قصائد بمناسبة المولد النبوي الشريف كتَبها وألّفها نُخبةٌ من شعراء الوطن العربي احتفالََا وإحياءََ بذكري مولد سيد الخلق وإمام المسلمين، والذِي يَحتفل به المُسلمون في كُلّ عَام ليس عيدََا وإنّما يوم فرحة يُخلّدون به ذِكرى مولد أطهر البشر النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، حيثُ قد وُلِدَ الهدى فى الثاني عشر من ربيع أول، فيكون هذا اليوم من كل عام يوم إجازة وعُطلة رسمية للمدارس والجامعات ومُختلف مؤسسات الدولة، ويُحيِي المُسلمون ذكرى مولد النبي من خلال إقامة الجلسات والنّدوات الدينية فيتبادلون فيها الأناشيد الإسلامية الخاصة بذكر النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، بالإضافة الى جلسات الشعر التي يتبادل فيها الشعراء أقوي القصائد في مَدح وشكر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، كما ويُقدَّم الطعام والحلوى للمُشاركين في هذه الندوات والجَلسات الممتلئة بالنفحات الدينية والدروس من سيرته، في هَذه فهرسة خصصنا لكم مجمُوعة من قصائد بمناسبة المولد النبوي الشريف 1446.

قصائد بمناسبة المولد النبوي الشريف 1446

مَظاهر الإحتفال وإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف مُتنوّعة ومُختلفة عند الكثير من الدول، ومن أهمّها مجَالس يتمّ بها إنشاد قصائد لمدح النبي صلّى الله عليه وسلّم، بالإضافة إلى ذكر بطولاته وفُتوحاته وشمائله التي سطّرها وسجلها عبر التاريخ، فإليكُم هنا أفضل قصائد بمناسبة المولد النبوى الشريف:

لو يعرفون محمدََا…

لك يا محمـد في القلـوب منازلُ

بهواك – مادام الوجود – أواهلُ

صلى عليك الرب فـي عليــائه

وسـلامه في خــلقه متواصلُ

يا خير من وطئ الثرى يـا خير من

حَمَلت به في العالمـين حـواملُ

“قد سار ذكركَ في الوجود فهل لهم

إخفاءُ شمـسٍ ضوءُها متكاملُ”

يا أمة المليـار يـا شعـب الهدى

أنتم على مَـرِّ الزمـان أوائـلُ

لكنَّ بعـض الحاقـدين بـجهلهم

فعلوا وقالوا والـعيونُ غـوافل

أيطيبُ أكلٌ أو تسـوغُ مـشاربٌ

ونَبِيُّنا قـد نال مـنه الجاهـلُ

لو يعرفـون محـمدا لَبَـكَوا دمًـا

وتنــادبَت عند الرؤوس ثواكلُ

قُل لـلذي شـتمَ النـبيَّ محـمدا

هل كنتَ تعلمُ مَن بذاك تُطاولُ

مـسٌّ مـن الجِنِّ اعترى أرواحكم

أم جُـنَّ في هـذا الزمانِ العاقلُ

هيهات مثلُـك أَن يَمَـسَّ محـمدا

هيهـات رسـامٌ حقـيرٌ فاشلُ

ما زعزعَ الجبلَ الريـاحُ عصيـفةً

لا كـدَّرَ البحـرَ العظيمَ بَراملُ

يا مَن بِتَفلِهِ رام يُخــمدُ شَمــسَنا

هو ذا البُزاقُ علـى جبينكَ نازلُ

شَتَّـان بيـنكما فأنــتَ حُثـالةٌ

ومحمدٌ شـهمٌ كـريمٌ بــاسلُ

شَتَّـان بيـنكما فأنــتَ ذُبـابةٌ

ومحـمدٌ طـودٌ وبحـرٌ هائـلُ

أُصمُت فبينكُما – وقَدرُك في الثرى –

كلُّ الــسماواتِ الفسيحةِ فاصلُ

تَبَّت يدُ الخنــزيرِ ذا شـرُّ الورى

بل أنتَ للـخنزيرِ ظِـلٌّ زائـلُ

هذا الذي عندي لمثـلكَ فانفـجر

بعضُ المقاطعِ والحــروفُ قلائلُ

أسرفتُ حين نظمتُ بعضَ قصيدتي

فيـمَن أمـامَ بـعوضةٍ يتضاءلُ

لَوَّثتُ منكَ مقـاطعي – يا ليتني –

أبقيــتُها (مـتفاعلن مـتفاعل)

