كُل دولة من الدول العالمية سواء أكانت قوية أو ضعيفة لابُدّ مِن استخبارات تحكُمها وتراقب عمل باقِي الدول، ولعلّ اقوى دول العالم في الاستخبارات 2025 لها من القوة ما يكفي، حيثُ وبقدر المُستطاع تذهبُ القوة والأصالة مع هذا الأمر إلى الدول العملاقة، وكُل دولة تحاول عبر استخباراتها أن تبني حصنًا عسكريًا لا يستطيع أحد إجتيازه، ومن هذا المُنطلق كان التعرّف على اقوى دول العالم في الاستخبارات 2025 مُرتبط بما لدى الدولة من جيش سرّي ومن نفوذ في باقي الدول، وهُناك الكثير من الدول التي تتفوّق على الأخرى بل وتقدم إجتيازات ملمُوسة في هذا المَجال.
الاستخبارات الباكستانية
لعلّ المفاجأة كانت في هذا الخِضمّ أنّ دولة باكستان تتربع على قِمّة الدول ذات القوة الفعلية في الاستخبارات لعام 2025، حيثُ وحسب تصنيف شبكة “روسيا اليوم” الإخبارية جاءت مديرية الاستخبارات الداخلية الباكستانية Inter-Service Intelligence، (ISI) Pakistan على رأس قائمة أقوي أجهزة المخابرات في العالم، بسبب ما قامت به المخابرات الباكستانية وفروعها السرية أثناء الحرب مع الهند، ثُمّ حصول باكستان علي القنبلة النووية ، وفي التاريخ المعاصر اعتمدت الدول الغربية بشكلٍ كبير علي المخابرات الباكستانية في التجسس علي تنظيم طالبان وتنظيم القاعدة وعدد كبير من الشبكات الارهابية في قلب اوروبا.
هذا وقد حقّقت باكستان العديد من الإنجازات العسكرية عبر تاريخها منذ إنشاء جهاز الاستخبارات، ولذلك يُمكن القول أنّها تمتلك أحد أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم، وقد كان الهدف الرئيسي لإنشاء الـISI هو مساعدة جهاز الاستخبارات العَسكرية الباكستانية أثناء حربها مع الهند عام 1947.
لم يستطع جهاز كالـKGB السوفييتي في أقوى فتراته المُتزامنة مع الحَرب الباكستانية الهندية، أن يصمُد أمام ISI الباكستاني، وفشَل الاتحاد السوفييتي في حماية مصالحه في آسيا الوسطى، واعتمدت باكستان في تمويل حربِها مع الهند على أموال بيع المُخدرات للسوفييت الذين كانوا يعانون في ذَلك الوقت وينزفون، واستطاع الجهاز منذ إنشائِه أن يَحمِي الأسلِحة النووية وأحبَط التفوّق الهندي في هذا المجال من خلال زعزعة الأمن الداخلي الهندي.
ومن المُثير للدّهشة أن المخابرات الباكستانية وِفق المعلن من أقل المخابرات تمويلًا على مستوى أجهزة المخابرات في العالم.
وكالة الاستخبارات الامريكية سي اي ايه
كانت ولازالت الاستخبارات الأمريكية حاضِرة، حيثُ وفي المركزي الثاني وعلي الرغم من قوة الجيش الأمريكي إلّا أنّ المخابرات الامريكية Central Intelligence Agency, CIA ، بدلًا من المركز الأول وذلك بسبب الأخطاء والكوارث التي تسببت فيها المخابرات الأمريكيّة في الفترة الماضية علي الرّغم من الامكانيات الهائلة المتوافرة لل سي آي ايه والتكنولوجيا العالية إلّا أنّ جهاز الاستخبارات الامريكي حاليًا أصبح يعتمد بشكل كبير علي التعاون مع الاستخبارات الخاصة بالدول الأخري.
واحد من أنشط أجهزة المخابرات في العالم، فهو يضُم قرابة الـ 20 ألف موظف داخله، وهو مسئول عن جمع المعلومات عن الحكومات الأجنبية والشركات والأفراد وتقديم التقارير للإدارة الأمريكية لمساعدة كبار صناع القرار السياسي في أمريكا.
يقوم الجهاز أيضًا ببعض المهمات السرية بتكليف مباشر من رئيس الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بعض العمليات شبه العسكرية، ويمتلك الجهاز – وفق المعلن – ما يقارب ألف عميل مزدوج حول العالم، ويحتل المركز الأول كأكثر أجهزة الاستخبارات تمويلاً في العالم، لذلك فهو الجهاز الأكثر تطورًا تكنولوجيًّا من بين أجهزة الاستخبارات الأخرى.
