ليس هُناك ما هو أجمل من الإبتسامة، فهي تَفتح الطّريق لدخول الكثِير إلى قلبِك بقُوّة وجمال، حتى أنّ الابتسامة تصنع المعجزات بكُل شك وبلا أيّ رَيب، وهو ما نحتذِي به ونَعلمه ونتكاتف على جُملة من جماليّات القُوّة في مُعتنقه، والابتسامَة من الديانات السماوية التي نَزلت على الأرض والتي تحتوي على الأمر بالتبسُّم في وجه الآخرين، لما لهذه الابتسامة من تعابير مُميّزة وقويّة وقادرة على الوصول إلى أبعد ما يُمكن، وببساطة فإنّ الابتسامة تصنع المعجزات، وقدّ حثّنا الرسول الكريم على الابتسام لبعضنا البعض واعتبره صدقة يُؤجر عليها المُسلم.
الابتسامة تصنع المعجزات فيس بوك
دع بجانِبك اليأس والصعوبة في المُؤجّجات التافِهة وارسم على قَسمات وجهك الكثير من الضحكات والعديد من الجماليّات الفذة.
- أَلقتْ كل ثِقلها على الباب الزجاجي أمامها مُحاولةً فتحه، إلا أنه لم يهتم لحماسها وسعادتها العارمة وبالكاد تحرك قليلا من مكانه.
كاد القلق يطغى على حماسها، فلماذا لا يفتح هذا الباب لتدخل مسرعة لإرضاء رغباتها التي قادتها مُسرعة والسعادة تملؤها؟.
أتت أختها لمساعدتها، إلا أنني سبقتها وفتحت لهما الباب الذي كان بالفعل قاسياً على فتاة لم تتجاوز السابعة من العمر. - لم يكن المنظر أقل من مغرياً، ففي محل البوظة تستسلم لرغباتك دون أي مقاومة، فالألوان والنكهات المصفوفة أمامك قادرة على إسكات عقلك الذي قد يبدأ بالقلق للكمية التي يمكن أن تتحمس لها رغباتك لتناولها. فقد تتملكك أحياناً الرغبة بتناول جميع الأصناف المعروضة أمامك.
- وهذا على الأغلب ما كان يدور في بال الطفلتين عندما دخلنا إلى المحل، فكانت عيناهما تقول إنهما تودان تناول جميع الأنواع الموجودة.
ولكن، وبعد الاقتناع أن البوري أو الكاسة لن تحوي أكثر من ثلاث كرات فقط من البوظة بدأت مرحلة الحيرة، فهل يمكنهما تذوق كل ما هو موجود قبل أن تأتي مرحلة الاختيار؟.
لم تستطع الفتاة الأصغر منع نفسها من التذمر، فعلى الرغم من أنها لم تقرر بعد ما ستختار إلا أنها سئمت الانتظار “ليش كل شي عليه عجقة؟”. - التفتت لتسأل أختها متى سيأتي دورهما لترى انعكاسها في المرآة في الجهة المقابلة.
قد تستغرب وجود مرآة أمامك في محل البوظة، إلا أن لوجودها أهمية كبيرة. فالمرآة هنا تعمل كآلة توثيق- تضبط صورتك وأنت تتناول حلواك المفضلة كي لا تستطيع بعدها إنكار فعلتك هذه وتشعر وكأنك لم تتناولها أبداً لولا شعورك الطفيف بالشبع. - “حاسة حالي بشعة”، كسرت بكلماتها هذه سلسلة أفكار كانت قد راودتني وأنا أنظر لنفسي في المرآة.
فهل كانت هذه الطفلة الصغيرة جادة حقاً في عبارتها هذه؟، وما هي مقاييس الجمال عندها؟ وما الذي دفعها لتؤكد لأختها “شعورها” هذا؟.
يبدو أن ملامح الاستغراب لم تكن تملأ وجهي أنا فقط، فقد سارعت أختها لإسكاتها بعد أن نظرت إلى وجوه الواقفين بجانبها في المحل. - ليس من المسموح على أي طفل أن يرى نفسه قبيحاً، فكيف يمكن أن يواجه الحياة في المستقبل وهو من الآن غير راضي عن شكله؟.
أوليس الانعكاس الذي رأته الطفلة هو “خلقة الله الكاملة” التي يجب أن نشكره عليها؟.
فمن الملام على فكر الطفلة السلبي هذا: هل هم الأهل الذين يقللون ثقتها بنفسها دون إدراك، أم المدرسة، أم ما تراه من صور في وسائل الإعلام حولها؟. - أتى دورها أخيراً، أمسكت ببوري البوظة بحذر وكأنها تمسك دميتها النائمة التي لا تود لأحد أن يزعجها.
