من أسباب نزول سورة الحجرات هو سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلّم، وسنذكر لكُم هنا سبب نزول سورة الحجرات بالتفصيل مع بيان سبب نزول بعض الأيات التي اختصّ نزولها ببعض الأحداث البارزة في سورة الحجرات، وللعلم فإنّها من السور المدنية.
سنتحدث عن جميع الأحداث التي كانت سبَب في نُزول هذه السورة، وسبب تسميتها بهذا الإسم الذي يرمُز إلى “الحجرات” التي كانت تَعيشُ فِيها زوجات النبي صلّى الله عليه وسلم، نترككم هنا مع ما وجدناه في أدق وأشهر كتب التفسير حول سبب نزول سورة الحجرات.
سبب تسمية سورة الحجرات
سنَأتي على ذكر سبب تسمية سورة الحجرات بهذا الاسم والذي يُنسب إلى الحجرات التي كانت تسكُنها أمهات المؤمنين رضي الله عنهُنّ، وذلك لحديث السورة عن حرمات بيوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
هي سورة مدنية نَزلت في العام التاسِع للهجرة، نزلت بعد سورة المجادلة، وهي من المثاني، وترتيبُها في المصحف التاسعة والأربعون، وعدد أياتها ثماني عشرة أية.
سبب نزول سورة الحجرات
سبب نزول سورة الحجرات كامل كما ورد في كتب التفسير مع سبب نزول بعض آياتها التي نزلزت لتوضح أمر مُعيّن أو لتأكيد أمرٍ مَا كان يجهله المسلمون، وقد جاء عن علماء المسلمين أمثال البخاري وغيره عن عبد الله بن الزُّبير قال: “قدم ركبٌ من بني تميم على النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فقال أبو بكرٍ -رضي الله عنه-: أمِّر القعقاع بن معبد، فقال عمر -رضي الله عنه-: بل أمّر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكرٍ: ما أردت إلا خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما”؛ فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه السُّورة.
- سبب نزول الية الثالثة قوله تعالى: “إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَٰتَهُمْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمْتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ”. تآلى أبو بكرٍ -رضي الله عنه- أن لا يُكلِّم الرَّسول إلا كأخي السرار، فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية.
- سبب نزل الية الرابعة “إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ”. أتت جماعةٌ إلى الرسَّول -صلى الله عليه وسلَّم- فصاروا ينادونه باسمه وهو في حجرته قائلين: يا محمد يا محمد، فكانت هذه الحادثة سبباً في نزول هذه الآية.
- سبب نزول الاية السادسة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”. نزلت هذه الآية في وليد بن عقبة بن أبي مُعيط؛ حيث بعثه الرَّسول إلى بني المصطلق مصدقاً، وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية، فلمَّا سمع القوم خبر قدومه تلقُّوه تعظيماً لله تعالى ولرسوله، فحدَّثه الشيطان أنهم يريدون قتله، فرجع وليد بن عقبة للنبيُّ وأخبره بأنّ بني المصطلق قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتله، فغضب الرَّسول لذلك، وهمَّ أن يغزوهم، ولمَّا بلغ خبر رجوع وليد بن عقبة لبني المصطلق جاؤوا للرَّسول وأخبروه أنهم سمعوا بقدوم رسوله، فخرجوا ليستقبلوه ويكرموه، فبدا لهم أنَّه رجع، فخشيوا أن يكون رجع بأمرٍ منه أو لغضبٍ غضبه عليهم، فأنزل الله وقتها هذه الآية.
سورة الحجرات كاملة
سورة الحديد كاملة بالتشكِيل كَما كُتبت في المصحف الشريف برواية ورش عن نافع.
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8) وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)