الفخر يَسِيل من هذه الإجابة التي تخُصّ الجيوش العربية التي شاركت في حرب 73، ففي حين ذكرنا أنّ هُناك نصر في عام 1973، كان مِن الأجدر في هذا المَيدان وذاك أن نذكر الجيوش العربية التي شاركت في حرب 73 والتي لها قُوّة وقلة في المثيل بعد أن سطّرت أمجاد العرب بأحرف وبتارِيخ مُدجّج بالجمال ومُذهّب الأركان بدماء النصر التي انهمرت من كُل حدبٍ وصَوب ليكُون عام 1973 عام الفتح والنّصر الكبير الذي أوشك على أن يكُون النصر الأكبر في سبعينيات القرن الماضي، أو هُو حقًا هكذا، لذا كان ذكر الجيوش العربية التي شاركت في حرب 73 مشرفًا.

العراق

مِن الدول العربية كانت الدولة العراقِيّة ذات رباطة الجأش، حيثُ وفِي نهاية مارس سنة 1973، وصَل من العراق السّرب المُقاتل التاسع والعشرون (طائرات هنتر) والسرب المقاتل السادس (طائرات هنتر) وقضى الاتّفاق بين مصر والعراق بإرسال سربين كاملين من طائرات الهوكر هنتر بَعد أنّ يتم إصلاح الطائرات الناقصة، إلّا أنّ العراقيين لم يتمكّنوا من إصلاح جميع الطائرات فتمّ إرسال السربين وهُما غير مُكتملين. وبَلغت مجموعات طائرات الهنتر العراقيّة التي وصلت مصر 20 طائرة استقرت في مطار قويسنا بمحافظة المَنوفيّة.

بل وحينما بدأَت الحرب كُلفت الطائرات العراقية بواجبات في الضربة الأولى في 6 أكتوبر، ويذكر الفريق سعد الدين الشاذلي أنّ القوات البرية المصرية كانت ترفع طلباتها بالقول: “نريد السرب العراقي” أو “نريد سرب الهوكر الهنتر”، وهُو ما اعتبره الشاذلي شهادة لكفاءة السرب العراقي وحسن أدائه خلال حرب أكتوبر. بلغَت خسائر السربين العراقيين في نهاية الحرب 8 طائرات هنتر، ومَقتل 3 طيارين وأسر 3 آخرين.

الكويت

الدولة الكويتية كان لها الأخرى موقف، حيثُ تَواجدت قبل الحرب كتيبة مُشاة كويتية، وبعد اندلاع الحرب قرّرت الكويت إرسال قُوّة حربية إلى الجبهة المصرية، كما تُقرّر إرسال 5 طائرات هوكر هنتر وطائرتي نقل من طراز سي-130 هيركوليز تحمل الذخيرة وقطع الغيار. وصلت الطائرات إلى مصر مساء يوم 23 أكتوبر ونزلت فِي قاعدة قويسنا، وأقام السرب 30 يومًا في القاعدة ثُم نقل إلى قاعدة كوم أوشيم ثم قاعدة حلوان الجوية والتي قضى فيها مدة 7 أشهر تدرب خلالها على ضرب الأهداف والقتال الجوي. عاد السرب إلى الكويت منتصف عام 1974.

الجزائر

وإلى بلاد المَغرب العربي نجِدُ الجزائر، حيثُ وبعد اندلاع الحرب في 6 أكتوبر 1973، أرسل هواري بومدين إلى الجبهة المصرية سرب طائرات سوخوي-7، وسرب ميج-17، وسرب ميج-21، وصلت في أيام 9 و10 و11 أكتوبر، فيما وصل إلى مصر لواء جزائري مدرع في 17 أكتوبر 1973.

تونس

دولة تونس هِي الأخرى كان لها بَصمة، حيثُ أرسَلت تونس كتيبة مُشاة قوامها حوالي 1000 جندي إلى الجبهة المصرية نشرت في منطقة دلتا النيل.

ليبيا

وليبيا العربيّة كذلك كان لَها تواجُد، حيث أرسَلت ليبيا لواء مدرعًا إلى مصر، وسربين من الطائرات، سرب يقُوده طيارون مصريون وآخر يقوده ليبيّون.

السودان

الدولة التي عاصمتها الخرطوم كَان لها بصمة، حيثُ أرسلت السودان لواء مشاة وكتيبة قوات خَاصّة.

الاردن

الأردن كان لَها وقع الصدى كبير جدًا في هذه الحرب، حيثُ لَم تُعلِن المملكة الأردنية الهاشمية الحرب على إسرائيل لكن وضعت الجيش درجة الاستعداد القصوى اعتبارًا من الساعة 15:00 من يوم 6 أكتوبر عام 1973، وصَدرت الأوامر لجميع الوحدات والتشكيلات بأخذ مواقعها حسب خطة الدفاع المقررة، وكان عَلى القوات الأردنية أن تُؤمن الحماية ضد أي اختراق للقوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية، حيث ونظرًا لتدهور الموقف على الجبهة السورية تمّ إرسال اللواء المدرع 40 الأردني إلى الجبهة السورية فاكتمل وصوله يوم 14 أكتوبر 1973، وخاض أول معاركه يوم 16 أكتوبر حيث وضع تحت إمرة الفرقة المدرعة الثالثة العراقية فعَمل إلى جانب الألوية العراقية، وأجبر اللواء المدرع 40 القوات الإسرائيلية على التراجع لمسافة 10 كم.

وقد أدّت هذه الإجراءات إلى مُشاغلة القوات الإسرائيلية، حيثُ أنّ الجبهة الأردنية تعد من أخطر الجبهات وأقربها إلى العمق الإسرائيلي ما دَفع إسرائيل إلى الإبقاء على جانب من قواتها تحسبًا لتطور الموقف على الواجهة الأردنية.

المغرب

الدولة العربية الأخرى كانت دولة المغرب بعاصِمتها مراكش كان لهَا موقِف، حيث كان لدى المملكة المغربية لواء مُشاة في فهرسية العربية السّورية يعرف بالتجريدة المغربية، وضع اللواء المغربي في الجولان، كما أرسل المغرب قوات إضافية للقتال رفقة الجيش العربي السوري مدعومة بـ52 طائرة حربية 40 منها من طراز f5، بالإضافة إلى 30 دبابة، وقد أبلت البلاء الحسن في معركة جبل الشيخ الإستراتيجي، بَلغ عدد الشهداء المغاربة 170 شهيدًا وفق بعض المصادر.

كما وسميت في العاصِمة دمَشق ساحة باسمهم “التجريدة المغربية” تكريمًا ووفاءً لبطولاتهم الشُّجاعة والنبيلة تجاه السوريين من خلال مشاركتهم جنبًا إلى جنب في الحرب ضد العدو الإسرائيلي.