الطلاب في المدارس لا يزالُون يخلطُون في العديد من الأمور الدينيّة التي يدرسُونها وذلك لأسباب مُتعدّدة، ونجد أنّ سُؤال ما الفرق بين السهو في الصلاة والسهو عن الصلاة حاضر في العديد من الاهتمامات التي يَقتضي على الأستاذ والمُدرّس تقديمها للطلاب والطالبات في المراحل الأساسية من التعليم، ومِمّا لا شك فيه أنّ الفرق بين هذين الأمرين لابُدّ من التفريق بينهما في وقتٍ مُبكّر ليتسطيع الطالب والطالبة فهُم هذه القضية، ومِن إحداثيات الأسئلة تلك التي تشمَل على إجابة سؤال “ما الفرق بين السهو في الصلاة والسهو عن الصلاة” الواضح فيما يلي.

السهو في الصلاة والسهو عن الصلاة

القارئ لهذه العِبارة السابقة يظُنّ أنّ التشابُه قائم، ولكن ليسَ هُناك أي تُشابه على الإطلاق، فمَا بَين السهو عن الصلاة قضية والسهو في الصلاة قضية أخرى، حيثُ السهو عن الصلاة يُقصَد بالسهو عن الصلاة أي عدم إقامة الصلاة، وقد قال الله تعالى في كتابة عن من يتركون الصلاة في سورة الماعون (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) وقد وضّح الله أنّ الصلاة هي الوسيلة التي تنهى العباد عن الفحشاء والمنكر، لذلك فمن ضيّع الصلاة فقد ضيّع أخلاق الإنسان، وكان من الصعب عليه تجنّب كل الأفعال التي نهى الله عنها، كما أن الله قد وضّح أنّ من ترك الصلاة فقد كذب القرآن الكريم، لكونه لم يتّبع القرآن الكريم عندما جاء فيه أنّ الصلاة تجب على كل مسلم ومسلمة، فبالصلاة يعرف المسلم إسلامه حقاً، والسهو عنها سهو عن الطريق الصحيح، وسهو عن الحق، وعلى من ضيّع صلاته ألا ينتظر التوفيق من الله في حياته، ولا ينتظر البركة في عمله وعمره، فبالصلاة نحيا ونسعد وترتاح قلوبنا.

اما السهو في الصلاة فهو أمر يحدث كثيراً، وقد لا يوجد من ينجو من السهو في صلاته، وهنا يقصد بالسهو في الصلاة أي الخشوع، فإنّ الخشوع في الصلاة يلزمه التركيز العالي حين قول كل كلمة في الصلاة من أول الصلاة إلى حين التسليم، والسهو في الصلاة له حكمه المختلف عن السهو عن الصلاة، فالمسلم هنا يحرص على أداء الصلاة، ولكن بسبب انشغال العقل بمختلف الأمور وإلهاء الشيطان له قد يفقد الشخص الخشوع والتركيز في الصلاة، وقد أجاز الله للمسلم أن يسجد سجود السهو قبل أن يسلّم في الصلاة ليجبر السهو والنقص الذي حدث في الصلاة، كما أنّ الله وجّهنا لأن ننفث في الجانب الأيسر ونستعيذ بالله من الشيطان وكيده عند الشعور بأنه يلهي عن الخشوع في الصلاة.

انواع السهو في الصلاة والسهو عن الصلاة

لعلّ الحديث عن أنواع السهو في الصلاة والسهو عن الصلاة سيكُون مُعمّق أكثر إذا كان مطروح من جانب الشرع وحديث هؤلاء الشيوخ والعلماء، وهُو ما نتعرّف عليه الآن حيثُ السهو الأول: السهو عن الصلاة، وهذا ذنب عظيم توعد الله تعالى عليه بالويل، قال عز وجل: (( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ))[الماعون:4-7].
والسهو عن الصلاة-كما قال المفسرون- قد يكُون بتأخيرها عن وقتها، وقد يكُون بتركها أحيانًا، وقد يكون بالتقصير والتفريط في طهورها،وركوعها، وسجودها، وخشوعها.
أما السهو في الصلاة فهو ما ذكرناه: أن يزِيد فيها ناسياً، أو ينقص ناسياً،أو يشك في عمل من أعمال الصلاة، وهذا حصل حتى للنبي صلى الله عليه وسلم، كما سوف يأتي في هذه الأحاديث، وكان حصوله من النبي صلى الله عليه وسلم رحمة بأمته؛ ليبين لهم أحكام سجود السهو،ويدلهم عليها بقوله وبفعله صلى الله عليه وسلم، كما ذكر الإمام ابن القيم .. وغيره.