جهود المملكة في تحلية مياه البحر، تبذُل المملكة العربية السعودية مجهودًا كبيرًا في تحليه المياه، فقد أخصّها الله سبحانه وتعالي بثروات طبيعية من أهمها النفط، وهُو العامل الرئيسي والأهمّ الذي يُساهم في تزايد كيان المملكة العربية السعودية بين الدول الأخرى.
تَحظى المملكة بنسبة مِياه كبيرة ولكن نسبة المُلوحة مرتفعة جدًا، ولا يُمكن للإنسان ان يتناولها، فتجري الهيئة الخاصة بالمياه بكل جهد على تحليتها وتنقيتها لتصبح صالحة للشرب، ويشار اي ان المملكة العربية السعودية تصدر المياة المُحلّاة الي العديد من البلدان العربية والاوروبية، لتزايد نسبة الفائض من المياة المحلاه بها.
ما هي جهود المملكة في تحلية مياه البحر
ارتفع انتاج المملكة العربية السعودية من المياه المُحلّاة الى قرابه 1103 ملايين متر مكعب لتجري المياه متدفقة عبر أنابيب متجه إلى المدن والمراكز بمختلف مناطق المملكة عبر الصحاري لينعم أبناء الوطن بمصدر دائم ومستقر من المياه العذبة الصالحة للاستعمال دون مشقة أو عناء يشرف على إنتاجها المؤسسة العامة لتحلية المياه فيما تجاوز إجمالي الطاقة الكهربائية المصدرة من محطات المؤسسة للجهات المستفيدة أكثر من 20 مليون ميجاوات ساعة، وأنفقت حكومة المملكة العربية السعودية على مشاريع المؤسسة العامة لتحلية المياه حتى نهاية العام المالي 1428 / 1429 هـ أكثر من / 65 مليار / ريال فيما بلغ ما أنفق على تشغيل وصيانة محطات التحلية ومرافقها نحو / 29.463 / مليار ريال.
وتُعرف المملكة باهتمامها بتحلية المياه منذ أكثر من 80 عامًا، وذلك من خلال عملية التكثيف لتقطير مياه البحر التي كانت تعرف باسم الكنداسة، وكان ذلك عام 1348هـ الموافق 1928م حين أمر موحد هذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ، بإنشاء وحدتي تكثيف لتقطير مياه البحر باسم الكنداسة، لإمداد مدينة جدة بالمزيد من مياه الشرب، ثم أنشئت المراحل الأولى للتحلية في كل من محافظتي الوجه وضباء الواقعتين على ساحل البحر الأحمر في العام 1389هـ بطاقة إنتاجية بلغت 60 ألف جالون ماء يومياً لكل محطة ثم تلتها عام 1390هـ محطة التحلية في جدة المرحلة الأولى بطاقة إنتاجية قدرها خمسة ملايين جالون ماء يومياً وخمسون ميجاوات كهرباء.
وتعمل المملكة على تواصل التوسع والتطور في صناعة تحلية المياه المالحة، وذلك بعد صدور المرسوم الملكي الذي ينص على إنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، بصفتها مؤسسة عامة مستقلة لتباشر اعمالها بإنشاء محطات أحادية الغرض لإنتاج المياه المحلاة فقط أو ثنائية الغرض لإنتاج الماء والكهرباء، وتابعت المؤسسة تطورها حتى تضاعف الإنتاج من الماء إلى أكثر من مائة مرة ومن الكهرباء أكثر من ثمانين مرة خلال ثلاثة عقود ونصف عقد من الزمن، وركزت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على تحلية مياه البحر المالحة وأنفقت الدولة مليارات الريالات لإقامة 30 محطة تحلية على البحر الأحمر والخليج العربي وذلك نظرا لطبيعة المملكة الصحراوية وشح المياه بها.
ومن أهمّ وأضخم المَحطّات لتحلِية المياة المُحلّاة هي محطة الجبيل، وهِي من أضخم واكبر محطات المياه في العالم ومجمع محطات جدة ومحطة مكة المكرمة، الطائف ومحطة المدينة المنورة، ينبع ومحطة الشقيق ومحطة الخبر، وجاء في تقرير صادر عن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للعام 2008 م أن المؤسسة قامت بتنفيذ 14 نظاماً لنقل المياه المحلاة عبر شبكة كبيرة من خطوط الأنابيب يبلغ مجموع أطوالها حوالي 4157 كيلو مترا بأقطار تتراوح ما بين 200 إلى 2000 ملم، وأقامت المؤسسة على طول تلك الخطوط 29 محطة لضخ المياه إلى خزانات التحلية البالغ عددها 168 خزانا تصل سعتها الاستيعابية إلى نحو 9.5 ملايين متر مكعب لضمان استمرارية تدفق المياه عبر الأنابيب بمعدلات ثابتة مهما كان طول الخط أو ارتفاع المناطق التي يمر بها عن سطح البحر.
