ما حكم انتقَاص الصحابة والسُخرية مِنهم، الصحابة هو مصطلح تاريخي المقصود به هم أصحاب رسول الله صلّى الله عَليه وسلّم وأشد المُقربين مِنه، آمنوا بدعوته وأخذوا على عاتقهم نشر رسالته ومساعدته في ذلك، والصحبة في اللغة مهناها الملازمة والمرافقة والمعاشرة.
رافق الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أغلب مراحل حياته وبعد الدعوة، وقاموا بمساعدته على إيصال رسالته ودافعوا عنه في مرات عدة.
وبعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله تولى الصحابة الخلافة في الفترة التي عرفت بعهد الخلفاء الراشدين.
وتفرق بعد ذلك الصحابة لنَشر تعاليم الإسلام وفتح المُدن والدول ونَشر الجهاد، كما قاد الصحابة الكثير من المعارك الإسلامية في فارس وبلاد الشام ومصر والهند وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر.
حكم السخرية من الصحابة
هل من يسب الصحابة يُعدّ كافرًا؟ وحتى لو تكلّمنا عن واحدًا منهم فقط؟ أقول هذا لأن بعض الناس يتنقص الصحابيين الجليلين ـ معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما؟ فما حكم من يفعل ذلك؟
سب الصحابة هو منكر عظيم وأخطر ما يكُون إذا كان في شأن أفضل الصحابة رفيقي وصاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهريه وخليفتيه الراشدين اللذين زكاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بالاقتداء بهما فقال: اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر. رواه الترمذي وابن حبان والحاكم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
ومن هذا المنطلق شدد العلماء في سب الخلفاء الراشدين وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا عائشة التي برأها الله، فقَالَ الإمام الأوْزَاعِيُّ رحمه الله: مَنْ شَتَمَ أبا بَكْرٍ الصِدِّيْقَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ فَقَدْ ارْتَدَّ عَنْ دِيْنِهِ، وأبَاحَ دَمَه.
وقَالَ المَرْوَزِيُّ: سَألْتُ أبَا عَبْدِ اللهِ الإمَامَ أحْمَدَ: عَمَّنْ شَتَمَ أبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ، وعَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم ـ فَقَالَ: ما أَرَاهُ على الإسْلامِ.
وعن سب معاوية بن أبي سفيان وعمرو العاص رضي الله عنهما: فمعصية وخبيئة سوء، يعاقب من سبهما أو انتقصهما، قال الخلال في السنة: أخبرني محمد بن الحسين أن الفضل بن زياد حدثهم، قال: سمعت أبا عبد الله وسئل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي؟ فقال: إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما انتقص أحد أحدا من أصحاب رسول الله إلا له داخلة سوء، قال رسول الله: خير الناس قرني. انتهى.