اقوال عن استقلال لبنان الذي يحتفِلُ به اللبنانيون في تاريخ 22 تشرين الثاني، حيثُ اكتمَل استقلال لبنان بعد انسحاب كامل القوات الفرنسية في تاريخ 31 تشرين عام 1946 وهُو اليوم الذي تمّ فيه إعلان استقلال لبنان، ويُعتبر ذكرى لتخليد هذا اليوم، الذي يحتفل به اللبنانيون كُل عام، وفِي هذا اليوم تمّ فك أسر رئيس فهرسية اللبنانية آنذاك بشارة الخوري، بالإضافة إلى إطلاق سراح رئيس الحكومة رياض الصلح في ذلك الوقت، ومُوافقة الاحتلال الفرنسي على مَنحها الاستقلال التام، في هذا فهرس نُقدّم مجموعة اقوال عن استقلال لبنان.
شعارات عن استقلال لبنان
يوم 22 تشرين الثاني يحتفلُ به اللبنانيون كُل عام كذِكرى يُخلّدون بها استقلالهم وخُروج الاحتلال الفرنسي من بلادهم، وفِي هذه المُناسبة يُردّد اللبنانين شعارات وعبارات نُوجِز لكم بعضًا منها.
- 22 تشرين الثاني هُو تاريخ خالد يُعيّده لبنان وجَميع اللبنانيين، هُو يوم وطني يذكّرنا باستقلال لبنان، حكومة الاستقلال التي ناضلت من أجل الاستقلال التام للبنان، جعلت منه بلداً مُستقلاً، وحرّاً.
كلّ لبنان يحتفل بهذا اليوم العظيم، أكانوا لبنانيين مُقيمين في بلدهم أو حتى في بلاد الإغتراب… هذا العيد للجميع ولا يفرّق أحد، هذا عيد جميع اللبنانيين. - إنّ الاستقلال هو الرّكيزة الأساسيّة لبقاء الوطن، وإنّ الحفاظ عليه دُونه مصاعب وتضحيات جسام، لكنّه أمانة الأسلاف الذين كابدوا من أجله ظلمات السجون والمعتقلات، وقدموا على دربه قوافل الشهداء. فلا تهاون في تحمل المسؤولية، ولا تفريط بصون الأمانة الغالية.
ركائز استقلال لبنان
لاستقلال لبنان عِدّة ركائز، نادي بها قادة قُدماء لا بُدّ من توافرها حتى يكون الاستقلال إنجازًا مقصود، وهذه الركائز هي:
- التحرر من مختلف أشكال الانتداب والاحتلال
إنّ أي احتلال لأجزاء من الأرض، أو أي وجُود عسكري أجنبي من دُون موافقة السّلطة الوطنية، يُعتَبر انتهاكًا للسيادة والاستقلال، وها هُو تاريخ لبنان يشهَد أنه في كلّ مرة تعرض فيها الوطن للاحتلال أو الانتداب، كان اللبنانيون يهبون سعيًا للتحرر، ولا يتوقفون عن نضالهم أو يتراجعون، حتى تحقيق أهدافهم كاملة.
- الإرادة الوطنية الجامعة
من خلال هَذه الإرادة تتبلوَر فِكرة الاستقلال في الأذهَان، وترتسم نقطة الانطلاق الأولى، في مسار تجسيد الفكرة إلى واقع وحقيقة.
تنشأ الإرادة الوطنية الجامعة، من الخصائص المشتركة التي تجمع مختلف مكوّنات الشعب، ومن تلاقي آمالها وتطلعاتها، ورغبتها في العيش معاً، في ظل دولة واحدة ونظام واحدٍ، يكفلان تأمين مصالح الجميع، كما تنشأ من تقارب القيم والعادات والتقاليد لدى هذه المكوّنات، وتضحياتها المشتركة عبر الأجيال، ونظرتها الموحدة إلى الأخطار التي تتهددها، الأمر الذي ينسج بين الجميع، شعوراً عميقاً، بأواصر اللحمة ووحدة المصير.
- وحدة الأرض والشعب والمؤسسات
إن تعرض هذه الوحدة لأي شكل من أشكال التشرذم والانقسام، يؤدي إلى ضرب صيغة العيش المشترك بين أبناء الشعب كافة، وإلى اختلاف مواقفهم ورؤاهم حول الثوابت والمسلمات الوطنية.
وعلى الرغم من الأحداث القاسية التي مرّ بها الوطن، ظلّ موقف اللبنانيين ثابتاً تجاه رفض طروحات التقسيم بأشكاله المختلفة، انطلاقاً من وعيهم العميق لمخاطره الجسيمة على سلامة الكيان ورسالته الحضارية والإنسانية في العالم أجمع.
- سيادة الدولة وقرارها الحر
إن من ثمار الاستقلال الناجز، سيادة الدولة على أراضيها ومؤسساتها، وقدرتها على اتخاذ قرارها الحر، المنبثق من إرادة الشعب ومصالحه العليا، وما عدا ذلك، يشكل مساً بالكرامة الوطنية وعائقاً أمام الدولة، في مسيرة التطوير والنهوض بالبلاد، واستغلال الطاقات والثروات الوطنية، وتحديد السبل الكفيلة بتأمين حاجات الشعب وتحقيق تطلعاته.