بينما صدرت في عام 2009 موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على انشاء مشروع موحد لتحلية المياه وإنتاج الطاقة الكهربائية بطاقة مقدارها 550 ألف متر مكعب من المياه و1700 ميجاوات من الكهرباء لتلبية الاحتياجات المستقبلية للمدينة المنورة وبعض مدن ومراكز المنطقة ولمقابلة احتياجات شركتي مرافق والشركة السعودية للكهرباء بتكلفة تقديرية للمشروع تبلغ أربعة عشر مليار ريال، وأوضح معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين أنه سيخصص من إنتاج هذا المشروع الكبير 400 ألف متر مكعب من المياه للمدينة المنورة و150 ألف متر مكعب من المياه وألف وسبعمائة ميجاوات من الكهرباء لشركتي مرافق والشركة السعودية للكهرباء.
ورعى خادم الحرمين الشريفين عام 2003 حفل افتتاح المرحلة الثانية لمشروعي محطة تحلية المياه المالحة والقوة الكهربائية بالشعيبة ونظام نقل المياه المحلاة إلى مكة المكرمة وجدة والطائف، كما رعى حفظه الله في الخامس عشر من شهر ذي القعدة 2004 حفل افتتاح مشروع نقل المياه المحلاة من محطة التحلية وتوليد الطاقة بالخبر إلى محافظتي الأحساء وبقيق بما قرابته تسعين ألف متر مكعب من مياه البحر المحلاة وبتكلفة بلغت 578 مليون ريال، وفي الثامن عشر من شهر ذي الحجة عام 2006 صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على زيادة إنتاج المياه المحلاة من محطة التحلية بالشعيبة / المرحلة الثالثة / بمقدار 150 ألف متر مكعب يومياً لتغطية الحاجة المتنامية للمياه في محافظة جدة.
ويشار إلي أنّ مِيزانيه المؤسسة العامّة لتحلية المياه المالِحة للسنة المالية 2010 بلغت أكثر من مليارات ريال ونسبة زيادة بلغت 44% عن العام الماضي استثمرتها المؤسسة في ما يحقق مستوى عال من الأداء خاصة في برامج تشغيل وصيانة المحطات وأنظمة نقل المياه ومواصلة برامج المؤسسة في إعادة إعمار محطات التحلية وإنتاج الطاقة الكهربائية واستكمال بعض المشاريع خلال السنوات القليلة القادمة، وتم في ميزانية العام الحالي 2010 اعتماد أربعة مشاريع هي محطة تحلية رأس الزور ومحطة تحلية بينبع المرحلة الثالثة وخط أنابيب رأس الزور الرياض وخط أنابيب رأس الزور حفر الباطن والنعيرية وخط أنابيب ينبع المدينة المرحلة الثالثة وتقدر تكليف هذه المشاريع بما يتجاوز 40 مليار ريال.
وترجع بعض من المصادر في المُؤسّسة العامة لتحلِية المياه المالحة أن يكُون الاحتياج من مياه الشرب المنتج من محطات التحلية سته ملايين متر مكعب من المياه يوميًا في عام 2026، وستصِل تكاليف إنشاء مَحطّات التحلية لتغطية هذا الاحتياج مع خطوط النقل اللازمة للسنوات القادمة قرابة سبعين مليار ريال، وفيما يتصل بمشاركة القطاع الخاص في مشروعات التحلية أشار التقرير إلى أن العمل يجري حاليًا على تنفيذ عدد من مشروعات الإنتاج المزدوج التي وافق عليها المجلس الاقتصادي الأعلى وأتاح بموجبها الفرصة للقطاع الخاص المشاركة والاستثمار فيها وفق أسس ومعايير محددة بواقع 66 % للمستثمر و32 % لصندوق الاستثمارات العامة و8 % للشركة السعودية للكهرباء.