الدُعاء ليس بدخِيل بل هُو عُنصر مساعد في كُل آنٍ وفي كُل حين، والروحانيّة تتمثّل دومًا مع الخلجات الأبرز في هذا الأمر وهو دعاء العريس يوم زواجه ، حيثُ لربّما الكثير من الأفراد لا يَعِي هذا الأمر وقد يكُون لا يعلمه بالأساس، وتباعًا نجدُ أنّ الجمال دومًا يتلاحق مع هذا الدعاء وهو دعاء مُختصّ بالعريس في ليلة زواجه، حيث يسعى الكثير من الأفراد في هذه اللحظة للعيش بنسمات الجمال دون أن يرد إلى قلوبهم مهمة قراءة الدعاء الخاص بهذه الليلة، وهو ما يُعدّ غير مُفضّل، فالدعاء دومًا يطرح الكثير من الخير.

دعاء العريس يوم زواجه كامل

الدعاء هُنا هو عبارة عن كلمات وعبارات وجمل يقوم الفرد وهو العريس بقراءتها والدعاء بها ويده على جبين زوجته الشاغلة في تلك الليلة للقب العروس، ومن هُنا كان الأبرز دوماََ هو قراءة هذا الدعاء.

  • على الزوج ان يضع يده على مقدمة رأس عروسته ثم يسمي بالله قائلا بسم الله الرحمن الرحيم تبارك وتعالى ويدعوبالدعاء المأثور عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “إذاتزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادماً فليأخذ بناصيتها، وليسمّ الله عزّ وجلّ، وليدع بالبركة، وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، أعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه، وإذا اشترى بعيراً فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك”.
  • أمّا الرواية الثانية للحديث كما روى أبو داود (2160) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فلِيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا ولْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ) حسنه الألباني.
  • عليه أن يلاطف عروسه ليدخل السرور عليها ويباسطها بالكلام الجميل وان يقدم لها شيئا من الطعام أو الفاكهة او الشراب كما روى الإمام أحمد في المسند عن أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها قالت: (قَيَّنت عائشة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثم جئته فدعوته لجلوتها، فجاء إلى جنبها فأتي بعس -قدح- لبن فشرب ثم ناولها النبي صلّى الله عليه وسلّم فخفضت رأسها واستحيت، قالت أسماء: فانتهرتها، وقلت لها: خذي من يد النبي صلّى الله عليه وسلّم قالت: فأخذت فشربت شيئاً ثم قال لها: أعطي تربك) الحديث (معنى قينت: زينت، اما معنى العس: اي القدح الكبير.
  • عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: (تزوجت وأنا مملوك فدعوت نفراً من أصحاب النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فيهم ابن مسعود وأبو ذر وحذيفة قال: وأقيمت الصلاة، قال: فذهب أبو ذر ليتقدم فقالوا: إليك قال: أو كذلك؟ قالوا: نعم، قال: فتقدمت بهم وأنا عبد مملوك وعلموني فقالوا: (إذا دخل عليك أهلك فصل ركعتين ثم سل الله من خير ما دخل عليك وتعوذ به من شره ثم شأنك وشأن أهلك)(8).
  • عن شقيق قال: (جاء رجل يقال له: أبو حريز فقال: إني تزوجت جارية شابة بكراً وإني أخاف أن تفركني(9) فقال عبد الله (يعني ابن مسعود): إن الإلف من الله والفِرْك من الشيطان، يريد أن يكرِّه إليكم ما أحل الله لكم، فإذا أتتك فأمرها أن تصلي وراءك ركعتين. زاد في رواية أخرى عن ابن مسعود: (وقل: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم فيَّ، اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير، وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير)(10).
  • فقد روى ابن أبي شيبة وعبد الرزاق عن أبي سعيد مولى أبي أسيد مالك بن ربيعة قال: تزوجت وأنا مملوك فدعوت نفراً من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم فيهم ابن مسعود وأبو ذر وحذيفة، قال: وأقيمت الصلاة، فقال فذهب أبو ذر ليتقدم، فقالوا إليك! قال: أو كذلك؟ قالوا: نعم، قال: فتدقمت بهم وأنا عبد مملوك، وعلموني فقالوا: “إذا دخل عليك أهلك، فصل ركعتين ثم سل الله من خير ما دخل عليك، وتعوذ به من شره، ثم شأنك وشأن أهلك”.
  • يقول إذا دخل عليها يسمي الله جل وعلا ويقول إذا أخذ بيدها يقول: (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه)، وإذا دعا بدعوات أخرى يسأل الله خيرها، ويسأل الله أن تكون زوجة صالحة، وأن تكون من أسباب الذرية الصالحة فكل هذا لا بأس به، لكن مما ورد أن يقول: (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه) وإذا صلى ركعتين ودعا ربه فيها فحسن، يروى عن بعض السلف -رضي الله عنهم وأرضاهم-.

الختام بعد ما ورد من دعاء العريس يوم زواجه نكون قد انتهينا ووصلنا إلى الختام حاملين الكثير من الود لكم والتحيّة المردفة.