شعر عن فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله رسول الله، أمّها خديجة بنت خُويلد، وُلِدت بعد البِعثة النبوية في 20 جمادي الآخر يوم الجمعة في السنة الخامسة وبالتحديد بعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنوات حسَب الروايات الشيعيّة، أو في السنة الخامسة قبل البعثة النبوية في مكة المكرمة، والنبي له من العُمر خمسة وثلاثين عاماً حسب روايات أهل السنة والجماعة. زوجها هُو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
عُرفت فاطمة الزهراء بالفصَاحة والبلاغة، حيثُ تفوّقت بذلك على كثير من النساء العربيات حتى أنّ ابن طيفور المتوفى 280 هجرية أورد خطبها في كتابه بلاغات النساء ناقلا عن أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين قوله: رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلمونه أبناءهم.

شعر عن فاطمة الزهراء

شهدت فاطمة بنت خويلد أحداثا جسِيمة جدًا، حيثُ كَان الرسول صلّى الله عليه وسلم في ذاك الوقت يتعرض للإضطهاد من قريش وكانت هي تُعيّنه وتسانده على هذا الإضطهاد.

أغبـر آفــاق السماء فكورت  شمس النهار وأظلم العصــران
الأرض من بعد النبي كئيبــة  أسفاً عليه كثيــرة الأحــزان
فليبكـه شرق العباد وغربهــا  وليبكه مضـر وكــل يمانـي
وليبكــه الطـود الأشم وجوده  والبيـت والأستــار والأركـان
يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه  صلى عليك منزل القــرآن

 وقالت فاطة الزهراء عليها السلام بعد أن أخذت قبضة من تراب قبره الشريف وشمتها :

ماذا على من شم تربة أحمــد  أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبــت علـي مصائب لو أنهـا  صبت على الايام عدن لياليـا

ولفاطمة عليها السلام بعد الخطبة وقد انعطفت على قبر أبيها صلى الله عليه وآله وسلم :

قد كنت ذات حمية ما عشـت لي  أعشى البراح وأنت كنت جناحـي
فاليـوم أخضع للذليل وأتقــي  منه وأدفــع ظالمــي بالـراح
وإذا بكت قمريــة شجنا لهــا  ليلاً على غصن بكيت صباحي

 ولها عليها السلام وقد دنت من قبره الشريف :

إن حزنــي عليك حزن جديـد  وفــؤادي والله صب عنـيــد
كــل يوم يزيــد فيه شجوني  واكتـئابـي عـليك ليس يبيد

 ولها عليها السلام 

قل صبـري وبان عني عزائي  بعد فـقـدي لخاتــم الأنبيــاء
عين يا عيـن اسكبي الدمع سحاً  ويك لا تبخلــي بفيــض الدماء
يــا رسول الله يا خيــرة الله  وكهــف الأيتــام والضعـفـاء
لـو ترى المنبر الذي كنت تعلوه  عــلاه الظـلام بعد الضيــاء
يــا إلهي عجل وفاتـي سريعاً  قد بغضت الحياة يـا مولائـي

 وقالت فاطمة عليها السلام :

اذا مــات يومــاً ميت قـل ذكره  وذكـر أبــي مذ مــات والله أزيـد
تذكــرت لمــا فــرق الله بيننـا  فعزيـت نفســي بالنبــي محمــد
فقلت لهــا : إن الحيــاة سبيلنـا  ومن لم يمت في يومه مات في غد

ولفاطمة عليها السلام :

اذا اشتد شوقي زرت قبرك باكيــاً  أنــوح وأشكـوا لا أراك مجــاوبي
فيــا ساكن الغبــراء علمتني البكا  وذكرك أنسانـي جميـع المصائــب
فإن كنــت عنـي في التراب مغيباً  فما كنت عن قلبي الحزيــن بغـائب

 وقالت فاطمة عليها السلام بعد خطبتها الكبرى :

قد كـان بعــدك انباء وهنبثــة  لو كنت شاهدها لم تكثــر الخطــب
إنا فقدنـاك فقد الأرض وابلهـا  واختل قومك فاشهدهم فقد نكبـوا
قد كان جبريــل بالآيات يؤنسنا  فغبت عنا فكل الخير محتجــب
وكنت بـدراً ونوراً يستضاء بـه  عليك تنزل من ذي العزة الكتـب
تجهمتنا رجال واستخــف بنـا  بعد النبي وكل الخيــر مغتصب
سيعلم المتولــي ظلـم حامتنـا  يوم القيامة أنـى سوف ينقلــب
فقد لقينــا الذي لم يلقـه أحـد  من البرية لا عجـم ولا عــرب
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت  لنــا العيون بتهمال لـه سكب