من أجمَل المناظر الطبيعيّة التي لها سِحرُها الخاص هي مَنظر الغروب عند تلاقي أول أطراف الشمس مع البَحر في الأُفق، فقد تغنّى شاعرنا اليوم بقصيدة في وصف الغروب تصِفُ الغروب كما يراه الشُعراء في مخيلاتهم فينقلون لنا المَشهد البديع الذي يرونه بأعيُنهم من خلال كتاباتهم الرائعة التِي تَبقى على الدوام تُتحفنى ببلاغة عباراتها الجميلة.
كثيرة هي القصائد التي تصِفُ الغروب الذي طالما كان مُلهمًا للكُتّاب والشعراء والأدباء، وسنستعرض من خلال هذا فهرس أجمَل القصائد التي تصف الغروب والتي عبّر فيها الشاعر عن كل ما يكتنف الغروب من مشاعر جميلة، إليكم قصيدة في وصف الغروب لتستمتعو بقراءتها.
قصيدة وصف الغروب
ليسَ الغروب ما نتحدّث عَنه فقط، بل نصل كي نتلاقي بين البَحر والشمس الذي يتكرّر في مشهَد يكونُ هُو الأول عِند كل غروب دون كلل أو ملل.
كم اعشقكـــ يا بحر….
واعشق طيور مهاجرات ……
بين غيوم ..ليلكية…..
ترفرف للهفة اللقـــــاء..
تنظر خلفها …
وكانها تغازل المســـاء ….
فإرتأت شمس الاصيـــل…
لبيان شطانها …
وعناقها قبل الرحيــــل ..
قبل عتمة الليل..
وسهوة اللقالق فوق النخيل…
وزوج من الخيــــول…..
تحيك ضوء الشمس بذيولها..
تشاطره الهوى ..
راقصــــــــة اوهبت …
متعة لخيّالها..
وامواج عزفت …. فنزفت..
قيثــــارات الــــــوان……
تمايــــــلت فالقت ..
قطرات ومـــــدّات ..
ترسم على الشطان ..
موناليزا الشرق..
الله .. يا اللــــــه …….
كم اعشقكــــ يا بحر…
برذاذ موجك العائـــــد ..
مقلما ضفائر ..ضــــــوء الشمس..
وما اروع ضوء الشمس…وضفــــائرها..
لونها البرتقالي ..الساحر..
والاصفر المنســــــــاب ..
واصيــــــلها الخمري ..
الله ..الله..مـــــلائكة بالـــــوانها ..
فجاة يلوح في الافق ..
بحـــــــــــــار مهللا ..
راجيا نعمة اللــــــه مهرولا..
يمتزج باللوحة الزيتية ..
يغني طربــــــا ..
عازفا علـــــــــــــــــى ..
اوتــــار شباكه ..
تحاوره النوارس ..
فيرقص مرتجلا ….
الله يا اللـــــــــــــه ..
كم اعشقكــــ ..يا بحر..
واعشق طيور مهاجراتــ ..
بين الغيوم الليلكية …
ترفرف لبهجة اللقــــــاء..
تنظر خلفها ..
بابتســـــامة حزينة ..
فيها شيئ..من السراب..
مودعة …..البــــــحر..
والشطـــــآن …والسحر..
وكأّن بريق عينيها يناديــــــــــ ..
اللــــه ..اللـــــه اللـــــــــه ……..
كم ….. اعشقكـــــ ….. يــــــا بحر …
اجمل قصائد وصف الغروب
من أجمل القصائد في وصف الغروب التي تعبر عن مشهد الغروب بينما تعانق الشمس مع الأفق لتسحر العيون وتأسرها فتجبرهم على مدحها بأجمل الأشعار.
- موج البحر عانق الغروب
في غروب الشمس والمنظر جميل
شفت موج البحر عانق هالغروب
وكل عاشق صوب محبوبه يميل
وانتشت بالفرح نبضات القلوب
إلا قلبي يا بحر مرسوم ويل
ذاب وحده والفرح عنه هروب
لي محب ٍ يا هوى دايم بخيل
كم تمنيته معي يضوي الدروب
ناح قلبي م آلم كنه قتيل
وانتفض هالبحر من دمعي السكوب
قلت أنا يا بحر لو همي تشيل
تخفي الأحزان أو تدفن ذنوب
ردت الأمواج حاشا مستحيل
ما وسع همك شمال ٍ أو جنوب
يالوله والشوق يالقلب العليل
كل بحر الحب في صدرك يذوب
وفى غروب الشمس والمنظر جميل
من دموعي ارتوى البحر الصبوب
- ما سألت الشمس عن وقت الغروب
دامها وان جاملتني غايبه
الوصل لو نبتعد وصل القلوب
ما نسيتك لو ظنوني خايبه
دمعةٍ في خافقي عيّت تذوب
من عذاب البعد عاشت هايبه
الوداع يبكّي أحجار الدروب
وصف الغروب معروف الرصافي
من أجمل القصائد التي نظَمها الشاعر والكاتب معروف الرصافي، حيثُ تصِف الغروب بعبارات غاية فِي الروعة والجمال، كما عُرف معروف الرصافي بأشعاره وكتاباته التي جابة العالم أجمع.
