لنذكر بأنّ سورة مريم من السور المكيّة التي أُنزِلت على سيّدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، ويبَلغ عَدد آيات سورة مريم 98 آيه، وهي تقع في الجزء السادس عشر من القرآن الكريم، وهي السورة الوحيدة التي سُمّيت باسم امرأة، ويذكر أنّ سورة مريم مكية ولكن الآيه 58 من مسورة مريم تُعدّ مدنية، ويذكر أيضًا أنّ سورة مريم ذكرت في آياتها بعض قصص الأنبياء، وهم سيدنا إبراهيم عليه السلام، وسيدنا عيسى عليه السلام، وسيدنا موسي علية السلام، وسيدنا اسماعيل عليه السلام، وسيدنا ادريس، وفي هذا فهرس سنطلعكم على اسماء الانبياء المذكورين في سورة مريم.
الانبياء الواردة اسمائهم في سورة مريم
لقد ورد في سورة مريم بعض من قصص وأسماء الأنبياء، كما وأن سورة مريم تُبرهن العديد من مُعجزات الله سبحانة وتعالي وهي من السور المكية، التي تتواجد في الجزء السادس عشر من القران الكريم، ويبلغ عدد آياتها 98 آيه، وسُمّيت سورة مريم بهذا الاسم لسيدتنا العذراء مريم أم عيسى المسيح، ومِن الأنبياء الذين تَمّ ذكرهم في سورة مريم، هم سيدنا ابراهيم عليه السلام، وسيدنا عيسى عليه السلام، وسيدنا موسي علية السلام، وسيدنا اسماعيل علية السلام، وسيدنا ادريس.
قصة سيدنا ابراهيم علية السلام
إنّ سيدنا إبراهيم من الأنبياء الذين تَمّ ذِكرهم في سورة مريم، وهي مِن القصص المشهورة في مجتمعنا الإسلامي وهي، عندما أصبح إسماعيل شابًا رأى سيّدنا إبراهيم في منامه أنّه يذبح ابنه، وبما أنّ رؤيا الأنبياء حقٌّ امتثل إلى أمر الله تعالى وذهب الى ابنه اسماعيل وعرض عليه الرؤيا فقال له إسماعيل: “قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين”، وعندما جاء ليمتثل إلى أمر الله ، وأراد أن يذبح ابنه، قام بوضع ابنه على الأرض حتّى التصق جبين إسماعيل بها، وهمّ بذبحه ولكنّ السكين لم تقطع وتنحر سيّدنا إسماعيل، وحينها جاء فرج من الله، بنزول الملك جبريل بكبش فداء لإسماعيل، قال تعالى: {وفديناه بذبح عظيم}، فجاءت سنّة الذبح والنّحر الّتي أصبحت سنّة للمسلمين كافّة، يؤدّونها في الحج عند البيت الحرام وكذلك بقيّة المسلمين في أيّام عيد الاضحى.
قصة سيدنا عيسى علية السلام
ان مريم العزراء من القصص التي تعرّفنا عليها في العديد من المراحل التعليمية وخاصة المدارس، وهي قصة معبرة ومُبرهنة لعظمة وقدرة الله عز وجل، حيثُ كَانت أم مريم العذراء عاقراً لا تنجب الأولاد، و تمنت دائماً أن يكون لها ولد نظراً للفطرة الإنسانية المعروفة ، و قد التجأت إلى ربها متوسلة إليه أن يرزقها ولداً، و نذرت أن تتصدق به لخدمة الهيكل في البيت المقدس، و قد كان عمران والد مريم عالماً كبيراً من علماء بني اسرائيل، استجاب الله تعالى لدعاء مريم ، و نظراً لكونها كانت تدعو ربها أن يكون ذكراً ليخدم بيت الله ، فاعتذرت بعد الولادة قائلة فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم.
