إنّ الحب من أسمى وأجمل العلاقات التي تنشأ بين شخصين يتبادلون نفس الشعور فيما بينهم، حيثُ من الممكن أن يُهدوا بعضهم البعض أجمل اقتباسات ابن زيدون عن الحب؛ كونُها من أجمل الإقتباسات التي تصفُ الحب بأروع الكلمات، وتُعدّ هذه الاقتباسات من أجمل ما يُهدي الحبيب لمحبوبته، لأنّ فيها الكثير من الكلمات المعبرة وبشدة عن الحب الكامن في القلب، فإنّها مأخوذة من قصائد وقصص تصفُ الحب والعشق والرومانسية بأروع وأقوى الكلمات، ولكن ابن زيدون من أشهر الشعراء الذين عبّروا عن الحب بأرق العبارات والكلمات القويّة المليئة بالإحساس والعشق.
الشاعر ابن زيدون
ولد أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون في قرطبة لأسرة من فُقهاء قرطبة من بني مخزوم، تولّى ابن زيدون الوزارة لأبي الوليد بن جهور صاحب قرطبة، وكان سفيره إلى أمراء الطوائف في الأندلس، ثم اتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد صاحب إشبيلية، فحبسه، حاول ابن زيدون استعطاف ابن جَهور برسائله، فلم يعطف عليه، وفي عام 441 هـ، تمكّن ابن زيدون من الهرب، ولحق بِبلاط المُعتضِد الذي قربه إليه، فكان بمثابة الوزير، وقد أقام ابن زيدون في إشبيلية حتى توفي ودفن بها في أول رجب 463 هـ في عهد المعتمد بن عباد.
اقتباسات ابن زيدون عن الحب جميلة
يتمتع الكاتب والشاعر ابن زيدون بإحساس راقي في كتابته التي تحمل الكثير من عبارات الحب، وهي من أجمل ما يُعبّر به الحبيب عن مشاعره.
- هل تذكرون غريبا عاده شجن .. من ذكركم وجفا اجفانه الوسن، يخفى لواعجه والشوق يفضحه، فقد تساوى لديه السر والعلن، يا ويلتاه أيبقى في جوانحه .. فؤاده وهو بالاطلال مرتهن، وأرق العين والظلماء عاكفة، ورقاء قد شفها إذ شفنى حزن، فبِتُّ اشكو وتشكو فوق أيكتها، وبات يهفو إرتياحًا بيننا الغصن. – ابن زيدون
- هو الدّهرُ فاصبر للذي أحدَثَ الدّهرُ .. فمن شيمِ الأبرارِ، في مثلها، الصّبرُ، ستصبر صَبرَ اليأسِ أو صبرَ حِسبَة .. فلا تؤثرِ الوجهَ الذي معهُ الوزرُ، حذارَكَ من أن يعقبَ الرُّزءُ فتنةً .. يضيقُ لها، عن مثل إيمانِك، العذرُ. – ابن زيدون
- رأيتُ الشّمسَ تطلعُ من نقابٍ .. وغصنَ البانِ يرفُلُ في وشاحِ، فَلَو أستطيعُ طِرتُ إلَيكِ شَوقاً .. وكيفَ يطيرُ مقصوصُ الجناح ؟ على حالي وِصَالٍ واجتِنَابٍ .. وفي يَومي دُنُوٍّ وَانتِزَاحِ، وحسبيَ أن تطالعَكِ الأماني .. بأُفقِكِ، في مَسَاءٍ أو صَباحِ. – ابن زيدون
- أظنينةً ! دعوى البراءة شأنها .. أنت العدو فلمَ دُعيت حبيبا ؟ ما بال خدكِ لا يزال مضرجا بدمٍ .. ولحظكِ لا يزال مريبا ؟ لو شئت ما عذبتِ مهجة عاشقٍ .. مستعذب في حبك التعذيبا. – ابن زيدون
- تضحك في الحبّ، وأبكي أنا .. اللهُ فيما بيننا حاكم. – ابن زيدون
- إليكِ من الأنام غدا ارتياحي .. وأنتِ على الزمان مدى اقتراحي، وما اعترضت هموم النفس إلا .. ومن ذكراكِ ريحاني وراحي، فديتُكِ، إن صبري عنك صبري .. لدى عطشي على الماء القراحِ، فلو أستطيع طرتُ إليكِ شوقا .. وكيف يطير مقصوص الجناح ؟ – ابن زيدون
- أُسر عليكِ عتبا ليس يبقى، وأُضمر فيك غيظا لا يبيت. – ابن زيدون
- أولي وفاء وإن لم تبذلي صلة .. فالطيف يقنعنا والذكر يكفينا، عليكِ مني سلامُ الله ما بقيَت .. صبابةٌ منكِ نُخفيها فَتُخفينا. – ابن زيدون
