كلمات عن عشق دمشق عاصمة فهرسية السوريّة، وهي من أجمل المُدن في الوطن العربي بل في العالم أجمع، إلّا أنّ أحياء دمشق وريفها اليوم عبارة عن ساحة قتال بين الثوار وأجهزة الأمن السوريّة التابعة لبشار الأسد، فقد حلّ الدمار في سوريا بأكملها والخطر يدق أبواب مدينة دمشق الحبيبة، ونسأل الله أن يحميها ويحفظها من كُل شر، هذا وقد تغنّى الشاعر نزار قباني كثيرًا ببلده سوريا وبمدينة دمشق بشكل خاص، حيثُ سنضع لكم الآن كلمات عن دمشق مأخوذة من أشعار نزار قبّاني الشاعر السوري الكبير.

اجمل كلمات عن دمشق نزار قباني

ألّف الشاعر الكبير نزار قباني العديد من القصائد التي تحدّث بها عن دمشق، واصفها بأرق الكلمات الجميلة والتاريخية، ومن أجمل الكلمات عن دمشق للشاعر الكبير نزار قباني:

فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا فيـــــا دمشق لماذا نبدأ العتبـــا

حبيبتي أنت فاستلقي كأغنيــــــة على ذراعي ولا تستوضحي السببا

يا شام إن جراحي لا ضفاف لهـا فمسحي عن جبيني الحزن والتعبـا

يا شام أين هما عينا معاويــــــة وأين من زحموا بالمنكب الشهبـــا

فلا خيول بني حمدان رااقصـــه زهواً ولا المتنبي مالئ حلبــــــا

وقبر خالد في حمص نلامســــه فيرجف القبر من زواره غضبــــا

يا رب حي رخام القبر مسكنـــه ورب ميت على أقدامه انتصبــــا

يا ابن الوليد ألا سيف تؤجــــره فكل أسيافنا قد أصبحت خشبـــــا

دمشق يا كنز احلامي ومروحتي أشكو العروبة أم أشكو لك العربـا

======================================
ينطلق صوتي، هذه المرة، من دمشق.
ينطلق من بيت أمي وأبي.
في الشام. تتغير جغرافية جسدي.
تصبح كريات دمي خضراء.
وأبجديتي خضراء.
في الشام. ينبت لفمي فمٌ جديد
وينبت لصوتي، صوتٌ جديد
وتصبح أصابعي،
قبيلةً من الأصابع.
أعود إلى دمشق
ممتطياً صهوة سحابه
ممتطياً أجمل حصانين في الدنيا
حصان العشق.
وحصان الشعر ..
أعود بعد ستين عاماً
لأبحث عن حبل مشيمتي ،
وعن الحلاق الدمشقي الذي ختنني ،
وعن القابلة التي رمتني في طستٍ تحت السرير
وقبضت من أبي ليرةً ذهبية
وخرجت من بيتنا ..
في ذلك اليوم من شهر آذار عام 1923
ويداها ملطختان بدم القصيده ….
=====================
من جهة (باب البريد).
حاملاً معي ،
عشرة أطنانٍ من مكاتيب الهوى
كنت قد أرسلتها في القرن الأول للهجرة
ولكنها لم تصل إلى عنوان الحبيب
أو فرمها مقص الرقيب ..
لذلك.. قررت أن أحمل بريدي على كتفي
لعل التي أحببتها ..
وهي تلميذةٌ في المدرسة الثانوية
قبل خمسة عشر قرناً
لا تزال ترسب في امتحاناتها
تضامناً مع ليلى العامريه
ومريم المجدليه
ورابعة العدوية
وكل المعذبات في الحب .. في هذا العالم الثالث.
أو لعل الرقيب الذي كان يغتال رسائلي
قد نقلوه إلى مصلحة تسجيل السيارات
أو أدخلوه إلى مدرسةٍ لمحو الأمية
أو تزوج ممن كان يقرأ لها رسائلي
منتحلاً إسمي..
وإمضائي ..
وجرأة قصائدي ..
=====================
أعود إلى الرحم الذي تشكلت فيه..
وإلى المرأة الأولى التي علمتني
جغرافية الحب ..
وجغرافية النساء..
أعود..
بعدما تناثرت أجزائي في كل القارات
وتناثر سعالي في كل الفنادق
فبعد شراشف أمي المعطرة بصابون الغار
لم أجد سريراً أنام عليه..
وبعد عروسة الزيت والزعتر ..
التي كانت تلفها لي،
لم تعد تعجبني أي عروسٍ في الدنيا..
وبعد مربى السفرجل الذي كانت تصنعه بيديها
لم أعد متحمساً لإفطار الصباح
