أهمّ اقوال الصحابة عن الحجاب، حيثُ أنّ الحجاب من مظاهر الجمال للمرأة، فمَن تبحثُ عن الجمال الحقيقي والتقوى والعفاف عليها أن تلبِس الحجاب الذي يجعلها كالملكة بين الجميع، فقد ورد فضل الحجاب في الكثير من الأقوال المأخوذة عن الصحابة، حيث كان الحجاب دومًا رمزًا للعفة والطهارة والجمال أيضًا، وفي عصرنا هذا تُشن الكثير من الهجمات على كل من تتمسّك بحجابها وعفّتها، إلّا أنّ الفتيات المسلمات المؤمنات بأنّ الحجاب فرضٌ من الله قد تمسّكن بهذه الفريضة، ونحن في موقعنا المميز موقع فهرس قسم الأقوال قد جمعنا لكُم أهم اقوال الصحابة عن الحجاب للمرأة.

ما هو الحجاب

الحجاب في الثقافة الإسلامية هو لباس يستُر جسد المرأة. وهو أحد الفُروض الواجبة على المرأة في شرائِع مُعظم الطوائف والفرق الإسلامية.

لغويًا: الحِجاب هو الساتر، وحجب الشئ أي ستره، وامرأة محجُوبة أي امرأة قد سُترت بستر، عادةً ما يُسمّى غطاء رأس المرأة بالحجاب في الأوساط العربية والإسلامية. وهُناك إجماع من علماء الدين الإسلامي على وجوب الحجاب على المرأة، وإن كانوا يختلفون في هيئته، فمنهم من يرى أن على المرأة ستر جميع جسدها بما فِيه الوجه والكفين، بينما يرى أغلبهم جواز كشف الوجه والكفين، حيث ترى دار الإفتاء المِصرية في المصدر السابق «أنه إجماع المسلمين سلفًا وخلفًا، وأنه من المعلوم من الدين بالضرورة، وهذا يعد من قبيل الفرض اللازم الذي هو جزء من الدين»، وبالرّغم من ذلك تجدر الإشارة إلى أنّه في العصر الحديث ظهر تيار يعارض الحجاب بدعوى أنه ليس فرضًا بل عادة.

وهُناك بعض الدول تمنع أو تقيد ارتداء غطاء الرأس أو ما يعرف بالحجاب في المؤسسات العامة كالجامعات والمدارس أو المؤسسات الحكومية؛ مثل فرنسا وتونس سابقًا، في ظل نظام بورقيبة وبن علي- وتركيا، بينما توجد دول ومُنظّمات أخرى تفرضه على مواطناتها وحتى الأجنبيات منهن مثل إيران والسعودية والسُودان.

اجمل اقوال الصحابة عن الحجاب

أفضل ماقاله الصحابة رضوان الله عليهم عن الحجاب وعفّته ونقائه الذي يجعل من المرأة طاهرة وعفيفة.

  • عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ [القصص: 25]، قال: (مستترة بكمِّ درعها أو بكم قميصها)؛ رواه الطبري (20/ 60)، ورواه ابن أبي حاتم، ولفظه: (… قائلة بثوبها على وجهها)؛ (إسناده صحيح)، قال ابن جرير: (تمشي على استحياء من موسى، قد سترتْ وجهها بثوبها).
    قلت: فهذا القول هو الذي ذكَره ابن جرير، ولم يَذكر غيرَه؛ فالمرأة التي تلبس النِّقاب عندها من الحياء ما ليس عند غيرها؛ ولذلك إذا قدِّر لها أن تخلع النِّقابَ شعرت بالخجَل الذي يَعتريها، فماذا يريد دعاة السُّفور بنساء الأمَّة؟! لا شك أنَّ النتيجة رفع الحياء عنهنَّ كما هو واضح الآن.
  • عن عائشة رضي الله عنها قالت: “تسدل المرأة جلبابَها من فوق رأسها على وجهها”؛ رواه سعيد بن منصور بإسناد صحيح، وهو يؤيِّد حديثها الآخر: (كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحرِمات، فإذا حاذوا بنا، سدلتْ إحدانا جلبابَها من رأسها على وجهها، فإذا جاوَزونا كشفْناه)؛ رواه أحمد وأبو داود، ويؤيد ذلك أيضًا حديث أختها أسماء: (كنَّا نغطِّي وجوهنا من الرِّجال، ونمتشط قبل ذلك في الإحرام).
    فانظر كيف تفتي عائشة رضي الله عنها النِّساءَ بتغطية وجوههنَّ؛ لتعلم شيوع النِّقاب في عصر النبوَّة، لا كما يدَّعي أصحاب الفتوى الشاذَّة والمنكرة في دين الله، بأنه غلوٌّ وتنطُّع وتقليد للرَّاهبات.
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “تدني الجلباب إلى وجهها، ولا تضرب به”، فقلتُ – أي: أبو الشعثاء الراوي عنه -: وما “لا تضرب به”؟ فأشار لي: كما تجلبب المرأة، ثمَّ أشار لي ما على خدِّها من الجلباب، قال: “تعطفه وتضرب به على وجهها، كما هو مَسدول على وجهها”[1].
    فانظر إلى كلام ابن عباس وشرحِه لأبي الشعثاء معنى التجلبُب للمرأة؛ وفيه يظهر بوضوح ستر الوجه.
  • عن فاطمة بنت المنذر رضي الله عنها قالت: (كنَّا نخمِّر وجوهنا، ونحن محرِمات مع أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما)؛ رواه مالك (1/ 328)، وإسناده صحيح، وهذا واضح الدلالة على شُيوع النِّقاب حتى بعد عهد النَّبي صلى الله عليه وسلم؛ أي: في زمن التابعين، وهكذا تَمضي السنَّة في خير القرون قرنًا بعد قرن، حتى يأتي قرننا الذي ابتُلينا فيه بأمثال قاسم أمين، وسعد زغلول، والآن نُبتلى بأذنابهما ومَن يروِّج لفكرهما من حيث يَشعر أو لا يشعر – أعاننا الله عليهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
  • عن عاصم الأحول قال: “كنَّا ندخل على حفصة بنت سيرين، وقد جعلت الجلبابَ هكذا، وتنقَّبَت به، فنقول لها: رحمك الله! قال الله تعالى: ﴿ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ﴾ هو الجلباب، فتقول لنا: أي شيء بعد ذلك؟ فنقول: ﴿ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ﴾ [النور: 60]، فتقول: هو إثبات الجلباب”.
    فانظر إلى فتوى هذه التابعيَّة الفقيهة، التي روى لها أصحابُ الكتب الستَّة، وهي من فضليات النساء علمًا وعملًا، وهي تفتي في وجود تلاميذها (الذين هم من أجلِّ العلماء) بإثبات الجلباب استعفافًا للقواعد من النِّساء؛ لتعلم أن قول “محرِّم النقاب” بأن النِّقاب بدعة، مردودٌ منكر وزُور في دين الله عز وجل.