تَأملتْ وبريق السعادة يلمع في عينيها ألوان البوظة الزاهية أمامها وسيروب الشوكولا والفريز تزينها.
ابتسمتْ لي وهي تنتظر أختها التي كانت تحاول الإمساك بحذر هي الأخرى بحصتها.
نعم، هذه هي السعادة التي نود رؤيتها دائماً على وجه الأطفال.
فكيف لابتسامة سعادة واضحة وروح ترقص بمرح ألا تجعل أي طفل يبدو جميلاً كالملائكة؟.
فتحتُ لهما الباب بعد أن أخذت أنا أيضاً جرعة السعادة لتدليل نفسي وطلبت من الفتاة أن تبقى مبتسمة دائماً، فهذه الابتسامة تستطيع صنع المعجزات.
فهي ليست فقط قادرة على جعل الطفلة تبدو أجمل،
بل نثق نحن أيضاً، أننا وبهذه الابتسامة قادرون على صنع غد أجمل.
الابتسامة تصنع المعجزات 2025
عِندما تستيقظ على صوت زغارِيد عصافير الصباح التي تنتشِر بين أغصان شُجيراتك الصغيرة التي تفصل بيتك عما يجاوره؛ حينها تنهضُ من سريرِك متيقظًا لترى ضوء الشمس الساطع متوجهًا إلى عينيك داعيك إلى دنيا جديدةٍ وحياةٍ مشرقة تملؤها البهجة والسعادة بقدومِ يومٍ جديد.
- فابتسامةٌ واحدةٌ تكفيك لأن تعطي ليومِك الطويل مزيجًا من الحب والرحمة والسعادة والإنجاز في عملك والتفاني في أداء مهامك وحبك لمن يعملون معك أو جيرانك، إذا نظرت حولك فستجد كل من يراك مبتسمًا يحاول أن يقلدك فستنتشر الابتسامة رغمًا عن أنفِ كل واحد منهم، لأنك حينما تشعر بها من قلبك فستظهر على شفاهك كما ينبغي أن تكون البسمة.
- املأ الدنيا من حولك بكل كلمات الأمل والفرح ، ولا تحزن ولا تعبس فما الدين إلا يومٌ لك ويومٌ عليك فليس كل مُتع الأيام لك وليست كل آلام الأيام عليك، فلكل إنسانٍ نصيبٌ من حُلوِ الدنيا وسيئِها، فما أدراك أن اليوم الكئيب الذي تمر به يمر بهذه السهولة بسبب ابتسامتك للدنيا ونظرتك لها بكل تفاؤلٍ وحيوية…… !!
- انظر لنفسك إن كنت عابسًا !! ستجد كل ما حولك سهل إنقلب بقدرة قادرٍ إلى صعب مستحيل، فالعمل شاق ونسبة الإنجاز صفر، والمعاملات جافة ولا تطيق يومك .. فلمَ كلُّ هذا الجحيم، إنها بسبب نكدك الصباحي الذي عبست فيه من أول دقيقة قمت بها من نومك.
- عزيزي الإنسان … ألم يقل فيك المولى لملائكته (إني جاعلٌ في الأرض خليفة) …!! صف لي شعورك إذًا حينما تسمع تلك الآية معتقدًا فيها أنك أنت المجتبى لتكون خليفة الله في أرضه وتعمِّر فيها لا أن تسفك الدماء كما قالت الملائكة.
- اشعر بالفخر .. كن فخورًا بنفسك أنك إنسان عاقل ذو أيدي وأرجل وعيون وعقل تفكر به ولست كائنًا آخر كالطيور أو الأسماك لا تهتم إلا بأمور حياتها لتعيش وتقتات، إذا أدى بك التفكير إلى علة أو سبب خلقك فاستغفر الله لأن مالك الملك هو المسبب في وجودك وهو أعلم بقيمتك من نفسك وهو أحن من الأم على وليدها.
- وإذا دعتْك نفسُك إلى خروجك من حياة الملل التي تعيشها واستوحتْ نفسُك إلى استنشاق نسمات الهواء النقية فانطلق متأنِّيًا إلى حيث البحر وشاهد روعة الخلاق في هذا الجمال الباهر الذي حباك به من أجل أن تنعم بما آتاك به من نعمٍ كثيرةٍ تبعثُ في النفس بهجة وإقبالاً على الحياة العملية والنفسية التي تطمن بذكر الله.
- لا تدعْ للشيطان مجالاً ليوثِق يديك وقدماك ويشلّّ حركاتك عاجزًا عن فعل أي شئ متحججًا بالكسل أو عدم الرغبة، بل يجب عليك أن تقاوم فإنك لست مخلوقٌ لكي تنام بل أنت مخلوقٌ للعمل وللسعي.