سيطَرت الدولة العثمانية على الوطن العربي لبُرهةٍ من الزمن ليست بالقليلة، لكن حالها كحَال باقي الدول التي سقطت، وحول اسباب سقوط الدولة العثمانية الكثير من الحيثيات التي سنأتي على ذكرها بالتفصيل، حيثُ إتّساع المساحة الجغرافية الشاسعة التي كانت تُسيطر عليها وطول فَترة الحكم التي تسبّبت في الكثير من المشاكل، حيث إنتشَار الفسَاد والمحسُوبيّات وغيرها من الأمور التي أدّت إلى إنتفَاض المواطنين مُطالبين باستعادة خيراتَهم المنهُوبة.

كما وكانت تُسيطر الدولة العثمانيّة على الشعوب العربية باستخدام هيمَنة الإمام أو الشيخ الذي كان يُمثّل القيادة التركية في كُل ركن وزاوية، حيثُ كَان يستغل الدين لأغراضه الخاصة والكثير من الأُمور التي سنتعرف عليها الآن لنتعرف على اسباب سقوط الدولة العثمانية.

اسباب سقوط العثمانين

  • ظلم الأتراك للعرب وإتّباع سياسة التترِيك أي إحلَال اللغة التركية بدلًا من العربية وتفضيل الأتراك على العرب في جميع المُعاملات ومحاربة اللغة العربية.
  • ابتعاد الأتراك عن الدّين الإسلامي، من خلال القصور التس تُبني للسلاطين في تركيا والجزيرة منسية تعيش في جهل لامدارس ولا مستشفيات.
  • مُطالبة العرب بمكانةٍ أفضل في المناطق العربية والتمتّع بمزيد من الحريات اللامركزية والاستقلال الذاتي.
  • قيام جمال باشا بشنقِ زُعماء الحركة العربية ومفكّريها بحجة الخِيانة العظمى وكان قائدًا للجيش الرابع وحاكمًا عامًّا لسوريا، وهنالك من يَرى أنّ جمال باشا نفسه كان يتآمَر على الدولة والعثمانية، فقد حاول توسيط الأرمن لدَى روسيا سراً كي يضمنوا له أن يبقى حاكما على سوريا ولبنان العراق وكردستان مدى الحياة هو وذريته من بعده مقابل قضائه على الدولة العثمانية على أن يزوده الحلفاء بالغذاء والسلاح، لذا سارع بالتخلص بكل من يعرف هذا السر.
  • لقد ظهرت في الدولة العثمانية في آواخر عهدها حركات قومية عديدة من أبرزها حركة تركيا الفتاة التي نشأت سنة 1889م بهدف العمل بالدستور المعلق منذ عام 1876م وهو دستور مدحت باشا، وانتشرت هذه الحركة داخل الدولة العثمانية وخارجها وأصدرت لها صحفًا من أبرزها صحيفة الميزان التي كانت تصدر بالقاهرة.
  • ومن أبرز هذه الأحداث التي ظهرت في ذلك الوقت أيضًا ظهور النزعة القومية في البلاد العثمانية أو ما كان يُسمّى بالحركة الطورانية في تركيا التي أدّت في نهاية الأمر الى الغاء الخلافة الاسلامية ونزع الدين من حياة الدولة العثمانية ثُمّ سقوط الدولة العثمانية بكاملها وإنشاء تركيا الحديثة.
  • وفي عام 1890م ظهر أول حزب سياسِي سرّي في الدولة العثمانية باسم حزب الاتحاد والترقي يهدف الى معارضة السلطان عبد الحميد الثاني، وعندما اكتشفه السلطان نفى الكثير من أعضائه، ونتيجة لذلك تأسس في باريس تجمع قومي تركي جديد مكون من أعضاء الاتحاد والترقي باسم مؤتمر الأحرار سنة 1902م، مما عزز حركة الاتحاد والترقي داخل الدولة العثمانية.
  • تولت هذه الحركة الحكم في تركيا في عام 1908م، وتنازل السلطان عبد الحميد عن الخلافة في عام 1909 بسبب ضغوط الحركة وتغلغلها في أوصال الدولة والمجتمع.
  • فالطورانية حركة قومية تركية معروفة ظهرت لإلغاء دولة الخلافة الإسلامية وإنشاء فهرسية التركية الحديثة.
  • ولقد عُرف القرن التاسع عشر الميلادي عند المؤرخين بأنه قرن القوميات والحركات القومية والتي انطلقت في أوروبا وامتدت الى الدولة العثمانية لتظهر الحركة الطورانية فيها، وعندما وصل أعضاء حركة تركيا الفتاة الى السلطة قاموا بالشروع في سياسة التتريك بشكل ملفت للنظر.
  • وأدى هذا النشاط القومِي إلى إضعاف الدولة العثمانية واسقاط الخلافة الاسلامية من جهة، والى تهيئة الارضية لنشوء حركات قومية في الدول العربية من جهة أخرى.
  • وبوصول الاتحاديين الى السيطرة على الحُكم في الدولة العثمانية بدأ الخلاف يزداد بين العرب والاتراك خاصة وأن المظاهر القومية في تركيا أخذت تسيطر وتزرع بذور الخلاف مع العناصر الاسلامية الأخرى التي كانت فيما مضى تحت ولاية الدولة العثمانية.
  • لذا لم يكن للدولة السعودية أو للثورة العربية الكبرى التي أعلنها الشريف الحسين بن علي أي دور في انهاء الخلافة الاسلامية، وإنّما ظهرت الثورة العربية الكبرى كنتيجة مباشرة لسياسة التتريك وسيطرة القومية التركية وجاءت بعد سقوط الخلافة الاسلامية.

