاً بالهُـدى نـزلا
وأنـه ، ورسـول الله يُـبـلـغـه

ضمَّ الـزمان وضمَّ الآيَ وَالـرُّسـلا
وأنـه الكنـزُ لا تفنـى جـواهـرهُ

يُغْنـي الليـاليَ مـا أغْنى بِهِ الأُوَلا
يظـلُّ يُـطْلِـقُ مـن لأْلائِــهِ دُرراً

عـلى الزمان غنيَّ الجـودِ متصـلا
فعُـدْ إلى لغـةِ القـرآنِ صـافـيَة

تَجْلو لكَ الدَّربَ سهْلاً كانَ أو جبـلا
تجلو صراطـاً سويّاً لا ترى عِوجـاً

فيـه ولا فتنـةً تَـلْقـى ولا خَـللا
تجـلو سبيـلاً تـراهُ واحـداً أبـداً

وللمُضـلّين تْلقى عنـدهُمْ سُـبُـلا

طلعتْ .. فالمَولِدُ مجهولُ

لغة ٌـ في الظُلمةِ ـ قِنديلُ
حملتْ تاريخًا، ما تعِبتْ

فالحِملُ جديدٌ وأصيلُ
تتعانقُ فيهِ بلا حَدٍّ

وتذوبُ قلوبٌ وعُقولُ
فتفِيضُ الأرضُ بمختلِفٍ

مُتَّفِق ٍ أجْدَبُهُ نِيلُ
طلعتْ، أتُراها قد غرَبتْ

قبلا ً؟ فالموكِبُ مَوصُولُ
أم نحنُ طلعنا من شجرٍ

ثمرًا أنضجَهُ الترتيلُ ؟
فكأنّ البدءَ ـ وقد عبرَتْ

عينيهِ ـ حنِينٌ وطُلولُ
والروحُ يُذيعُ بِشارَتها

تذكارٌ قاس ٍ وجميلُ
يُوقِفُها .. والريحُ رُخاءٌ

يُطلِقُها .. والغيمُ ثقيلُ
طلعتْ , وطلعْنا أو غربتْ

وغرَبْنا فالفرقُ ضئيلُ
نتَّفِقُ ونختلفُ قليلاً

في أنّ الشامِلَ مشمولُ
فيُقالُ: يئِسنا وانحسرَتْ

ويُقالُ: سمَوْنا وتطُولُ
ويُقالُ: عشِقنا وابتهجَتْ

ويُقالُ: غدَرْنا وتميلُ
ونَظلُّ كِيانًا مُنفردًا

رُكناه فروعٌ وأصُولُ
ما جفَّ ـ شتاءً ـ في دمِنا

يخضرُّ ربيعًا ويسيلُ

أبيات من الشعر في مدح اللغة العربية

لتكون الأبيات التالية من هذا السطر تختص بالمدرح الكبير لكل ما يخص مدح اللغة العربية من أبجديات ومن حروف ومن كلمات نتواكب على طرح جملتها

رجعت لنفسي فاتّهمت حصاتي

وناديت قومي فاحتسبت حياتي

رموني بعقمٍ في الشّباب وليتني

عقمت فلم أجزع لقول عداتي

ولدت ولمّا لم أجد لعرائسي

رجالاً وأكفاءً وأدت بناتي

وسعت كتاب الله لفظاً وغاية

وما ضقت عن آيٍ به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلةٍ

وتنسيق أسماءٍ لمخترعات

أنا البحر في أحشائه الدرّ كامنٌ

فهل سألوا الغوّاص عن صدفاتي

فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني

ومنكم وإن عزّ الدّواء أساتي

فلا تكلوني للزّمان فإنّني

أخاف عليكم أن تحين وفاتي

أرى لرجال الغرب عزّاً ومنعةً

وكم عزّ أقوامٌ بعزّ لغات

أتوا أهلهم بالمعجزات تفنّنا

فيا ليتكم تأتون بالكلمات

أيطربكم من جانب الغرب ناعبٌ

ينادي بوأدي في ربيع حياتي

ولو تزجرون الطّير يوماً علمتم

بما تحته من عثرةٍ وشتات

سقى الله في بطن الجزيرة أعظماً

يعزّ عليها أن تلين قناتي

حفظن ودادي في البلى وحفظته

لهنّ بقلبٍ دائم الحسرات

وفاخرت أهل الغرب والشّرق مطرقٌ

حياءً بتلك الأعظم النّخرات

أرى كلّ يومٍ بالجرائد مزلقاً

من القبر يدنيني بغير أناة

وأسمع للكتّاب في مصر ضجّةً

فأعلم أنّ الصّائحين نعاتي

أيهجرني قومي عفا الله عنهم

إلى لغةٍ لم تتّصل برواة

سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى

لعاب الأفاعي في مسيل فرات

فجاءت كثوبٍ ضمّ سبعين رقعةً

مشكّلة الألوان مختلفات

إلى معشر الكتّاب والجمع حافلٌ

بسطت رجائي بعد بسط شكاتي

فإمّا حياةٌ تبعث الميت في البلى

وتنبت في تلك الرّموس رفاتي

وإمّا مماتٌ لا قيامة بعده مماتٌ

لعمري لم يقس بممات