- الطريق الى الاستقلال
على مر العصور، تميز اللبنانيون بنزعتهم الاستقلالية وتوقهم الدائم للتحرر. وقد تبلورت نزعتهم هذه بصورة جليّة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، من خلال الجمعيات والحركات التحررية، السرية منها والعلنية، التي أنشأوها أو شاركوا فيها داخل الوطن أو في المهجر، كما في مواقف النخب السياسية والتيارات الشعبية التي انتشرت في مختلف المناطق اللبنانية.
- مع اندلاع الحرب العالمية الأولى وفي ظل متغيرات دولية، بدأت الظروف تتهيأ أكثر أمام توجه اللبنانيين للمطالبة بتحقيق استقلالهم وإنشاء دولتهم المستقلة.
- ولم يتأخر اللبنانيون عن ترجمة إرادتهم عملياً، إذ تطوعت مجموعات من الشبان اللبنانيين في “فرقة الشرق” التي أنشأها الحلفاء في المنطقة العربية عام 1916 ، كأحد وجوه النضال الوطني.
- وقد اشترطوا حينها أن يدون على عقود تطوعهم العسكرية شرطان: الأول أنهم يقاتلون ضد القوات العثمانية من دون غيرها، والثاني أنهم انخرطوا في القوات الحليفة لتحرير لبنان.
- وما لبثوا لاحقاً أن شكلوا داخلها حالة لبنانية مميزة، ففي عام 1918 أصبحت فرقة الشرق تضم في صفوفها أول سرية من سرايا الجيش اللبناني: السرية 23 التي رافق تأليفها الكثير من التعاطف والحماس.
منذ العام 1921 أخذت سرايا القناصة اللبنانية بنشر العمران في أرجاء الوطن، حيث قامت بأعمال التعمير وشق الطرقات وإنشاء الجسور ومراكز الهاتف والتلغراف والتفتيش عن الآثار ومكافحة الجراد والإغاثة والتشجير … فكان عهد من المحبة والود والتقدير بين اللبنانيين وجيشهم.
- في أيلول من العام 1939، اندلعت الحرب العالمية الثانية، وبعد سقوط فرنسا بيد الألمان وانقسام قواتها بين مؤيد لحكومة فيشي ومؤيد لقوات فرنسا الحرة، جرت محاولات عدة لزج الوحدات العسكرية اللبنانية في الصراع الفرنسي – الفرنسي من دون أن تحقق أي نجاح يذكر.
- وهكذا اجتمع في 26 تموز 1941، أربعون ضابطاً لبنانياً ووقعوا وثيقة شرف ، تعهدوا فيها بعدم الخدمة إلا في سبيل لبنان، كما تعهدوا بأن تختصر علاقتهم بالحكومة الوطنية ومنها يتلقون الأوامر فقط. وفي ختام الوثيقة، ربط الضباط استئناف مهامهم العسكرية بالحصول على وعد قاطع من السلطات الرسمية الفرنسية باستقلال وطنهم، وهذا ما حصل إذ ألقى الجنرال ديغول الذي كان موجوداً في بيروت حينها خطاباً وعد فيه بمنح لبنان الاستقلال والسيادة.
- في 29 آب و5 أيلول 1943، جرت انتخابات نيابية في لبنان وعلى أثرها تم انتخاب الشيخ بشارة الخوري رئيساً للجمهورية الذي بدوره قام بتكليف رياض الصلح بتشكيل الحكومة.
- مع الرجلين بدأت معركة الاستقلال تعيش لحظاتها الحاسمة من خلال البيان الوزاري الشهير الذي تضمن سياسة الحكومة الاستقلالية، تلاه قيام مجلس النواب بتعديل مواد الدستور المتعلقة بالانتداب وتوقيع رئيس فهرسية على هذا التعديل.
- وقد ردت السلطات الفرنسية باعتقال رئيسي فهرسية والحكومة وعدد من الوزراء وأحد النواب وأودعتهم سجن قلعة راشيا.
- فور شيوع نبأ الاعتقال، اشتعلت ساحات المدن بالتظاهرات الاحتجاجية، وبدعم من الضباط اللبنانيين شكلت حكومة مؤقتة من الوزيرين حبيب أبو شهلا ومجيد ارسلان اللذين توجها إلى بشامون، وكان برفقتهما رئيس مجلس النواب صبري حمادة، وهناك انضمت إلى الحكومة مجموعة من الشباب التي شكلت ما يشبه الحرس الوطني.
- أمام هذا الواقع وأمام استمرار التظاهرات الشعبية، اضطرت السلطات المنتدبة إلى التراجع عن تشددها مذعنة لمشيئة اللبنانيين، وأطلق سراح رجالات الدولة من سجن راشيا في 22 تشرين الثاني 1943، فتحقق بذلك إنجاز استقلال لبنان في حدوده المعترف بها دولياً.