المخابرات البريطانية “ام آي 6”
قوة تزداد أو تنقص هذا أمر طبيعي وبديهي، أمّا الأمر الأكثر إغراءًا فهو تمركُز المخابارت البريطانية على تِعداد هذه الإستخبارات حيث وفي المركزي الثالث ضمن قائمة اقوي اجهزة مخابرات في العالم جاء جهاز المخابرات السري البريطاني ام اي 6 العريق Secret Intelligence Service, (MI6) United Kingdom ، الذي تم انشائه قبل الحرب العالمية الاولي، واشتهر حول العالم بعد تقديم سلسلة افلام جيمس بوند الشهيرة، وتأتي قوة جهاز المخابرات السري البريطاني في علاقاته باجهزة المخابرات العالمية وانتشار جواسيسه حول العالم منذ سنوات طويلة حتي وقتنا هذا الا انه لا تتوفر فيه السرية الكافية مثل جهاز المخابرات الباكستاني أو الامكانيات العالية مثل السي اي ايه الامريكي.
تمتلك بريطانيا واحدًا من أقوى أجهزة المخابرات في العالم، ويُعتبر قانون الأسرار الرسمية البريطاني أحد المزايا التي جعلت MI6 من أنشط الأجهزة؛ حيث يُبعِد المواطنين عن فكرة السؤال عن أي من عمليات هذا الجهاز أو محاسبته أو غير ذلك من التدخل في شئونه.
من العمليات الشهيرة التي قامت بها الاستخبارات البريطانية، هي تجنيد أوليغ جوردفسكي وأوليج بينجوفسكي لمساعدتهما في اتخاذ القرارات المواتية لأزمة الصواريخ الكوبية أعقاب الحرب الباردة، وأيضًا العملية الشهيرة التي استهدفت تخريب برنامج الطائرات الأسرع من الصوت توبوليف 144 التابع للاتحاد السوفييتي عن طريق تغيير الوثائق الرسمية وإرسالها للشرطة السياسية (KGB).
جهازة الامن الروسي
وعلى درجة من الحساسيّة لم يكُن الإتحاد السوفيتي حاضِرٌ في المراتب الأولى الثالث ففي المركز الرابع يأتي جِهاز الأمن الاتحادي الروسي او Federal Security Services, FSB وهو الوريث الشرعي للمخابرات السوفيتية KGB الذي انهار مع انهيار الاتحاد السوفيتي، حيثُ كان يعد رقم 2 في قائمة اقوي اجهزة المخابرات في العالم الا انه الان جاء في المركز الرابع وعلي الرغم من ذلك يتميز جهاز الامن الاتحادي الروسي بقوة تدريب جواسيسه وايضا مئات الخلايا النائمة خاصة في امريكا العدو التقليدي لروسيا.
وتُعتبر المخابرات الفيدرالية في روسيا من أكبر وأنجح المخابرات داخل روسيا وحول العالم، وتعمل العديد من وكالات الأمن الروسية، وحتى بعض الوزارات الأمنية تحت إرشاد وسيطرة الـFSB، مثل وزارة الشئون الداخلية في روسيا، وآخر ما يذكر علنًا عن المخابرات الروسية هو أن موازنتها قد زادت عام 2006 بنسبة 40% تقريبًا.
تقوم المخابرات الفيدرالية الروسية على أنقاض الشرطة السياسية أيام الاتحاد السوفييتي KGB، ومهمتها الأساسية – كحال كل أجهزة المخابرات – هي حماية الدولة الروسية أمنيًّا من الداخل والخارج، فتجمع المعلومات لمواجهة تجارة الأسلحة والمخدرات ومحاربة الإرهاب والجرائم، وجدير بالذكر أن المخابرات في روسيا تتعاون مع أجهزة مخابرات أخرى مثل (RAW) في الهند.
دائرة الاستخبارات الالمانية
تكورات واختلافات جذريّة باتت واضِحة في الدولة النازية القديمة والألمانية الحالية، فأمّا في المركز الخامس تأتي المانيا الاتحادية وجهاز المخابرات الخاص بها Bundesnachrichtendienst, (BND)، ورُغم حداثه تكوينه مقارنه باجهزة المخابرات الاخري الا انه مع قوة الماكينات الالمانية والامكانيات المالية الكبيرة استطاع أن يَحتل المرتبة الخامسة في قائمة اقوي اجهزة الاستخبارات العالمية.
