اقوال عن فراق الأحبة، الذين يتركون أثرًا وجُرحًا كبيرًا في تركهم لنا، فهذه الحياة تحمِل لنا من المُفاجآت ما يسُرّ القلب وما يجرحُه، وفراق الأحبة يجعلُ دقائق الحياة بطِيئة، والدقائق والسّاعات حارقة تكوِينا ثَوانِيها، فالأحبة لنا في هذه الحياة هُم من تقاسَمنا معهم الأفراح والأحزان، وسرَقنا بصحبتهم الأيام الجميلة من حياتنا، وكانت هذه الّلحظات الجميلة برِفقتهمم طويلة نُحقّق بها سعادة وفرحًا وخطّطنا أن نبقى لآخر العمر، ولكن لم يخطر ببالنا أنّ هذه الأيام لن تدُوم وأنّ القضاء والقدر سيسرِقُها مِنّا، فليس بيدنا حيلة أمام تصرفات القدر، في هذا فهرس اخترنا لكُم مجموعة من الاقوال عن فراق الاحبة.

كلمات عن فراق الاحبة

فراق الأحبة يُشكل حزنًا في قلوبنا أشبه بلهِيب الشمس الحارِقة في فصل الصيف الذي يُبخّر الذكريات في القلب، فالفراق هو نار دُون حدود لا يشعر بها أو يتذوق حرقتها إلّا من اكتوى بنار الفراق.

  • غابت شمسك عن سمائي يا حبيبي، فأصبح الكون كلّه ظلامٌ دامس، أصبح الكون كلّه من دون أيّ ألوان، وملامح، وأصوات، لم يعد سوى صدى صوتك يرنّ في أذني، لم أعد أرى سوى صورة وجهك الحبيب، لم أعد أتذكّر إلّا صورة وجهك، ونظرات عينيك عند الوداع.
  • بعد الفراق أصبح كلّ شيءٍ بطيئاً، أصبحت الدّقائق والسّاعات حارقةً، وأصبحت أكتوي في ثوانيها.
  • كنّا معاً دائماً نتقاسَم الأفراح والأحزان، كنّا دائماً نحاول أن نسرق من أيّامنا لحظاتٍ جميلة، نحاول أن تكون هذه اللحظات طويلة، نحاول أن نحقّق سعادةً وحبّاً دائمين، حاولنا دائماً أن نبقى معاً لآخر العمر، لكِن لم يخطر ببالنا أنّ الّلقاء لا يدوم، وأنّ القضاء والقدر هو سيّد الموقف، وأنّه ليس بيدنا حيلة أمام تصاريف القدر، وتقلّباته.
  • تركتني ورحت أنظر إلى صورتك أمامي، أسترجع ذكرياتي الجميلة، واللحظات الحلوة التي جمعتنا معاً، كم فرحنا، وكم بكينا، وكم واجهتنا صعوباتٌ اجتزناها معاً، لكن علّمني هذا الزّمان أنّ الحياة ليست إلّا مجمُوعة صور.
  • الفراق حزن كلهيب الشّمس، يبخّر الذّكريات من القلب، ليسمو بها إلى عليائها، فتجيبه العيون بنثر مائها؛ لتطفئ لهيب الذّكريات.
  • الفراق نارٌ ليس لها حدود، لا يشعر به إلّا من اكتوى بناره.
  • لكم في الذّكرى شجوني من أجلها تدمع عيوني، فإذا طال الزّمان ولم تروني، فابحثوا عنّي عند من أحبّوني، وإذا زاد الفراق ولم تروني، فهذا كلامي بيه تذكّروني.
  • الفراق لسانه الدّموع، وحديثه الصّمت، ونظره يجوب السّماء.
  • الفراق هو القاتل الصّامت، والقاهر الميّت، والجرح الّذي لا يبرأ، والدّاء الحامل لدوائه.
  • الفراق كالحبّ تعجز الحروف عن وصفه.
  • الفراق كالعين الجارية التي بعد ما اخضرّ محيطها نضبت.
  • هل للوداع مكان أم أنّه سفينة بلا شراع.
  • يا ليت الزّمان يعود، واللقاء يبقى للأبد، ولكن مهما مضى من سنين سيبقى الموت هو الأنين، وستبقى الذّكريات قاموساً تتردّد عليه لمسات الوداع والفراق، والوداع والموت هو البقاء.
  • عند الفراق، اترك لعينيك الكلام، فسيقرأ من أحبّك سوادها، واجعل وداعك لوحةً من المشاعر، يستميت الفنّانون لرسمها ولا يستطيعون، فهذا آخر ما سيسجّله الزّمن في رصيدكما.
  • ما أصعب أن تبكي بلا دموع، وما أصعب أن تذهب بلا رجوع، وما أصعب أن تشعر بضيق، وكأنّ المكان من حولك يضيق.
  • بعد الفراق لا تنتظر بزوغ القمر لتشكوا له ألم البُعاد؛ لأنّه سيغيب ليرمي ما حمله، ويعود لنا قمراً جديداً، ولا تقف أمام البحر لتهيج أمواجه، وتزيد على مائه من دموعك؛ لأنّه سيرمي بهمّك في قاع ليس له قرار، ويعود لنا بحراً هادئاً من جديد، وهذه هي سنّة الكون، يوم يحملك ويوم تحمله.
  • وإذا فرّقت الأيّام بينكما فلا تتذكّر من كنت تحب إلّا بكلّ إحساسٍ صادق، ولا تتحدّث عنه إلّا بكلّ ما هو رائعٌ ونبيل، فقد أعطاك قلباً، وأعطيته عمراً، وليس هناك أغلى من القلب والعمر في حياة الإنسان.
  • إذا اكتشفت أنّ كل الأبواب مغلقةٌ، وأنّ الرّجاء لا أمل فيه، وأنّ من أحببت يوماً أغلق مفاتيح قلبه، وألقاها في سراديب النّسيان، هنا فقط أقول لك أنّ كرامتك أهمّ كثيراً من قلبك الجّريح، حتّى وإن غطّت دماؤه سماء هذا الكون الفسيح فلن يفيدك أن تنادي حبيباً لا يسمعك، وأن تسكن بيتاً لم يعد يعرفك أحدٌ فيه، وأن تعيش على ذكرى إنسان فرّط فيك بلا سبب، في الحبّ لا تفرّط فيمن يشتريك، ولا تشتري من باعك ولا تحزن عليه.

