دخل المسلمون في الإسلام أفواجًا لما يحمل الإسلام من رايات الحق ودعوةً مِن الله سبحانه جل في عُلاه إلى عبادَته الواحد القهّار، لكن فِي بادِء الأمر دخل الناس في الإسلام خلسَةً وفُرادى، لذا سنتعرف هنا على أول من دخل من الموالي في الإسلام وآمن بنُبوّة نبي الله محمد صلّى الله عليه وسلم، وسنعرِف ما هي قصة من أسلَم من الموالي.
كما أنّنا سنتحدث عمّا تعنيه كلمة موالي لمَن كان يجهلُها، وسيكون حديثنا مُقتضبًا على أول من دَخل في الإسلام وهَل آمنوا بنبوّة سيد الخلق مباشرة أم أنّهم أنكروا عليه نبوّته في بادئ الأمر، وسنذكر الكثير من الأمور التي تتعلق بالإسلام والمُسلمين وعن سيد الخلق محمد صلّى الله عليه وسلم ولن ننسَى التعريف بأول من أسلم من الموالي.
اسلام الموالي
كان “زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي” رضي الله عنه هُو أول من أسلم من الموالي وقد آمن بنبوّة سيده محمد صلّى الله عليه وسلّم، وكَان قد أُسِر فِي الجاهلية، فاشتراه حكيم بن حزام ثُمّ وهبه لعمّته “خديجة بنت خويلد” التي وهبته للرّسول صلى الله عليه وأله وسلم، وعندما علم أبوه حارثة بالأمر جاء إلى الرَّسول لفِداء ابنه؛ فما كان من نبيّ الإنسانيّة إلا أن دعا زيدًا وخيّره ما بين البقاء أو الذّهاب مع أبيه؛ فاختار البقاء مع الرَّسول، ممّا حدا بالرَّسول إلى أنْ يُعلن على الملأ من قوم قريش أنّ زيدًا ابنه بالتَّبني وارثًا موروثًا وكان ذلك قبل النُّبوة؛ فأصبح يُدعى زيد بن محمد بن عبد المطلب حتى جاء الإسلام؛ فأبطل التَّبني وعاد يُدعى زيد بن حارثة، وعندما عرض الرَّسول الإسلام على مولاه زيد آمن على الفور.
من هو زيد بن حارثة
- يذكُر التاريخ لزيد، أنّه قد سُبي في الجاهلية، فطوّحت به الأقدار بعيدا عن أهله ليصبح في كنف النبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه.
- وأن أباه وعمه وإخوته أرادوا فداءه، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم على أبيه وعمه وإخوته، فارتبط مصيره بالإسلام والمسلمين.
- وأنه كان أول مَنْ أسلم، أو من أول مَنْ أسلم، فكان أول من أسلم من الموالي بدون خلاف.
- وقد رافق النبي صلى الله عليه وسلم إلى مدينة الطائف لدعوة بني ثقيف إلى الإسلام ، فشهد أقسى ما لاقاه النبي صلى الله عليه وسلم من ثقيف في رحلته الصعبة الشاقة.
- هاجر إلى المدينة المنورة، وحمل معه قسما من بنات النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته.
- شهد بدرًا وأحُدًا والخندق وغيرها من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبلى فيها أعظم البلاء.
- تولى قيادة تسع سرايا من سرايا النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أكثر قادة النبي صلى الله عليه وسلم في قيادة سراياه.
- هو الوحيد الذي ذكر بالاسم من بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبيين والمرسلين في القرآن الكريم.
- وقد كان حِب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا حِبِّه أسامة بن زيد الكلبي.
- و توج حياته الحافلة بالجهاد المتواصل بالشّهادة، فضحى بنفسه فداءً لعقيدته، ولم يُضَح بعقيدته فداءً لنفسه.