نزلت تجر إلى الغروب ذيولا | صفراءُ تشبه عاشقا مَبتولا |
تهتز بين يد المغيب كأنها | صب تململ في الفراش عليلا |
ضحكت مشارقها بوجهك بكرة | وبكت مغاربها الدماء اصيلا |
مذحان في نصف النهار دلوكها | هبطت تزيد على النزول نزولا |
قد غادرت كبد السماء منيرة | تدنو قليلا للافول قليلا |
حتى دنت نحو المغيب ووجهها | كالورس حال به الضياء حيولا |
وغدت باقصى الافق مثل عرارة | عطِشت فأبدت صفرة وذبولا |
غَرَبت فأبقت الشُّواظَ عَقيبها | شفقا بحاشية السماء طويلا |
شفق يروع القلب شاحب لونه | كالسيف ضمخ بالدما مسلولا |
يحكى دم المظلوم ما زَجَ أدمعاً | هملت به عين اليتيم همولا |
رقت اعاليه واسفله الذى | في الأفق أشبِعُ عُصفراً محلولا |
شفق كأن الشمس قد رفعت به | ردنا بذوب ضيائها مبلولا |
كالخود ظلت يوم ودّع إلفها | ترنو وترفع خَلفه المِنديلا |
حتى توارت بالحجاب وغادرت | وجه البسيطة كاسفاً مخذولا |
فكأنها رجل تخرم عزه | قرع الخطوب له فعاد ذليلا |
وانحط من غُرف النباهة صاغراً | وأقام في غار الهوان خمولا |
لم انس قرب الاعظمية موقفي | والشمس دانية تريد افولا |
وعن اليمين أرى مُروج مَزارع | وعن الشمال حدائقا ونخيلا |
وتروع قلبي للدوالي نعرة | في البين يحسبها الحزين عويلا |
ووراء ذاك الزرع راعي ثلة | رجعت تؤم الى المراح قفولا |
وهناك دون برذونتين قد اثنى | بهما العشيَّ من الكراب نحيلا |
وبمنتهى نظري دخان صاعد | يعلو كثيرا تارة وقليلا |
مد الفروع الى السماء ولم يزل | بالارض متصلا يمد اصولا |
وتراكبت في الجوِّ سُود طباقه | تحكي تلولا قد حملن تلولا |
فوقفتُ أرسل في المحيط المدَى | نظرا كما نظر السقيم كليلا |
والشمس قد غربت ولما ودعت | ابكت حزونا بعدها وسهولا |
غابت فأوحشتِ الفضاء بكدرة | سقِم الضياء بها فزاد نحولا |
حتى قضت رُوح الضياء ولم يكن | غير الظلام هناك عزرائيلا |
وأتى الظلامُ دُجنة فدجنة | يُرخي سدولاً جمة فسدولا |
ليل بغيهبه الشخوصُ تلفعت | فظَلِلت أحسِب كل شخص غولا |
ثم انثنيت اخوض غمر ظلامه | وتخِذت نجم القطب فيه دليلا |
إن كان أوحشني الدجى فنجومه | بعثت لتؤنسني الضياءَ رسولا |
سبحان من جعل العوالم أنجما | يسبحن عرضا في الاثير وطولا |
كم قد تصادمتِ العقول بشأنها | وسعت لتكشف سرها المجهولا |
لا تحتقر صِغر النجوم فإنما | ارقى الكواكب ما استبان ضئيلا |
دارت قديما في الفضاء رحى القوى | فغدا الاثير دقيقها المنخولا |
فاقرأ كتاب الكون تلق بمتنه | آيات ربك فصلت تفصيلا |
ودع الظنون فلا وربك انها | لم تغن من علم اليقين فتيلا |