الصلع المُبكّر أو المتأخر وجهَان لعملة واحدة، وقد يقُوم الرجل بالبحث عن عمليّة زراعة للشعر، هذا الأمر يستدعي بحث عَن حكم زراعة الشعر للرجال والذي يرجع بالأساس إلى ما هُو وراد في الكتاب والسُّنة، حيث أنّ الدين الإسلامي يحتوي على العديد من الفتاوي التي يجبُ الانتباه إليها ومُراعاتها بشكلٍ مُستمر على ذات المنوال.

قائمة المراكز التي تقوم بزراعة الشعر كبيرة جدًا ولا انثناء عن التعرف عليها أو استقطاع جزء منها والتعرف على مُلابساتها العديدة، وفي هذا نجد اهتمام متزايد في صفوف الرجال بمسألة حكم زراعة الشعر للرجال.

حكم زراعة الشعر

الإقدام على زراعة الشعر للرجال أمرٌ مُتفاوِت في الاهتمام وعديد الإقبال، حيثُ يَسعى الكثير من الأشخاص من الجنس الذكوري لزراعة الشعر، فما هُو حُكم ذلك يا ترى.

نجدُ أنّه قَد أفتى العديد من العلماء المُعاصرين بجواز زراعة الشعر إذا كان من باب إزالة العيب والتشوِيه الذي طرأ على الإنسان، أما إذا كَان من باب التجميل، والتغيير لخلق الله، فإنّه لا يجوز، فإذا تساقط شعر شخصٍ مَا من منطقة معينة من رأسه، ثُم قام بإجراء عملية زراعة شعر، وتم أخذ الشعر المُرَاد زراعته من منطقة معينة في جسمه، وتمت زراعته في المنطقة المصابة، فإن هذا جائز، والله أعلم.
ولنجد أنّ موضوع زراعة الشعر هو موضوع كبير، وفيه تفصيلات كثيرة، وقد وضع العلماء له العديد من الشروط، وهُناك بعض الحالات التي يحرم فيها زراعة الشعر، مثل: أن يكون لدى الشخص شعر طبيعي جميل ينمو على كل رأسه، ولكنه أحب أن يزيد في كثافة شعره، فقَام بإجراء عملية لزراعة الشعر، فحكم هذه الزراعة هو التحريم؛ لأنها تغيير لخلق الله.

حكم زراعة الشعر ابن عثيمين

الشيخ الجليل ابن عُثيمين كان له مَوقف في مسألة زراعة الشعر لدى الرجال، حيثُ الكثير من الأسئِلة ترافقت عليه وانهالت حول هذا الموضوع الذي يسعى الكثير للتعرف عليه، وبذَلك نُشير أنّه قال عندما تَمّ سؤاله عن حكم زراعة الشعر للرجال ما إذا كان جائزًا أو مُحرمًا وذلك من خلال استئصال الشعر من الجزء السفلي من الرأس ونقله إلى المكان المصاب بصلع أو تشوهات أنّ زراعة الشعر للرجال أمر جائز وليس مُحرمًا إذ يعتبر الأمر من باب إرجاع الشكل الذي خلقه الله عز وجل إلى ما كان عليه أو من باب التخلص من عيب ولا تُعتبر هذه العملية واعزًا للتجميل أو تغيير ما خلفة الله سبحانه وتعالى، ويُضيف ابن عثيمين قائلًا: ”ولا يخفى ما في قصة الثلاثة النّفر الذين كان أحدهم أقرع، وأخبر أنه يُحب أن يرد الله عز وجل عليه شعره، فمسحه الملك، فرد الله عليه شعره، فأعطي شعرًا حسنًا.“ و يشاطره الرأي في ذلك كل من القرضاوي، سلمان العودة، الدكتور السرطاوي، الدكتور محمد عثمان شبير و غيرهم الكثيرين.

وتبعًا لذلك فإنّ حكم زراعة الشعر للرجال يتّصف بالمُرونة إذ أنّ عَمليّة زراعة الشعر إن تمت لهدف ترميمي وعلاجي فهي جائزة شرعًا خصوصًا وأنّ الشعر المزروع سوف يتمّ استئصاله وفقًا لطرق زراعة الشعر الحديثة  FUE &  FUT وذلك من نفس الشخص وسوف ينمُو بشكلٍ طبيعي لا يُغيّر من خلق الله عز وجل، ويجب الإشارة إلى أنّ اللجوء إلى الباروكه أو أي نَوع من الحلول التي يَتمّ فِيها إلصاق شعر غير طبيعي يمنع تنفس جلدة فروة الرأس و وصول الماء إليها يعتبر محرمًا شرعًا.