لعلّنا خُلقنا لنظلّ هَكذا خطان متوازيان يعجزان عن الفراق وعن التواصُل، ولن يلتقِيا إلّا إذا انكسر عُرف هذه الكلمات واشتهرة عبارة خطان متوازيان لغادة السمان في ديوان الحب من الوريد إلى الوريد، حيثُ اشتهرت الشاعرة والكاتبة غادة السمان بشعرها الجريء والصريح الذي تخطّى جميع التوقُّعات وفَاق جميع الخطوط الحمراء هَذا ما وصفها به في أبناء جيلها من الشعراء والأُدباء، حيثُ أنّها كانة تسبِقُ عصرَها وبمراحل لم يبلُغَها هؤلاء الكتاب والشُعراء، فكانت شاعرة المُستقبل وخاطِفةً لأنظار العشاق، ولطالما كانت أشعارها تُجسّد ما يعجز اللسان عن التعبير به، وذلك مثل عبارة خطان متوازيان التي لاقت إعجابًا كبيرًا من قِبل العُشاق.

خطان متوازيان لغادة السمان

نترُكَكُم مع هذه القصيدة التي أذهلت الكُتّاب بمعانيها العميقة المُلتفّة التي تصيب الروح والفُؤاد بسكراتٍ تلوَ السكرات لما تحمله من معاني ودلالات.

الآن و قد تمت دورة الفراق
استطيع أن أحبك حقاً
لأنه بوسعي أن أراك بوضوح

لقد تدفق الزمن كالنهر
وضيعت طريق العودة إليك
ولكني ، مازلت أحبك بصدق
ومازلت أرفضت بصدق

آه
كيف حولتك الحرب في قلبي
إلي حجمك الحقيقي
طلقة مبتلة !!

أن أكون معك، وتكون معي
ولا نكون معاً:
ذلك هو الفراق …

وها هي أحزاني تتدفق
كالمطر الصيفي
لتغسـل عن روحي أكذوبة حبنـا …

رميتني بوردة
فانفجرت كقنبلة يدوية
وقطعتني أشلاء ..

آه لا تذهب، لا تحضر
لا تقترب لا تبتعد
لا تهجرني، لا تلتصق بي
لا تضيعني، لا تؤطرني ….
ولنطر معاً
في خطين متوازيين
لا يلتقيان
لكنهما أيضاً لا يفترقان ! …
إنه الحُب ! ..

لا استطيع أن أقول لك:
” أحبك ”
حتى لا يوسخها أصدقاؤنا الألداء بنكاتهم وتظارفهم
وهي في طريقهـا إليك

يُعذبني أنك عشت بدوني
و كنت حياً و تضحك وترحل
ولم أكن معك ! ..

وكانت مأساتي
ع حبك غير المكتمل
أني أشعر بذروة السعادة
خلال لقائك
وبذروة الذل
بعد ذلك …

لقد علمتك كيف تحبني
بينما كنت تعلمني كيف أكرهك ! ..

هذا الرجل كان حبـاً فصار فخاً

أنا أكره الدائرة
و أكره المربع والمثلث
وسأخرج في مُظاهرة ضد المستطيل ومتوازي الأضلاع
وكل ما هو مغلق كالسجن
وحدها النقطة المتحركة أحبها
أما الخطان المتوازيان
فيثيران حزني لركضهما إلي الأبد دونما لقاء
ودون أن يتبدل شيء … بينهما … وفيهما …

كيف تستطيع أن تحب
وأن تكره داخل لحظة واحدة ؟
لا أعرف
لكن هذا ما أحسه نحوك …

أفتقد صوتك
أكاذيبك، تبجحك ….
أفتقد نقاط ضعفك التي تتوهمها سرية
أكثر مما أفتقد قواك الاجتماعية السحر ..
أفتقد جرحك، لا نصرك
فأنا حقاً أحبك

كان علي أن أغادرك
كي أغادر موتي بك

نموت في ثانية واحدة
ثم نحتضر طويلاً …
يموت القلب أولاً
ثم يبدأ الاحتضار …

و أتقن جيداً
فنون الألم لفراقهم، و الشوق، و الذكريات
أكثر مما أتقن فن الاحتفاظ بهم …

إن جئت رفضتك
وإن غبت افتقدتك

سأكرهك قريباً
لأنك رجل يمكن أن أحبه حقاً !! …

و أعرف أن رحيلك قريب
وأحبك كما لو أنك باق أبداً …

و أحبك … بالرغم من رحيلك …
بل أحبك بسببه !! …

يدهشني
أن قلبي ما زال قادراً
علي أن يخفق هكذا
لرنين هاتفك ..

توهمتك فارساً
قادماً من عصور الوفاء المنقرضة
وتوهمتني غانية
قادمة من أقبية الخداع
لتعبث بك . . .
وكان كلانا مُخطئاً !! . . .

كنت أعرف منذ البداية
أن كل حب كبير
هو مشروع فراق …

أذا لم أقتل حبنـا
فسأقتل نفسي !

معك أقلق، أحب، أضحك، أحنــو
معك استعيد ذاتي المهجورة
ولكن غيابك المحتوم
يهدد طاقات القلب _ الجائعة إليك _
بالدمار المحتوم . . .

في المسافة بين غيابك و حضورك
أنكسر شيء ما
لن يعود كما كان أبداً . . .

مقتبسات الحب من الوريد إلى الوريد هذه هي من أروع القصائد التي خطّتها الشاعرة غادة السمان، والتي تعصِفُ الروح والفؤاد بكلماتها ومقتبساتها الرائعة.