كثيرٌ مِنا ما يتحصّن بالأدعية والقرآن الكريم لتكُون له حصنًا مِن كُل الأشياء التي لا نقوى عليها من عالَم الغيب أو من عالمنا الواقعي، ومن هَذه الأدعية دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين، وهُو دعاء يَقِيكَ مِن الحَسد ويُذهِب عَنك الخوف والهم ويُوفّقك في كُل عمل تنويه، وقَد كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يستعِين بهذا الدعاء على الكثير من الأمور الآنف ذكرُها.

كما عُرف عنه بأنّه كان كثيرًا ما يُردّد هذا الدعاء وغيره من الأدعية التي يتضرّع بها إلى الله سبحانه وتعالى، وجزء من هَذه الأدعية كان يُردّدها رسولنا الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم، هنا سنترككم مع نص دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين كما جاء في السيرة ليكون حصنا لكم بإذن الله تعالى.

دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين

إن هَذا الدعاء يَقِيكَ مِن الحسد ويحميك من الخوف ويُوفّقُكَ في كل عمل تنويه كما ينصح بقراءته كُل يوم، فهُو يُيسّر الرزق، وعُمومًا فإنّ كُل الأدعاء مُحبّبة وهِي سُنّة عن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلّم، فقد كان يدعوا الله في السرّاء والضراء، هنا سنترُكَكم مع نص الدعاء كما جاء في الكتب الدينية.

  • “اِحتَجَبتُ بِنورِ وَجهِ اللهِ القَديمِ الكامِل وتَحَصَّنتُ بحِصِنِ اللهِ القَوِيّ الشّامِلِ وَرَمَيتُ مَن بَغى علىَّ بِسَهِمِ الله وَسَيفِهِ القاتِلِ اَللّهُمَ يا غالباً عَلى اَمِرِه ويا قائمِاً فَوقَ خَلقِهِ وَيا حائلاً بَينَ المَرءِ وَقَلَبِهِ حُل بَيني وَبَينَ الشيَطانِ وَنَزغِهِ وَبينَ ما لا طاقَةَ لي بِهِ مِن اَحدٍ مِن عِبادِكَ كُفَّ عَنّي اَلسِنَتَهم وَاغلل اَيَديَهم وَاَرجُلَهم وَاجعَل بَيني وَبَينَهم سَدّاً مِن نورِ عظمتِكَ وَحِجاباً مِن قُوَّتك وَجُنداً مِن سُلطانِكَ فَاِنَّكَ حَيَّ قادِرٌ اَللهمَّ اغشَ عَنّي اَبصارَ الناظِرينَ حَتى اَرِدَ الموَارِدَ وَاغشَ عَنّي اَبصارَ النورِ وَاَبصارَ الظّلمِةَ وَابَصارَ المريدينَ لَي السّوءَ حَتّى لا أُبالي مِن اَبصارِهِم يَكادُ سَنا بَرقه يَذهَب بِالأبصارِ يقَلّب اللهُ اَللَيلَ وَالَّنهارَ اِنَّ في ذلِكَ لَعِبرة لاِولى الأبصارِ بِسمِ الله الرَحمَن الرحَيمِ كهيعص كفايتُنا وهو حسبي بِسمِ الله الرَحَمن الرَحيمِ حمعسق حمايتُنا وهو حسبي كَماءٍ اَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأرضِ فَاَصبَحَ هَشيماً تَذروهُ الرّيِاح هوَ اللهُ اَلَذي لا اِلهَ اِلا هوَ عالم الغَيب وَالشهادةِ هوَ الرَّحمن الرحَيمُ يَومَ الأزِفةِ اِذَا القُلوبُ لَدَى الحَناجِرِ كاظِمينَ ما للِظالمِين مِن حَميمٍ وَلا شَفيٍع يُطاعُ عَلِمَت نَفسٌ ما اَحضَرَت فَلا اَقسِمُ بِالخُنَّس الجَوارِ الكُنسَّ وَاَللّيِل اذِا عَسعَسَ وَالصُّبحِ اِذا تَنَفَّسَ ص وَالقُرانِ ذي الذِكِر بَل الَذينَ كَفَروا في عِزةٍ وشِقاق (شاهَتِ الوُجوهُ) ثلاث مرات وَكَلَّتِ الألسُنُ وَعَمِيَتِ الأَبصارُ اَللهُمَّ اجعَل خَيرَهم بَينَ عَينَيهِم وَشَرَّهُم تَحتَ قَدَمَيهِم وخاتَمَ سُلَيمانَ بَينَ اَكتافِهِم فَسَيَكفيكَهُم الله وَهوَ السَّميعُ العَليم صِبغَةَ اللهِ وَمَن اَحسَن مِنَ اللهِ صِبغَة كهيعص اكِفِنا حمعسق احِمِنا سُبحانَ القادِرِ القاهِرِ الكافي وَجَعَلنا مِن بَينِ ايِديهِم سَداً ومَنِ خَلفِهم سَدّاً فَاَغشَيناهُم فَهم لا يبصِرونَ صمٌ بكمٌ عميٌ فَهم لا يعقِلونَ اولئكَ الّذَينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلوِبهِم وسَمعِهِم وَاَبصارِهِم واوُلائِكَ هُم الغافِلوُنَ تَحَصَّنتُ بذِيِ الُملكِ والمَلكَوتِ وَاعتَصَمتُ بذِي العِزِ وَالعَظَمِة والجَبَروتِ وَتَوَكَّلتُ عَلى الحَيّ الّذي لا يَموت دَخَلتُ في حرِزِ اللهِ وَفي حِفِظِ اللهِ وَفي اَمانِ اللهِ مِن شَرّ البَريَّة اَجمَعين كهيعص حمعسق ولا حَولَ وَلا قُوَّة إلا باِلله العِلي العَظيِم وَصَلى اللهُ عَلى محُمدٍ وَآلِهِ الطاهِرينَ بِرَحمَتِكَ يا اَرَحَمَ الراحِمينَ”.