وبعد شراب التوت الذي كانت تعصره
لم يعد يسكرني أي نبيذ …
=======================
أدخل صحن الجامع الأموي
أسلم على كل من فيه
بلاطةً .. بلاطه
حمامةً .. حمامه
أتجول في بساتين الخط الكوفي
وأقطف أزهاراً جميلةً من كلام الله …
وأسمع بعيني صوت الفسيفساء ..
وموسيقى مسابح العقيق ..
تأخذني حالةٌ من التجلي والإنخطاف ،
فأصعد درجات أول مئذنةٍ تصادفني
منادياً:
” حي على الياسمين “.
“حي على الياسمين “.
=================
عائدٌ إليكم ..
وأنا مضرجٌ بأمطار حنيني
عائدٌ .. لأملأ جيوبي
عائدٌ إلى محارتي .
عائدٌ إلى سرير ولادتي.
فلا نوافير فرساي
عوضتني عن (مقهى النوفره)..
ولا سوق الهال في باريس
عوضني عن (سوق الجمعه) ..
ولا قصر باكنغهام في لندن
عوضني عن (قصر العظم)..
ولا حمائم ساحة (سان ماركو) في فينيسيا
أكثر بركةً من حمائم الجامع الأموي
ولا قبر نابوليون في الأنفاليد
أكثر جلالاً من قبر صلاح الدين الأيوبي ..
قد يتهمني البعض ..
بأنني عدت إلى السباحة في بحار الرومانسية
إنني لا أرفض التهمة .
فكما للأسماك مياهها الإقليمية
فإن للقصائد أيضاً مياهها الإقليمية .
وأنا ـ كأي سمكةٍ تكتب شعراً ـ
لا أريد أن أموت اختناقاً ….
=======================
أتجول في حارات دمشق الضيقة .
تستيقظ العيون العسلية ، خلف الشبابيك
وتسلم علي ..
تلبس النجوم أساورها الذهبية ..
تحط الحمائم من أبراجها ..
وتسلم علي ..
تخرج لي القطط الشامية النظيفه
التي ولدت معنا ..
وراهقت معنا ..
وتزوجت معنا ..
لتسلم علي …
تضع قليلاً من الماكياج على وجهها ..
شأن كل النساء ..
تصنع لي قهوةً طيبه .
وتعرفني على أولادها .. وأصهارها .. وأحفادها ..
وتخبرني أن أكبر أولادها ..
سيتخرج هذا العام ، طبيباً من جامعة دمشق
وأن أصغر بناتها تزوجت من أميرٍ عربي
وسافرت معه إلى الخليج ..
تكرج الدمعة في عيني ..
وأستأذن بالإنصراف ..
وأنا مطمئنٌ على شجرة العائلة
ومستقبل السلالات …
====================
أتغلغل في ( سوق البزورية )
مبحراً في سحب البهار
وغمائم القرنفل ..
والقرفة ..
واليانسون ..
وبماء العشق مرات ..
وأنسى ـ وأنا في سوق العطارين
جميع مستحضرات (نينا ريتشي ) ..
و (كوكو شانيل ) …
ماذا تفعل بي دمشق ؟
كيف تغير ثقافتي ، وذوقي الجمالي ؟
فينسيني رنين طاسات (عرق السوس)
كونشرتو البيانو لرحما نينوف ..
كيف تغيرني بساتين الشام ؟
فأصبح أول عازفٍ في الدنيا
يقود أوركسترا
من شجر الصفصاف!!
===============
جئتكم ..
من تاريخ الوردة الدمشقية
التي تختصر تاريخ العطر ..
ومن ذاكرة المتنبي
التي تختصر تاريخ الشعر ..
جئتكم..
والأضاليا ..
والنرجس الظريف
التي علمتني أول الرسم ….
جئتكم..
من ضحكة النساء الشاميات
التي علمتني أول الموسيقى …
وأول المراهقة ..
ومن مزاريب حارتنا
التي علمتني أول البكاء
ومن سجادة صلاة أمي
التي علمتني
أول الطريق إلى الله ….
===============
أفتح جوارير الذاكره
واحداً .. واحداً ..
أتذكر أبي ..
خارجاً من معمله في (زقاق معاويه)
كأنه غمامةٌ من عطر الفانيليا ..
أتذكر عربات الخيل ..
وبائعي الصبارة ..
التي تكاد ـ بعد بطحة العرق الخامسة ـ
أن تسقط في النهر …
أتذكر المناشف الملونه
وهي ترقص على باب (حمام الخياطين)
كأنها تحتفل بعيدها القومي .
أتذكر البيوت الدمشقية
بمقابض أبوابها النحاسية
وسقوفها المطرزة بالقيشاني
وباحاتها الجوانية
التي تذكرك بأوصاف الجنة ….