دَنَّستُ منكَ يراعــتي وصحيفتي

طَهِّـر بِمَـاكَ صحـيفتي يا وابلُ

إني رأيتُ الناس كلهــم انتضوا

سيفَ القريضِ وإننـي أتساءلُ

هل بالقصيدِ نـرُدُّ ثـأرَ محمــدٍ

أم بالقصيد يخافُ مِنَّـا الفاعـلُ

بل بالقصيدِ يَـذِيعُ صِيتُه في الدُّنَا

وهو الذي مِن أجـل ذاك يناضلُ

هو لن يضُـرَّ مـحمدا بِـهُرائه

“هيهات تُكتَم في الظلامِ مَشاعِلُ”

لكنَّنا نُعطـيه مـا يسعـى لـه

لمـا نُشَـهِّرُ باسـمِه فَنُغَافَـلُ

هو ذا المَعَــرِّي قالـها مِن قبلِنا

ما بالُـنا عـن قـولِه نتخَاذَلُ

[قال السُّهى للشمس أنـتِ خَفِيَّةٌ

قال الدجى يا صبح لونُكَ حائِلُ]

[والأرضُ طاولتِ السماءَ سـفاهةً

إذ فاخَـرَت شُهبًا بِذاكَ جنادِلُ]

[يا موتُ زُرْ إنَّ الحيـاةَ ذميمـةٌ

يا نفسُ جِدِّي إنَّ دهركِ هازلُ] [2]

ما كنتُ يومًا بالعبـادِ مُـوَكَّلاً

مَن شاءَ فَليؤُمِن ومَن…سَيُسَائلُ

دَعني أعودُ إلى النبـيِّ مـحمدٍ

مـادام بـِي نَفَـسٌ فَعَنهُ أُجادِلُ

يا خيرَ خَلقِ الله أنـتَ حبيـبُنا

شَرُفَت بِفضلكَ في الوجودِ فضائلُ

والمكرمات أمام قدرك طأطأت

وعظـيم ذكـرك خلدته شمائل

مهما وصفتُ فلستُ أَبلُغُ بعضَها

مهما قَريـضِي أَسـعَفَتهُ مَنَاهِلُ

مَن ذا سَيَحصرُ فَضلَهُ بقَصِـيدةٍ

وَبِحـارُ فضـلِهِ ما لَـهُنَّ سَواحِلُ

مِن عصرِ حَسَّانِ بن ثابتَ والقصيـ

ـدُ يُعيدُ نفسَهُ ليـس مِنه بَدائلُ

يا قاصِدي مَدحَ النبيِّ محــمد

قَرُّوا عيونًا وافرحـوا وتفَـاءلُوا

اللهُ في (نُـونٍ) أَبـانَ مَقامَـهُ

مِن بَعدِ قَولِهِ هـل تُـرامُ دلائلُ

أُنظُم قَصـيدَكَ يا صـديقي إنَّني

أعلنتُ هجرَ الشِّـعرِ إنـِّيَ راحلُ

دعني أُناجي في الظلامِ مـحمدًا

وأنـالُ مِن نجـواهُ مـا أنا نائلُ

لكَ يا محمدُ في الفُـؤادِ محبـةٌ

مادام في كَـفِّ الـعبادِ أنـامِلُ

بَعدَ الصلاةِ عليكَ أشهَدُ مُقسِمًا:

“لَلحَـقُّ أنـتَ وما سِواكَ الباطلُ”

ضَعْ شِسْعَ نَعـلِ محمدٍ في كَفَّةٍ

مـيزَانُهَا مِـن دونِ رَيـبٍ عادلُ

سَيَطِيرُ ما في الكَفَّةِ الأخرى ولَو

في الكَـفَّةِ الأخـرى تَنَامُ جَحَافِلُ

الكلبُ ينبحُ والقوافلُ في الدجى

تَمـضِي ويَبـقى تَسـتَبِيه سلاسلُ

ومحمدٌ خيرُ الخـــلائقِ كُلِّهِم

ونِيـابةً عنـهُ لَهُـم أنـا قائـلُ

“وإذا أَتَتكَ مَذَمَّتِي مِــن ناقصٍ

فـهي الشـهادةُ لي بِأَنِّيَ كَامِلُ”