تسلسل سقوط الدولة العثمانية

هذا سَردٌ إلى أحداث سُقوط الدولة العثمانية بالتوارِيخ والأحداث البارِزة والمُهمّة التي كانت سببًا رئيسيًا في سقوط الدولة العُثمانية.

  • عام 1908 كان انقلاب الضباط الاتراك على الحكم وعام 1909 تنازل السلطان عبدالحميد لهم عن الخلافة.
  • وفي عام 1916 قامت الثورة العربية الكبرى.
  • أي أن الثورة العربية قامت بعد انتهاء الخلافة الاسلامية بسبع سنوات.
  • بروز سياسة التتريك والتي تنص على إهدار حقوق العرب واستعبادهم.
  • تفوق العنصر التركي على العنصر العربي.
  • الأتراك لهم الحق وحدهم في تقلد المناصب السياسية والإدارية.
  • اعتبار الولايات العربية ممتلكات للأتراك.
  • استعمال اللغة التركية كلغة رسمية في القضاء و الإدارة.
  • وهذا طبعا غير عمليات الاعدام التي كان يقوم بها الحكام الاتراك ظلما للمفكرين والمناضلين العرب بالاضافة الى دخول تركيا الحرب العالمية الاولى عام 1914 الى جانب ألمانيا وارسالها للعديد من الشباب العرب الى الجبهة ليلقوا مصيرهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
  • بريطانيا العظمى، أكبر دولة استعمارية في ذلك الوقت والتي كانت مُحتلة لمصر واجزاء من الخليج العربي، كانت الى جانب العرب في ثورتهم، ووعدت الشريف الحسين بن علي بأنها ستعترف باستقلال العرب وانها ستساعد على اقامة الدولة العربية الاسلامية وعلى رأسها الشريف الحسين بن علي خليفة للمسلمين مقابل وقوف العرب الى جانب الحلفاء في الحرب العالمية وبالطبع عدو عدوي هو صديقي.
  • ثم أنّ الثورة العربية الكبرى لم تكن عملًا فرديًا إنّما كانت نتاج أولئك القوميين العرب الشرفاء من سوريا ولبنان ومصر والعراق وفلسطين وبقية أنحاء العالم العربي.
  • الجزيرة العربية أرض العرب ونحن أبناء النبي إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام أبناء هذه الأرض.
  • الإنجليز ساعدُوا الشريف حسين على إقامة الأردن وتنصِيب ابنه ملك على العراق وتنصِيب شاه إيران رضًا على إيران وفرت الحماية لدول الخليج ومنها الكويت مع الشيخ مبارك.

سقوط الدولة العثمانية ونحصارها

العوامل الداخلية

ضعف السلاطين المتأخرين.

عدم قيادتهم للجيش.
عدم ترأسهم جلسات الديوان.
ضعف قدرتهم على الإدارة.
انشغالهم بأمورهم الخاصة.
انحدار الإنكشارية.
أهملوا تدريباتهم قل ارتباطهم بثكناتهم ممّا أدى إلى ضعف قدراتهم القتالية والحربية.
سوء نظام جباية الضرائب.

العوامل الخارجية

الامتيازات الأجنبية لبعض الدول الأوروبية أدى إلى التدخل في شؤون الدولة.
الأطماع الاستعمارية الأوروبية في ممتلكات الدولة العثمانية.
ظهور روسيا القيصرية كقوة تسعى على حساب الدولة العثمانية، وتحريض شعوب البلقان للثورة ضدها.
الهزائم التي ألحقتها الجيوش الأوروبية بالجيش العثماني بسبب:
اختراع الأوروبيين اسلحة جديدة واندماجها في الثورة الصناعية كثيرًا.
تفوق اساليبهم القتالية وضعف الجيش الإنكشاري.