بحث عن هدي النبي في ماكله ومشربه، حيثُ تَتبع السنة النبوية لرسولنا الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم الذي يُعدّ قُدوة للمسلمين في كُل مَكان، هدية من الله عز وجل لنا، فلقَد قال الله تَعالي في كتابه الكريم” لقد كان لكُم فِي رسُول اللهِ أسوةً حسنة”، فهَذا الأمر الإلهي السماوي للإنسان ليلتمِس هدى النبي محمد صلّي الله عليه وسلم في كثير من الأُمور الحياتيّة التي يسيرُ فِيها الإنسان، لهذا في مقالنا سوف نطرح لكُم بحث عن هدي النبي في مأكله ومشربه فيه الكثير من الفائدة التي تعود على الإنسان في حياته.

هدي النبي في ماكله ومشربه

وردَ في سنة نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم العديد من الآثار التي يجبُ أن نسيرَ عليها في المأكل والمشرب، لهذا نتطرّق لهدي سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم في الشراب والطعام لكونِه لا ينطِقُ عَن الهوى إنْ هُو إلّا وحيٌ يُوحى، فلقد وضَع رسولنا الكريم قواعد وسُنن وآداب للإنسان المسلم في أكله وشُربه، حيثُ يَقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًا من بطن، بحسب ابن آدم لُقيماتٍ يُقمن صلبه، فإن كان لا بُدّ فاعلًا، فثُلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه، فالحديث الشريف يبين أنّ عَلى المُسلم أن يجعل ثلث معدته للطعام والثلث الاخر للشراب والثلث الاخير للنفس حتى يكون ذلك لحسن للنفس والجسم وحَركته .

فالبطن يمتلى بشتى الاطعمة لهذا هو مدعاة للامراض التي تصيب الانسان والمعدة والجسم كالسمنة وغيرها من الامراض، فقد كَان النبي صلى الله عليه وسلم يقتصر اكله على التمر واللبن والماء، حتي سيدتنا عائشة ام المؤمنين كانت تروي أنّه قد تمر ايام وايام لا توقد نارًا في بيت رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن هديه كذلك صلى الله عليه وسلم أنّه كان يأمُر أهله و اصحابه بغسل اليدين قبل الأكل و بعده و نبّه على ذلك في حديثه حيث قال: من نام وفي يده ريح غمر وأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه .ريح غمر يعني رائحة الأكل و هذا القول دال على بقية طعام بيده من دهون و شحوم و غيرها و هذا مما يجلب الحيوانات و الأمراض مما يصيب صاحبها بالويلات.

ونهى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عن الاكل متكئا حيث قال : لا اكل متكئاً ، كما نهي عن الأكل مستلقيا و هذا من هديه صلى الله عليه و سلمّ و علمه بأنّ ذلك مضر بالانسان، كما نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن النفخ و التنفس في الماء حين شربه حيث نهى عن ذلك و قال : ( إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء )، كما نبّه النبي صلى الله عنه عن الشرب قائما حيث قال: ( لا يشربن أحدكم قائماً ).

فمن الاعجاز العلمي للحديث النبوي ثبت علميا ان الشرب جلوسا افضل من الشرب قائما وقد قال الدكتور عبد الرزاق الكيلاني في دراسة تم اعدادها ان الشرب قائما يصيب المعدة باسترخاء دائم يعطل الهضم فيها بصورة طبيعية و يصيبها بالعسر.

كما أمر صلوات الله عليه و سلّم بتغطية الطعام بعد الفارغ منه لحمايته من أن يتلف أو يسقط فيه من الحشرات أو غيرها مما يؤدي إلى الضرر بالإنسان حيث قال: أطفئوا المصابيح إذا رقدتم وغلقوا الأبواب وأوكوا الأسقية وخمروا الطعام و الشراب ” رواه البخاري (أوكوا الأسقية :شدوا فم القرب ،وخمروا الطعام أي غطوه )، هذا فيض من غيض من هدي النبي صلى الله عليه و سلم في مأكله و مشربه.