شعر عن فراق الاحبة

كثير من الشُعراء من رسم ذكرياته مع أحبته الذين اكتوى بنار فارقهم بأشعاره وقصائده، لتفيض كلماتهم حزنًا وألمًا يوجع القلب.

قصيدة رجل مهزوم ” نزار قباني “

نزار قبّاني.

حزن يغتالني

وهم يقتلني

وظلم حبيب يعذّبني

آه.. ما هذه الحياة

التي كلّها آلام لا تنتهي

وجروح لا تنبري

ودموع من العيون تجري

جرحت خدّي

أرّقت مضجعي

وسلبت نومي

آه يا قلبي

يا لك من صبور

على الحبيب لا تجور

رغم ظلمه الكثير

وجرحه الكبير

الذي لا يندمل ولا يزول

مازلت تحبّه

رغم كلّ الشّرور مازلت تعشقه

رغم الجور والفجور

ما زلت تحنّ إليه

رغم ما فيه من غرور

قلبي.. ويحك قلبي

إلى متى.. إلى متى

أخبرني بالله عليك إلى متى

هذا الصّبر

وهذا الجلد والتّحمل

إلى متى هذا السّهر والتّأمل

إلى متى هذه المعاناة والتذلّل

كفّ عن هذا كفّ

فاكره كما كرهت

واهجر ما هجرت

وعذّب كما عذّبت

واظلم كما ظلمت

واجرح كما جرحت

فلقد عانيت كثيراً

وصبرت كثيراً وكثيراً على حبيب لا يعرف

للحبّ معنىً

أما آن لك يا قلبي أن توقف كلّ هذا

فبالله عليك يا قلبي

كفّ

قصيدة علمني حبك ” نزار قباني “

-نزار قبّاني.