سيرة علي بن ابي طالب

فيما يلي نذكُر بَعض المعلومات المُوجَزة عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

  • أسمه و نسبه: علي بن أبي طالب، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرّة بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان.
  • أشهر القابه: أمير المُؤمنين، أسد الله الغالب، يعسوب الدين، ولي الله الأعظم، المرتضى، حيدر، الكرار.
  • كُناه: أبو تراب، أبو الحسن، أبو زينب، أبو الحسنين، أبو السبطين.
  • أبوه: عمران، وقيل اسمه عبد مناف ويُكنّى بأبي طالب، وهُو شيخ البطحاء.
  • أمه: فاطمة بنت أسد، بن هاشم، بن عبد مناف، ولقَد كانت لرسول الله بمنزلة الأم.
  • ولادته: يَوم الجمعة 13 شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين عامًا، أيام سلطنة خسرو برويز من ملوك الفرس.
  • محل ولادته: مكة المكرمة وفِي جوف الكعبة المُعظّمة.
  • مدة عمره: 63 سنة.
  • مدة إمامته: 29 عامًا أي من سنة 11 وحتّى سنة 40 بعد الهجرة، وأما مُدّة خلافته الظاهرية بعد عثمان بن عفان، فهي أربع سنوات وتسعة أشهر.
  • زوجاته: مِن زوجاته: سيّد نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ).
  • نقش خاتمه: الملك لله الواحد القهار.
  • شهادته  يوم الاثنين أو الأحد 21 شهر رمضان، وقيل ليلة الجمعة سنة 40 بعد الهجرة.
  • سبب شهادته: ضَربة الملعون عبد الرحمن بن ملجم المرادي بالسيف المسموم على راسه، وهو في المحراب يصلي صلاة الفجر في مسجد الكوفة.
  • مدفنه: النجف الأشرف / العراق.