قصة علي الجنيبي البقمي هي من أكثَر القصص غرابةً في تاريخ النزاعات المَدرسيّة حيث أقدم المذكور بطعن زميله بسكين حتى الموت، لا نَدري ما إذا كان هَذا هُو الطابع العام للمدارس في المَملكة العربية السعودية، أم أنّ موجات العنف التي تجتاح المدارس في السنوات الأخيرة هِي السبب وهل تطوي العُنف ليصل إلى حَدّ القتل بين الطلاب وصغار السن، ما هُو سبب كُل ذلك لا نعلم ما هو السبب الرئيسي لمثل هذه الأفعال الإجرامية، سنقف عند الأسباب والدوافع وراء قصة علي الجنيبي البقمي في مقالنا هذا.
قصة علي الجنيبي البقمي كاملة
علي الجنيبي البقمي مواطن سعودي يبلغ مِن العمر سبعة عشر عامًا، وكان يمارس مواطنته بكامل حقوقه التي نصّها له القانون الإلهي ودستور المملكة العربية السعودية، حيث كان يستيقظ كُل صباح بنشاط وعزم على بدء يوم جديد ملؤه الحب والوئام ثم ينتقل إلى مدرسته ليتلقى دروسه اليومية وملاقاة زملائه ومُدرّسيه كعادته اليومية من ثَمّ يُكمل يومه كباقي من هُم في سنه إما في المذاكرة أو اللعب والهو.
وفي اليوم المذكور إستلّ على البقمي سكينه ليطعَن زميله وابن قرابته تركي بن سالم بن سعد البقمي ليرديه قتيلًا إثر نزاع أو خلاف بينهما.
وقامت الشرطة بالتحقيق في حادثة القتل وتمكّنت من القَبض على الجاني علي الجنيبي البقمي بتهنة القتل المُتعمّد مع سبق الإصرارو الترصد، كما وأشارت التحقيقات أنّه تَمّ توجيه تهمة القتل للجاني، وقد إعترف بجريمته بطعن زميله تركي البقمي، مما إستدعى تحويله إلى المحكمة الجنايات.
و أعلنت الوزارة في بيان لها قَد أقدم علي بن جازي بن عايض البقمي سعودي الجنسية على قتل زميله تركي بن سالم بن سعد البقمي سعودي الجنسية أيضًا، وذلك بطعنه بسكين مِمّا أدى لوفاته إثر خلاف بينهما.
وبعد الإطلاع على الأدلة والشُهود تقرر إحالته إلى المحكمة الجزائية وصدر بحقه صكٌ شرعي يقضي بثبوت ما نسب إليه والحكم عليه بالقتل قصاصًا وأيد الحكم من محكمة الاستناف ومن المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا.
وفي محاولة يائسة توجّه والد المُتّهم إلى محكمة الإستئناف محاولًا تبرئة إبنه وتأجيل حكم القصاص الذي صدر بحقه، كما وقرّر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – بتأجيل التنفيذ لمدة وجيزة استجابة لطلب والد الجاني.
وتدخّل والد الجاني مُحاولًا قبيل لحظات من تنفِيذ القصاص بطلب مُهلة لمُدّة شهر كي تتمكَّن لجان الصلح والمشايخ والأعيان مِن السعي في عتق رقبة إبنه، وإقناع أهل الدم بالتنازل، واعتبر والد الشاب أن هذه المضاربات هي نتيجة طيش وجهل شباب، حيثُ إنّهم لا يدركون عواقب مثل هذه الأمور، وناشد أهل الدم بالعفو عن ابنه لوجه الله تعالى، والسماح للوجهاء واللجان بمقابلتهم والتحدث معهم بالمعروف.
و أطلق عَدد من أبناء محافظة تربة مناشدات عبر مواقع التواصل الإجتماعي مطالبين بالعفو عن علي الجنيبي، أو تأجيل حكم القصاص الذي كان مُحددًا له الشهر ما قبل الماضي.
وقد فشلت جميع مساعي عتق رقبة علي الجنيبي وتَمّ تنفيذ حكم القتل قصاصًا بالمذكور علي بن جازي بن عايض البقمي اليوم الأحد 08 /05/ 1446هـ في محافظة الطائف بمنطقة مكة المكرمة، إنا لله و إنا إليه راجعون.
وهكذا كانت نهاية العُنف و التهور الذي يؤدّي إلى عواقب وخيمة لا يُمكننا معرفة نتائجها، وهَذا ما يجعلنا ندُقّ ناقوس الخطر لتفشّي العنف في المجتمعات ووجوب الحد منها بأي شكل من الأشكال.