- ليس لي صبرٌ جميلٌ غير أني أتجمّل .. ثم لا يأسَ، فكم قد نيلَ أمرٌ لم يؤمَّل. – ابن زيدون
- يا قريبا حين ينأى، حاضرًا حين يغيب. – ابن زيدون
- أما مُنى نفسي فأنتِ جميعها .. يا ليتني أصبحتُ بعض مُناكِ. – ابن زيدون
- يا ليل طُل أو لا تطل لا بد لي أن أسهرك .. لو بات عندي قمري ما بِت أرعى قمرك. – ابن زيدون
- إن غبت لم ألق إنسانًا يؤنسني، وإن حضرت فكل الناس قد حضرا. – ابن زيدون
- هو الدهر مهما أحسن مرة .. فمن خطإ؛ ولكن إساءته عمد. – ابن زيدون
- ألم تعلم بأن الدهر يعطي بعدما يمنع .. وكم ضر امرئٍ أمر توهم بأنه ينفع. – ابن زيدون
- وقد تُسمع الليثَ الجحاش نهيقها، وتُعلي إلى البدرِ النباح كلاب إذا راق حسن الروض أو فاح طِيبه، فما ضره أن طن فيه ذباب؟ – ابن زيدون
- كما تَشاءُ، فقُلْ لي، لستُ مُنتَقِلاً لا تَخشَ منيَ نِسياناً، وَلا بَدَلاً .. وَكَيفَ يَنساكَ مَنْ لَمْ يَدرِ بَعدَكَ ما طَعمُ الحياة ، وَلا بالبِعدِ عنك سَلا؟ .. أتلفْتَني كلفاً، أبْليتَني أسفاً، قَطّعتَني شَغَفاً، أوْرَثْتَني عِلَلا .. إنْ كنتُ خُنْتُ وَأضْمرْتُ السُّلوّ، فلا بلغتُ يا أملي، من قرْبكَ، الأمَلا .. واللهِ ! لا علقَتْ نفْسي بغيركُمُ؛ وَلا اتَّخَذْتُ سوَاكُمْ منكُمُ بَدَلا. – ابن زيدون
- ولقد خَلوتُ مع الحبيبِ وبيننا .. سِرٌ أرقُّ مِن النسيمِ إذا سَرى.
- كوارث الدنيا بسبب اننا نقول نعم بسرعة، ولا نقول لا ببطء.
- المغلوب مولع دائماً بتقليد الغالب.
شعر ابن زيدون في حب ولادة
كان لابن زيدون الكثير من القصائد والأشعار التي كتبها حول الحب والعشق, حتى أصبح الكثيرين يأخذون من أبيات الشعر التي كان يكتبها ليُزيِّنوا بها حياتهم ويستخدموها في الغزل بين الحبيب والمحبوبة, ومن أجمل اقتباسات ابن زيدون عن الحب وبالتحديد شعر ابن زيدون في حب ولادة.
إِلَيكِ مِنَ الأَنامِ غَدا ارتِياحي
وَأَنتِ عَلى الزَمانِ مَدى اِقتِراحي
وَما اعتَرَضَت هُمومُ النَفسِ إِلّا
وَمِن ذِكراكِ رَيحاني وَراحي
فَدَيتُكِ إِنَّ صَبري عَنكِ صَبري
لَدى عَطَشي عَلى الماءِ القَراحِ
وَلي أَمَلٌ لَوِ الواشونَ كَفّوا
لَأَطلَعَ غَرسُهُ ثَمَرَ النَجاحِ
وَأَعجَبُ كَيفَ يَغلِبُني عَدُوٌّ
رِضاكِ عَلَيهِ مِن أَمضى سِلاحِ
وَلَمّا أَن جَلَتكِ لِيَ اِختِلاسًا
أَكُفُّ الدَهرِ لِلحَينِ المُتاحِ
رَأَيتُ الشَمسَ تَطلُعُ مِن نِقابٍ
وَغُصنَ البانِ يَرفُلُ في وِشاحِ
فَلَو أَسطيعُ طِرتُ إِلَيكِ شَوقاً
وَكَيفَ يَطيرُ مَقصوصُ الجَناحِ
عَلى حالَي وِصالٍ وَاِجتِنابٍ
وَفي يَومي دُنُوٍّ وَانتِزاحِ
وَحَسبِيَ أَن تُطالِعَكِ الأَماني
بِأُفقِكِ في مَساءٍ أَو صَباحِ فُؤادي
مِن أَسىً بِكِ غَيرُ خالٍ
وَقَلبي عَن هَوىً لَكِ غَيرُ صاحِ
وَأَن تُهدي السَلامَ إِلَيَّ غِبًّا
وَلَو في بَعضِ أَنفاسِ الرِياحِ .
شعر ابن زيدون في السجن
ومن أجمل الأشعار التي كتبها ابن زيدون وهو مسجون وبين أيدي السجَّانين وقال فيها أجمل العبارات وأروع الكلمات التي يُمكن لسجين أن يكتبها, فكتب قائلاً:
” أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنَّا فما ابتلت جوانحنا
شوقاً اليكم ولا جفت مآقينا
لا تحسبوا نأيكم عنا يُغيّرنا
ان طالما غير النآي المُحبينا ” .