قصة سيدنا موسى علية السلام
إنّ قصة موسى عليه السلام من القَصص الشائعة بكثرة في مجتمعنا الإسلامي، كونُها تُعبّر عن الظلم، وتشتهِر القصة بوجود الطاغية فرعون، عندما كان حاكم للبلاد آن ذاك، حيثُ بَعث الله تعالى نبيه موسى عليه السلام لدعوة فرعون و قومه إلى عبادة الله، فسار موسى عليه السلام مع أخيه هارون إلى فرعون علّه يستجيب لنداء الحق، و ما إن قابلاه و بلاغاه بمرادهما، استهزأ بهما و استنكر ما يقولان اغتاظ فرعون من ذلك غيظاً كبيراً و ثار، و قام بتهديد موسى عليه السلام بأنه سيسجنه إن اتخذ غيره إلهاً، إلا أن موسى عليه السلام لم يبل بذلك التهديد و قال لفرعون بأنه سيأتيء له بشيء و معجزة تدل على صدقه و صدق نبوته، فجاء له موسى بمعجزتي العصا و اليد اغتاظ فرعون من ذلك غيظاً كبيراً و ثار، و قام بتهديد موسى عليه السلام بأنه سيسجنه إن اتخذ غيره إلهاً، إلا أن موسى عليه السلام لم يبل بذلك التهديد و قال لفرعون بأنه سيأتيء له بشيء و معجزة تدل على صدقه و صدق نبوته، فجاء له موسى بمعجزتي العصا و اليد و قد كان فرعون يعلم بذكئه أن بناء الصرح لن يحقق له غايته، لكنه أراد بذلك أن يتغفل القوم الذين معه كي لا يتوهموا بأنه قد أزيح عن عرش الربوبية، فقد كان ذلك مجرد أسلوب للمراوغة فقط.
قصة سيدنا اسماعيل علية السلام
ذات يوم طلب من رِبّه أن يَرزقه أولادًا صالحين فرزقه الله تعالى إسماعيل و إسحق، ولما كبر إسماعيل وصار يرافق أباه ويمشي معه رأى ذات ليله سيّدنا ابراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ولده اسماعيل، ورؤيا الأنبياء وحي فأخبر بذلك ولده بينما لم يقصد ابراهيم أن يشاور ولده في تنفيذ أمر الله ولا كان مترددًا إنّما أراد أن يعرف ما في نفسية ولده تجاه امر الله، فجاء جواب اسماعيل جواب الولد المحب لله أكثر من حبه للحياة وأما قوله (إِن شَاء اللَّهُ ) لأنه لا حركة ولا سكون الا بمشيئة الله تكون، أخذ ابراهيم النبي ابنه اسماعيل وابتعد به حتى لا تشعر الأم وأضعجه على جبينه قال تعالى فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وقال اسماعيل يا أبت اشدد رباطي حتى لا أضطرب واكفف عني ثوبك حتى لا يتلطخ من دمي فتراه أمي فتحزن , وأسرع مرّ السكين على حلقي ليكون أهون للموت عليّ فاذا أتيت أمي فاقرأ عليها السلام مني فأقبل عليه ابراهيم يقبله ويبكي ويقول نعم العون أنت يا بني على أمر الله فأمر السكين على حلقه فلم يحك شيئا وقيل انقلبت فقال له اسماعيل ما لك؟ قال انقلبت فقال له اطعن بها طعنا فلما طعن بها نبت ولم تقطع شيئًا، وذلك لأن الله هو خالق كل شئ وهو الذي يخلق القطع بالسكين متى شاء وقد علم الله تعالى بعلمه الأزلي الذي لا يزيد ولا ينقص ولا يتجدد الصدق في تسليمهما ونودي يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا هذا فداء ابنك فنظر ابراهيم فاذا جبريل معه كبش من الجنه قال تعالى وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ{107} أي أن الله تعالى خلص اسماعيل من الذبح بأن جعل فداء له كبشا أقرن عظيم الحجم والبركه.
قصة سيدنا ادريس علية السلام
كان صديقًا نبيًا ومن الصابرين، أوّل نبي بعث في الأرض بعد آدم، وهُو أبو جد نوح، أنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ودعا إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان، وهو أوّل من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرها، وكان إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز، وذكره في بضعة مواطن من سور القرآن، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلًا أي يجب اعتقاد نبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم لأنّ القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة والصديقية، هُو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم عليه السلام واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح عليه السلام، وهو أول بني آدم أعطي النبوة بعد (آدم) و (شيث) عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمر طويلاً زهاء 1000 ألف سنة.