علّمني حبّك أن أحزن

وأنا محتاج منذ عصور

لامرأة تجعلني أحزن

لامرأة أبكي فوق ذراعيها

مثل العصفور

لامرأة تجمع أجزائي

كشظايا البلور المكسور

علّمني حبّك سيّدتي أسوأ عاداتي

علّمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرّات

وأجرّب طبّ العطّارين وأطرق باب العرّافات

علّمني أخرج من بيتي لأمشّط أرصفة الطّرقات

وأطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السّيارات

أطارد ثوبك في أثواب المجهولات

أطارد طيفك

حتّى

في أوراق الإعلانات

علّمني حبّك كيف أهيم على وجهي ساعات

بحثاً عن شعر غجريّ تحسده كلّ الغجريّات

بحثا عن وجه، عن صوت، هو كلّ الأوجه والأصوات

أدخلني حبّك سيّدتي مدن الأحزان

وأنا من قبلك لم أدخل مدن الأحزان

لم أعرف أبداً أنّ الدّمع هو الإنسان

أنّ الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان

علّمني حبّك

علّمني حبّك أن أتصرّف كالصّبيان

أن أرسم وجهك بالطّبشور على الحيطان

وعلى أشرعة الصّيادين، على الأجراس، على الصّلبان

علّمني حبّك

كيف الحبّ يغيّر خارطة الأزمان

علّمني أنّي حين أحبّ تكفّ الأرض عن الدّوران

علّمني حبّك أشياءً

ما كانت أبداً في الحسبان

فقرأت أقاصيص الأطفال، دخلت قصور ملوك الجانّ

وحلمت أن تتزوجني بنت السّلطان

تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان

وحلمت أن اخطفها مثل الفرسان

وحلمت بأنّي أهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان

علّمني حبّك يا سيدتي ما الهذيان

علّمني كيف يمرّ العمر ولا تأتي بنت السّلطان

علّمني حبّك كيف أحبّك في كلّ الأشياء

في الشّجر العاري، في الأوراق اليابسة الصّفراء

في الجوّ الماطر في الأنواء

في أصغر مقهىً نشرب فيه مساءً

قهوتنا السّوداء

علّمني حبّك أن آوي

لفنادق ليس لها أسماء

ومقاه ليس لها أسماء

علّمني حبّك كيف الليل يضخّم أحزان الغرباء

علّمني كيف أرى بيروت

امرأةً تلبس كلّ مساء

أجمل ما تملك من أزياء

علّمني كيف ينام الحزن

كغلام مقطوع القدمين

في طرق الرّوشة والحمراء

علّمني حبّك أن أحزن

وأنا محتاج منذ عصور

لامرأة تجعلني أحزن

لامرأة أبكي فوق ذراعيها

مثل العصفور

لامرأة تجمع أجزائي

كشظايا البلور المكسور

قصيدة الحزن والغضب ” محمود درويش “

-محمود درويش.

الصّوت في شفتيك لا يُطرب

والنّار في رئتيك لا تغلب

وأبو أبيك على حذاء مهاجر يصلب، وشفاهها تعطي سواك، ونهدها يحلب

فعلام لا تغضب!

أمس التقينا في طريق الليل من حان لحان

شفتاك حاملتان

كل أنين غاب السّنديان

ورويت لي للمرّة الخمسين

حبّ فلانه وهوى فلان

وزجاجة الكونياك

والخيام والسّيف اليمانيّ

عبثاً تخدّر جرحك المفتوح

عربدة القناني

عبثاً تطوع يا كنار الليل جامحة الأماني

الرّيح في شفتيك تهدم ما بنيت من الأغاني

فعلام لا تغضب!

قالوا ابتسم لتعيش

فابتسمت عيونك للطريق

وتبرّأت عيناك من قلب يرمده الحريق

وحلفت لي أنّي سعيد يا رفيق

وقرأت فلسفة ابتسامات الرّقيق

الخمر، والخضراء، والجسد الرّشيق

فإذا رأيت دمي بخمرك

كيف تشرب يا رفيق

القرية الأطلال

والنّاطور والأرض واليباب

وجذوع زيتوناتكم

أعشاش بوم أو غراب

من هيّأ المحراث هذا العام

من ربى التّراب

يا أنت أين أخوك، أين أبوك

إنّهما سراب

من أين جئت، أمن جدار

أم هبطت من السّحاب

أترى تصون كرامة الموتى

وتطرق في ختام الليل باب

و علام لا تغضب!