جهاز المخابرات الفيدرالية هو الجِهاز الاستخباراتي الوحيد في المانيا، لذلك فهو مسئول عن الأمن الداخلي والخارجي للدولة، فيضم أيضًا المخابرات المدنية والعسكرية، وتخضع المخابرات الألمانية لسيطرة مستشار الحكومة الألمانية مباشرة.
تستخدم المخابرات الألمانية وسائل فريدة وممنوعة في الحصول على المعلومات الأمنية، مثل المراقبة الإلكترونية، والتنصت على الاتصالات الدولية، وتقوم بجمع وتحليل المعلومات الأمنية في شتى المجالات مثل الإرهاب الدولي، وانتشار أسلحة الدمار الوطن، والنقل غير القانوني للتكنولوجيا، والجريمة المنظمة، وتجارة المخدرات، وغسيل الأموال، والهجرة غير الشرعية، وحرب المعلومات.
الاستخبارات الهندية
الهند من الدول العريقة والكبيرة جداً والتي يجب ان تحتوي على أنماط مختلفة من الجمال في قوة الاستخبارات، فنجد أن المخابرات الهِنديّة في المركز السادس و أمّا عن المراكز من السادس وحتّي الأخير جاء جناح التحلِيل والبحث الهِندي في المركز السادس ضم قائمة اقوي اجهزة المخابرات في العالم 2025، بسبب مَا قدمه الجهاز من معلومات وعمليات سرية ساعدت في امتلاك الهند القنبلة النووية، وفي المرتبة السابعة جاءت المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية Direction Generale De La Securite Exterieure (DGSE)، ثُمّ خدمة الاستخبارات السرية الأسترالية ووزارة أمن الدولة الصينية في المركز التاسع إلا أنّها تعد من اقوي اجهزة المخابرات الصاعدة في العالم الفترة الأخيرة.
وكان تعرض الهند في الستينات لحربين مع الصين وباكستان سببًا رئيسيًّا في تأسيس جناح البحث والتحليل كمركز للاستخبارات، خاصة بعد قيام فهرسية الهندية عقب الاستقلال.
تقع على هذا الجناح مسئولية جمع المعلومات الأمنية وغيرها عن حكومات الدول المختلفة، بالإضافة لمعلومات عن الشركات الأجنبية في الهند، وأيضًا عن الأفراد، ويعتمد صانعو القرارات السياسية في الدولة على تقارير جناح الاستخبارات هذا.
والآن وبعد 26 هجومًا مختلفًا تعرضت لهم مدينة مومباي (أكبر مدن الهند)، فقد خصصت الحكومة الهندية مبالغ ضخمة لتطوير جناح الجمع والتحليل لمحاولة صد تلك الهجمات.
الموساد الاسرائيلي
جهاز الاستخبارات الإسرائيلي أو ما يُعرف بالموساد، وبالفعل هو بالأصل من أكثر الاستخبارات خُرافية وغباء في ذات الوقت، حيث وأخيرًا في المرتبة العاشرة جاء معهد الاستخبارات والعمليات الخاصة الإسرائيلي MOSAD الموساد الاسرائيلي وان كانت قوة الموساد وشهرته تأتي بسبب التمويل المالي الهائل له وليس قوة أفراده أو أدواته، بجانب عمليات الاغتيال الجبانة التي نفذها ضد المقاتلين والمقاومين العرب داخليًا وحول العالم خلال السنوات الماضية.
يعتبر الموساد من أقوى أجهزة المخابرات في العالم، والمهمة الأساسية له هي جمع المعلومات الاستخباراتية عن طريق نشر العملاء حول العالم، والقيام بالعمليات السرية والعمليات شبه العسكرية، ويعمل الموساد جنبًا إلى جنب مع الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، ويقدم التقارير الأمنية إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي مباشرة.
قائمة طويلة من العمليات السرية المفرج عنها قام بها الموساد، منها مثلاً خطف الزعيم النازي أدولف إيخمان من داخل الأرجنتين عام 1960 وتهريبه إلى إسرائيل وإعدامه هناك، واغتيال عدد من نشطاء جبهة التحرير الفلسطينية ردًّا على العملية الفلسطينية التي استهدفت 11 رياضيًّا إسرائيليًّا في دورة الألعاب الأوليمبية عام 1972 في ميونخ، كما قام الموساد بتنفيذ عملية الاستحواذ على طائرات (ميج 21) قبل حرب الأيام الستة في يونيو 1967.